الخميس، 30 أكتوبر 2008

الفلبين


الموقع الجغرافي :
تقع (الفلبين) في الجنوب الشرقي لـ(الصين) وسط مجموعة من (الجزر الاستوائية) المنتشرة بين (المحيط الهندي) و (المحيط الهادي)،وتسمى هذه الجزر (جزر الهند الشرقية) وتأخذ شكل الهلال الضخم .
وتبلغ مساحة (الفلبين) الإجمالية: 300.000 كم، و تعداد سكانها: 81,159,644 نسمة، منهم ستة ملايين مسلم.
الاسم الأصلي لعاصمة (الفلبين) هو "أمان الله" ثم حذفت الألف من البداية، و حرفت الكلمة فصارت (مانيلا). و يوجد في العاصمة (مانيلا) 4 مدن رئيسية و 13 بلدية مستقلة، من هذه المدن مدينة (كويزون) وكانت عاصمة للفلبين من عام 1948 م إلى عام 1976 م، وتتميز هذه المدينة بجمالها ومبانيها وشوارعها الجميلة كما تتميز بجامعتها الشهيرة (جامعة الفلبين). سميت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى (مانويل كويزون) (1878 - 1944 م) السياسي الفلبيني الذي دفن فيها.
أرض شعب مورو :
وتقع أرض (شعب مورو) [وهو الاسم الذي أطلقه الأسبان على مسلمي هذه المنطقة وما حولها] في أقصى الجنوب الفليبيني، وتتكون من (جزيرة مينداناو) ثاني أكبر (جزر أرخبيل الفليبين) (أكثر من 7000 جزيرة) و(أرخبيل جزر صولو) ، و(جزيرة بالاوان) و(جزيرة بازيلان)، وبذلك تكون مساحة مناطق (مورو) (116.895 كم2). أي أكثر من ثلث مساحة (الفلبين) الكلية. ويبلغ مجموع سكان (جزر مورو) المذكورة حوالي 20 - 21 مليون نسمة، لكن عدد المسلمين منهم محل جدل بعد أن قامت الحكومة وما تزال بتطبيق خطة توطين النصارى في مناطق المسلمين، فالإحصاءات الرسمية وطبيعة الصراع الموجود من أجل الاستقلال تقلل من عددهم وتصل به إلى 7 ملايين فقط، بينما تصل تقديرات غير حكومية إلى 15 - 18 مليون مسلم، والبقية من سكان الغابات اللادينيين والنصارى المهجرين من (جزر لوزون) و(جزر فيسياس الشمالية).
ومع أن الإسلام قد وصل إلى المنطقة منذ وقت مبكر، فإن انتشاره كان في سنوات ما بعد 1200 ميلادية، وذلك قبل بدء وصول ماجلان ونصرانيته في عام 1521م، وكان دخول الإسلام إلى شرق آسيا عن طريق الدعاة والتجار وبدون حروب. ومن السلطنات الإسلامية المشهورة في (جزر جنوب الفليبين): (سلطنة صولو) التي ضمت (جزر صولو)، و(طاوي) - (طاوي)، و(بالاوان)، والجزر المجاورة، و(سلطنة ماغوانداناو) التي يعيش معظم المسلمين في أراضيها اليوم.
الموارد الاقتصادية والاستراتيجية والبشرية :
تعتمد (الفليبين) على الزراعة في حياتها الاقتصادية، حيث تشكل الزراعة ما يقرب من 70% من دخل البلاد، وهي مهنة غالبية السكان، وتنتشر الملكية الصغيرة وإن كانت الملكية الكبيرة معروفة في سهل (لوزون) حيث يعمل في الأرض مزارعون بالأجرة.
وأهم المحاصيل الزراعية: الأرز الذي يعد غذاء السكان الرئيسي، وتنتج البلاد أكثر من ثلاثة ملايين طن منه سنويا، ولا تكفي هذه الكمية حاجة السكان؛ فيستوردون ما يحتاجون من (تايلاند). وقد أدخلت أنواع جديدة من الأرز تعطي مردوداً إنتاجيا كبيراً ويعرف باسم الأرز العالمي .
ويعد صيد السمك حرفة أساسية لعدد كبير من السكان؛ نظراً لطبيعة البلاد وطول السواحل، وتستخدم فيه السفن الآلية الكبيرة، ويأتي السمك في المرتبة الثانية كمورد رئيسي بعد الزراعة.
ويدر استثمار الغابات ربحاً كثيراً، وينظر إلى صناعة العجينة الورقية والورق كهدف من الأهداف المنتظرة في المستقبل القريب.
وتوجد في البلاد ثروة معدنية كبيرة؛ ولذلك كان التعدين من أهم الصناعات، إذ يتوافر النحاس والذهب والحديد والمنجنيز والكروم والفضة والزئبق، ويتوقع الباحثون وجود ثروة معدنية كبيرة في (جزيرة ميندناو).
كما تقوم صناعة: البلاستيك، والكرتون، والزجاج، والأدوات المعدنية، والأفلام وتجميع الأجهزة.
والذي يملأ النفس حزنًا وكمدًا أن مناطق المسلمين أراضٍ أودع الله تعالى فيها خيرات كثيرة، لكنها تُسْتَغل لصالح رفاهية غيرهم، ويُتْرَكوا يعانون من الفقر والجهل وعدم الاستقرار في حياتهم، فقد قطعت الفلبين شوطًا لا بأس به من الناحية التنموية في محافظات الشمال، لكن مناطق المسلمين الجنوبية ظلت في آخر جدول أعمال الحكومات إلا من إنفاق 40 مليون بيسو [العملة الفلبينية] يوميًّا لتمويل الصراع مع المسلمين! ومع أن هناك مشاريع صناعية وتعدينية قد يراها الزائر للجنوب، فإنها ليست إلا لاستخراج خيراتها ودعم ميزانية الحكومة المركزية بها من تصدير- لصالح ميزان المدفوعات الفلبيني - للذُّرَة والذهب والأخشاب والبُن وجوز الهند والأسماك والمطاط والموز واللحوم والأرز والفحم.
ومن الأمثلة على ذلك مدينة بريرة التي يفتقد أهلها لمعظم مرافق الحياة الخدمية، مع أن المليارات تُدِرُّ على التجار من (مانيلا) من بيع الأخشاب التي حولها، كما أن 25% من إنتاج البلاد من الأرز و70% من الذرة يخرج من مينداناو.
التركيبة السكانية الأصلية :
تعد الفلبين من البلاد التي توصف بالكثافة السكانية، كما أن معظم السكان يتمركزون في مناطق محدودة بها، فعلى الرغم من كبر مساحة جزيرة مثل [ميندناو] إلا إنها قليلة السكان.
ويتألف السكان من عناصر مختلفة، ولكن العنصر الغالب هو العنصر 'الماليزي' الذي جاء مهاجراً منذ آلاف السنين من (ماليزيا) و(إندونيسيا)، وفي العصور الحديثة جاء إلى البلاد الصينيون والأسبان والأمريكان، وتزاوج عدد منهم مع الفلبينيين فنشأ عنصر مزيج من الدماء الماليزية والأسبانية بشكل خاص، وتوجد كذلك مجموعة صغيرة من السكان من ذوي البشرة السمراء، ولكنهم يعيشون في المناطق النائية في الجبال والغابات.
ويشكل المسلمون ما يقرب من 11% من السكان في المناطق الجنوبية في (جزيرة ميندناو) و(أرخبيل صولو)، و(جزيرة بالاوان)، ويقلون في الجزر الوسطى والشمالية، ويصل عددهم الآن إلى ما يقرب من ستة ملايين مسلم.
يوجد عدد من البوذيين، ومجموعة من الوثنيين الذين يؤمنون بالأرواح، وتشكل كل مجموعة من هاتين المجموعتين ما يقارب 2% من مجموع السكان.
ويتكلم السكان أكثر من 78 لغة محلية، أهمها : (لغة التاغالوغ) التي تنتشر بين سكان (مانيلا) والمحافظات المجاورة لها، وتعد بمثابة اللغة الوطنية، كما نجد الإسبانية التي انتشرت أيام الاستعمار الإسباني، والإنجليزية التي سادت وقت الاستعمار الأمريكي؛ وتعد الإنجليزية هي اللغة الرسمية للحكومة.
ويتكلم المسلمون لغتين من اللغات السائدة في البلاد، وهي: لغة (الثاوصو) القـريبة من الإندونيسية، ولغـة (المراتاو) وهي الغـالبة في (جزيرة ميندناو)، وتضم ألفاظاً عربية كثيرة، وتكتب بالحرف العربي.
تمارس المرأة الحياة السياسية بالصورة نفسها التي يمارسها الرجل، وتعد العلاقات العائلية في الفلبين علاقات قوية، ويميل السكان إلى تيسير الزواج والزواج المبكر، وتنجب المرأة عدداً كبيراً من الأبناء.
المسلمون في الفلبين :
تعتبر (الفلبين) من أقدم الدول الآسيوية التي دخلها الإسلام على أيدي المسلمين العرب من التجار والدعاة (1310م)، وقام حكم إسلامي في العديد من الجزر الجنوبية وبخاصة (جزيرة مِندناو) منذ أوائل القرن الرابع عشر الميلادي وحتى القرن السادس عشر.
منذ احتلت إسبانيا الفلبين في القرن السادس عشر الميلادي وحتى (1899م)، بدأ الحكم الإسلامي في الانحسار، وازداد الأمر تعقيداً بمجيء الاستعمار الأمريكي الذي ضم الجنوب المسلم إلى الشمال قبل أن يمنح (الفلبين) استقلالها عام (1946م)، وقد تسبب ذلك في حالة من الشعور بالغبن سادت بين المسلمين في (مملكة سولو) و(سلطنة ماجندناو) اللتين عملتا على استعادة استقلالهما الذي نعمتا به لقرون.
ونتيجة لاتهام المسلمين الحكومة الفلبينية بدعم جماعات مسيحية مسلحة، تفجر الوضع العسكري بين الجانبين عام (1970م)، وتأسست إثر ذلك الجبهة الوطنية لتحرير مورو عام (1972م) لتقود مواجهات مسلحة ضد النظام الفلبيني، غير أن هذه المواجهات لم تسفر عن انتصارات حاسمة لأي منهما. فبدأ منذ عام (1976م) إجراء سلسلة من مفاوضات السلام بين الحكومة وقادة الجبهة الوطنية بوساطة ليبية أسفرت في النهاية عن توقيع (اتفاقية طرابلس) التي تنص على منح المسلمين حكماً ذاتياً، إلا أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ نظراً لمماطلة الحكومة الفلبينية كما تتهمها بذلك الأقلية المسلمة، وسرعان ما عادت الأمور إلى التوتر وعادت معها العمليات المسلحة بين الجانبين.
وفي عام (1993م) توسطت (إندونيسيا) في الصراع بين الجبهة والحكومة، وبعد ثلاث سنوات أفلحت الوساطة في توقيع اتفاق سلام جديد في يونيو (1996م) تنص بنوده على إنشاء مجلس للسلام والتنمية في جنوب الفلبين يستمر لمدة ثلاث سنوات، يُجرى بعدها استفتاء شعبي في مقاطعات الجنوب تُخَّير فيه كل مقاطعة على حدة في الانضمام للحكم الذاتي الإسلامي، ودمج المليشيات العسكرية التابعة للجبهة الوطنية في جيش (الفلبين) المركزي.
غير أن المسلمين كانوا يخشون ألا يسفر هذا الاستفتاء -في حال إجرائه- إلا عن موافقة خمس مقاطعات فقط -من أصل أربع عشرة مقاطعة- على الانضمام للحكم الذاتي الإسلامي، وذلك بسبب التغييرات الديموغرافية التي تمت في تلك المقاطعات وجعلت الأغلبية العددية للمسيحيين (وفق مصادر مسلمي الفلبين).
الجبهة الوطنية لتحرير مورو :
تأسست عام (1972م) بعد أن أعلن الرئيس الفلبيني (ماركوس) الأحكام العرفية في الجنوب، وبدأ الصراع العسكري بين الحكومة والجبهة التي أعلنت أنها تسعى لانفصال الجنوب المسلم عن الشمال.
ولم تستطع الجبهة الوطنية المحافظة على وحدتها بسبب تباعد الرؤى والتصورات حول أسلوب حل قضية المسلمين في جنوب (الفلبين)، فـ(سلامات هاشم) يرى أن الحل العسكري الأمثل عن طريق الجهاد؛ تمهيدا لإقامة دولة إسلامية في الجنوب، في حين يرى (نور مسواري) أن طريق المفاوضات في هذا الوقت ربما يكون أكثر فاعلية، من خلال الحصول على بعض المكاسب من الحكومة الفلبينية.
وزادت حدة الاختلاف عام (1976م) عقب توقيع (نور مسواري) -إثر وساطة قام بها الزعيم الليبي (معمر القذافي)- على اتفاق مع الحكومة الفلبينية في العاصمة الليبية (طرابلس) -عرف باسم اتفاقية (طرابلس)- ينص على منح المسلمين في الجنوب حكمًا ذاتيًا محدودًا، فانقسمت الجبهة في العام التالي (1977م)، وظلت تعمل على الساحة بجناحيها المختلفين تحت نفس الاسم حتى عام (1984م)، وحينئذ أطلق سلامات هاشم على جناحه اسم (الجبهة الإسلامية لتحرير مورو).
ومما يؤسف له أن أجهزة الإعلام من إذاعات وصحف في بعض البلدان الإسلامية تتجاهل المجازر التي تقوم بها الحكومة الفلبينية بل أنها كانت تشيد بهذه الحكومة وتتحدث عن إصلاحات (ماركوس) وانجازاته. رغم ما تقوم به الدوريات السعودية من مجلات شهرية وأسبوعية وجرائد يومية بمعالجة هذه القضية وأبعادها كقضية إسلامية. وما تقوم به رابطة العالم الإسلامي من دور كبير في تنبيهها لهذه القضية ودعمها.
وقد قدمت (الفلبين) بين عامي (1392 – 1404هـ = 1972 – 1984م) :
- 30 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
- استرقاق ستة آلاف مسلمة على أيدي الجنود الفلبينين.
- تشريد أكثر من مليوني مسلم.
- فرار حوالي 300 ألف نسمة واضطرارهم إلى الهجرة إلى البلاد المجاورة " ولاية صباح " التابعة لماليزيا.
- إحراق 300 ألف منزل من بيوت المسلمين.
- تدمير مئة قرية ومدينة إسلامية.
- اغتصاب معظم أراضي المسلمين الخصبة.
- تدمير أكثر من 500 مسجد للمسلمين.
وقد أدت تلك العمليات الإرهابية والمحاولات المستمرة للقضاء على المسلمين بشن الحملات العسكرية إلى انتشار الفقر والجهل والأمراض بين المسلمين، مما جعلهم فريسة لحملات التبشير والشيوعية – وللمؤثرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ورغم ذلك بقيت شعلة الإيمان متوهجة؛ فالمجاهدون يسيطرون على جميع المناطق الإسلامية ما عدا بعض المدن. وسارعت بعض الدول العربية بتقديم المساعدات التعليمية للمسلمين في (الفلبين) فهناك حوالي 30 مدرساً من (الأزهر) ، وعدد كبير من المدرسين من (المملكة العربية السعودية) ، وتساهم (رابطة العالم الإسلامي) في ذلك.
وبقيت في المناطق الإسلامية مئات المدارس الابتدائية والمتوسطة وعشر مدارس ثانوية، وجامعة إسلامية تضم ست كليات تدار بالجهود الذاتية، وتحاول الحكومة جاهدة أن تضم هذه المؤسسات التعليمية إليها. ومن المؤسسات التعليمية: (معهد مندناو العربي الإسلامي) وتتبعه 316 مدرسة، و(معهد ماداواي الإسلامي) وتتبعه 52 مدرسة، و(كلية فكاسم) في مدينة مداراوي ويتبعها عدد من المعاهد وتقدم تعليما باللغة العربية، ويضاف إليها (جامعة الفلبين الإسلامية) وكانت تسمى معهد كامل الإسلامي، ولها فروع في عدة مدن.
وبالفلبين (مركز الملك فيصل للدراسات العربية الإسلامية)، ويوجد ضمن (جامعة مندناو)، وهناك (المدرسة التجريبية لتعليم اللغة العربية) التي تتبع (مركز الملك فيصل).
وعندما زار الدكتور (عبد الله نصيف) الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي جنوب (الفلبين) وزار (معهد أمين الشريف) استقبله عدد من المسئولين بينهم (السلطان إسماعيل لاود) مؤسس المعهد الذي يضم 70 طالباً وطالبة من المسلمين واستقبله المسلمون استقبالا حافلاً، وزار (معهد مندناو العربي) وحضر مجلس القرآن الكريم والحديث النبوي بقاعة المحاضرات بالجامعة ، وأعاد افتتاح (مسجد باب الرحمن) الذي بني في (الفلبين) قبل أربعمائة سنة ، ووجد في مدينة (دراكا) - 30 ألف مسلم - أربعة عشر مدرسة إسلامية و 25 مسجداً. ويقدر عدد مساجد الفلبين بحوالي 2500 مسجد.
هذا وقد سقط (ماركوس) وغادر البلاد إلى (أمريكا) بتاريخ (25 فبراير 1986م)، ووصلت (كورازون أكينو) إلى الحكم، ولم يتغير وضع المسلمين رغم الوعود التي أطلقتها لهم، بل استمرت في أسلوب (ماركوس) المراوغ، وسياسة فرق تسد بإيجاد الصدع بين (جبهة تحرير مورو الإسلامية) بزعامة (سلامات هاشم)، و(جبهة تحرير مورو الوطنية) بزعامة (ميسواري).
ولا تزال (منظمة المؤتمر الإسلامي) و(رابطة العالم الإسلامي) تبذلان جهدهما للإبقاء على وحدة الصف والتنسيق بينهما؛ حيث بدأت بوادر الشرخ بين الجبهتين تظهر بحدة. وتمت المباحثات بإشراف أمين عام (رابطة العالم الإسلامي) بين وفد (جبهة تحرير مورو الإسلامية) ووفد حكومة (الفلبين) في (20 سبتمبر 1986م) في مقر الرابطة بجدة.
واتفق على بدء الحوار مع (أكينو) في (الفلبين) تحت إشراف الرابطة ، وفشلت المباحثات؛ إذ يوجه حكومة (أكينو) مجلس الكنائس الفلبيني، الذي يعمل كبار قساوسته مستشارين لها، وهم من ألد أعداء الإسلام والمسلمين. وتخفي تلك الحكومة المواجهات المسلحة مع المسلمين، بينما تبرز الحركة الشيوعية وتنشر لها نشرات أكبر من حجمها، وتنسب إليها في بعض الأحيان العمليات الفدائية الجهادية، وذلك للفت نظر الدول الغربية والإسلامية، كما تلقى عدد من العلماء والأساتذة والدعاة في مورو الإسلامية رسائل بتوقيعات مستعارة بالتهديد بالقتل أو الاغتيال أو الخطف. ونفذت بعض التهديدات بالفعل، وثبت أن ذلك من عملاء شبكة المخابرات الفلبينية. وقد نشرت جريدة (المسلمون) صورًا حيّة للمذابح التي تديرها الجماعات المسلحة المعادية للإسلام في الفلبين؛ إذ أنهم يقتحمون البيوت المسلمة، ويطلقون رشاشاتهم على النساء والأطفال والشيوخ، ويفقأون عيون الرجال، ويبقرون بطون الأطفال، ويذبحونهم بالخناجر، ويفصلون الرؤوس عن الأجساد.
ولا يزال الجهاد الإسلامي يواجه الدوائر الثلاث: الجيش الصليبي الفلبيني الحكومي، والعناصر المتعصبة من المستوطنين الذين يدعمهم الجيش الفلبيني، والشيوعيين الذين يتظاهرون بالعطف مع المسلمين لينقضوا عليهم إذا سنحت الفرصة، فضلاً عن مراوغة الحكومة.
المشكلات التي تواجه المسلمين :
1- التخلف الشديد الذي يتجلى في النقص الحاد في الخدمات التعليمية والصحية والذي يعود سببه -من وجهة النظر الإسلامية- إلى سيطرة الحكومة في مانيلا على الثروات الطبيعية للمناطق الإسلامية.
2- الخلخلة السكانية؛ حيث يتهم المسلمون الحكومة المركزية بتهجير آلاف المسيحيين إلى الجنوب لإحداث تفوق عددي على المسلمين هناك.
3- الصدامات العسكرية بين ثوار الجبهة الإسلامية لتحرير مورو الداعية للاستقلال وبين الجيش الحكومي، وكان من نتيجة هذه الصدامات حتى الآن تهجير قرابة مليوني مسلم فلبيني إلى ولاية صباح الماليزية المجاورة.
4- التهميش السياسي إذ ليس لدى المسلمين أي ممثل في الحكومة أو القضاء.
5- انشقاق الحركة الوطنية بسبب الخلافات القائمة بين الجبهتين الوطنية والإسلامية حول أسلوب العمل الوطني بين الاستقلال التام أو الحصول على بعض المكاسب المؤقتة.
6- ضعف الاهتمام الدولي وخاصة الإسلامي بقضيتهم.
7- تماطل الحكومة الفلبينية في منح المسلمين حقهم في حكم أنفسهم.. وتدعم الجماعات المسيحية ضدهم
8- كما يعاني المسلمون في الفلبين من مشكلات كثيرة، يأتي في مقدمتها: ضعف الاهتمام الدولي خاصة الإسلامي بقضيتهم، والعدوان العسكري المتواصل من الجيش الحكومي على ثوار الجبهة الإسلامية لتحرير مورو الداعية للاستقلال، وقد كان من نتيجة ذلك تهجير قرابة مليوني مسلم إلى ولاية صباح الماليزية المجاورة.. ومشكلات أخرى كثيرة تحتاج إلى مؤازرة مسلمي العالم والمجتمع الدولي من أجل حلها الذي يتمثل في منحهم الحق في الاستقلال، وإقامة دولتهم المستقلة.

مقالة للدكتور راغب السرجاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك