‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة وعبرة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصة وعبرة. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 30 أكتوبر 2008

ستر الله

أرسل رجل إلى بريد الأهرام هذه الرسالة وهذا نصها :-
هذه الرسالة كان يجب أن تكون بين يديك منذ عامين‏,‏ ولكنني لم أستطع أن أكتبها إلا الآن فقط‏,‏ بعد أن صفيت الكثير من حسابي لنفسي ومع الآخرين‏,‏ فوجدت فرضا علي أن أرسلها إليك حتي يستريح ضميري‏,‏ هذا إذا كتب الله له الراحة ‏!‏!! .
أنا رجل في نهاية الأربعينيات‏,‏ نشأت في أسرة متوسطة‏,‏ مستورة‏,‏ كان أبي وكذلك أمي‏,‏ صالحين‏,‏ تعبا في تربيتي وأشقائي كثيرا‏,‏ وأصرا علي أن نحصل جميعا علي مؤهل عال‏,‏ ونجحا في ذلك‏.‏ منذ طفولتي وأنا متمرد‏,‏ طموح‏,‏ أحلم بالثروة والوجاهة‏,‏ لذا التحقت بكلية تؤهلني للعمل الخاص‏,‏ وما أن تخرجت‏,‏ حتي التحقت بمكتب لأحد رجال الأعمال الكبار‏,‏ وبدأت تحقيق حلمي الكبير‏.‏
لم أكن متدينا‏,‏ علي الرغم من بيئتي الدينية‏..لا أحرص علي أداء الصلوات‏,‏ وإن كنت حريصا علي صلاة الجمعة‏,‏ بحكم العادة‏,‏ ولأنه لم يكن مقبولا من والدي أن أجلس في البيت وقت الصلاة‏ ،‏ لم أجد غضاضة يوما في الجلوس في البارات أو الملاهي الليلية ،‏ وكنت أتعامل مع شرب الخمور علي أنها وجاهة اجتماعية ‏,‏ تضعني في طبقة أخري‏ ,‏ وتتيح لي الجلوس مع شخصيات لم أكن أحلم بالجلوس معها‏,‏ بل وأصادقها‏,‏ فالسكر يزيل الفوارق ويقرب المسافات‏,‏ بل يسقطها تماما ،‏ لذا فقد نجحت في مصادقة رئيسي في العمل‏,‏ ووصلت إلي رئيس المؤسسة‏,‏ ووصلت إلي مرتبة رائعة في سنوات قصيرة ‏.‏
كان لدي نهم شديد للخطيئة‏ ,‏ أبحث عنها إن لم تأت إلي‏ ,‏ بدون أي تأنيب للضمير‏..‏ لم يكن يؤلمني إلا وجه أمي الذي يصادفني عند عودتي إلي البيت وقت صلاة الفجر ,‏ فتقبلني وهي تدعو لي ربنا يهديك يا بني وينور طريقك ويحبب فيك خلقه ويبعد عنك أولاد الحرام ثم تختم دعاءها بسؤالها التقليدي‏ :‏ مش هتصلي الفجر يا بني ؟ ..‏ صل واشكر ربنا علي نعمه عليك‏ ,‏ فأرد عليها‏:‏ طبعا هصلي دلوقتي ‏,‏ ثم أهرب منها وأنا نصف واع‏,‏ ونصف متألم‏.‏ فأستسلم للنوم‏,‏ لأصحو وأواصل زحفي‏ .‏
في سني عمري المبكرة‏,‏ أدمنت أيضا العلاقات النسائية‏,‏ لم أفرق يوما بين زوجة صديق‏ , ابنة جار ‏,‏ قريبة ‏,‏ أو حتي صاحبة مصلحة أو حاجة .
استمرت حياتي هكذا‏ ,‏ حتي اهتزت حياتي بوفاة والدي وعمري يلامس الثلاثين‏ ، توقفت مع نفسي بعد أن واريت جثمانه الثري ورأيت المقر الذي سأذهب إليه ‏, فعدت إلي الله وتبت علي ما فعلت , واصطحبت والدتي وذهبنا إلي حج بيت الله الحرام . ومع الحزن الذي كانت تعيش فيه أمي‏ , إلا أنها كانت سعيدة بهدايتي‏ , ففاتحتني في أمر الزواج‏ ,‏ فرحبت علي الفور , ووجدتها فرصة , للخلاص نهائيا من الوقوع في الخطيئة .
سيدي‏..‏ خلال شهور قليلة‏,‏ اشتريت شقة جديدة‏ ,‏ ورشحت لي والدتي فتاة من العائلة ‏,‏ علي خلق وجمال ‏,‏ فسعدت بها‏ ,‏ وأتممنا زواجنا بسرعة شديدة‏..‏ كان الله كريما معي إلي أقصي حد‏..‏ فقررت أن أبتعد عن الأجواء التي كنت أعيشها‏..‏ تركت العمل وأسست مكتبا خاصا‏ ,‏ وكأن زوجتي هي مفتاح الخير‏,‏ رزقني الله من حيث لا أحتسب‏ ,‏ فانتعشت أحوالنا ‏,‏ وانتقلنا خلال عام واحد إلي شقة أوسع في منطقة أرقي‏..‏ كنت راضيا ‏,‏ سعيدا بحياتي‏,‏ خاصة بعد أن رزقني الله بطفلة مثل البدر‏.‏ لن أستطيع أن أصف لك‏ , كيف كانت تسير أيامي ‏,‏ نجاح يلاحق نجاحا ‏,‏ ومع هدوء واستقرار في البيت‏ , حتي كنا محط حسد وغبطة كل من حولنا ‏.‏
خمس سنوات مرت علي زواجي واستقراري‏ ,‏ حتي حدث الإنقلاب الكبير‏......
ذات يوم زارتني في مكتبي سيدة‏ ,‏ شديدة الجمال ‏,‏ جاءت لي كي أتولي بعض قضاياها‏ .‏ في اللحظة الأولي التي رأيتها ‏,‏ حدث لي اضطراب شديد‏..‏ تمنيتها ‏,‏ اشتهيتها‏..‏ وجدت نفسا أخري غير التي كنتها ‏,‏ تلك النفس الفاجرة التي عايشتها سنوات‏.‏ لا أخفيك‏,‏ هي الأخري , كانت ماكرة‏ , لعوبا‏..‏ حديثها لين ,‏ مراوغ‏.‏ فوجدتني أتحول إلي ذاك القناص القديم‏ ,‏ فألقيت عليها بكل شباكي‏..‏ فتوطدت علاقتنا ‏,‏ بدأت أسهر معها‏,‏ وأتأخر عن مواعيد عودتي إلي البيت‏ ,‏ متحججا بكثرة العمل‏.‏ ولك أن تتوقع ما حدث بيننا بعد أسابيع قليلة ‏.‏ سقطت في الوحل مرة أخري‏..‏ ولكن هذه المرة أصابني غم ونكد وندم‏ ,‏ دامت أياما‏ ,‏ ثم تلاشت كل هذه الأحاسيس بعد أيام‏..‏ وفوجئت بأن غطاء الخطيئة انفتح مرة أخري‏..‏ فتكررت لقاءاتنا ‏,‏ وبعد فترة مللتها فابتعدت عنها‏ ,‏ وإن لم أبتعد عن هذا الطريق ‏.‏
عدت إلي سيرتي الأولي ‏,‏ كل يوم سهر وخمور ونساء‏..‏ وكل يوم ‏,‏ المسافة تبتعد بيني وبين زوجتي التي أنجبت لي طفلة ثانية ‏,‏ فانشغلت بتربية الطفلتين ‏,‏ وإن لم تنشغل عني‏ ,‏ بل كانت تعبر عن اندهاشها من تغيري‏ ,‏ من انقطاعي عن الصلاة‏ ,‏ وسهري للصباح ‏,‏ فكنت أقول لها كلاما غير مقنع عن توتري الشديد بسبب مشكلات في العمل‏ ,‏ وأنها فترة قصيرة وسأعود إلي ماكنت عليه‏.‏ فكانت تقبل كلامي مجبرة ‏,‏ حريصة علي عدم الصدام معي‏ .‏
ولكن لم يكن هناك مفر من هذا الصدام‏ ,‏ عندما بدأت أشرب الخمور في البيت ‏,‏ فاعترضت بعنف‏ ,‏ وقالت لي إنها لن تقبل أن تعيش وابنتاها في بيت لا تدخله الملائكة‏ ,‏ وهددتني بترك البيت ‏,‏ فوعدتها وإلتزمت بعدم شرب الخمور في البيت ‏,‏ وإن ابتعدت عنها أكثر‏ ,‏ وحدث شرخ كبير في علاقتنا ‏,‏ حتي شحبت وأصبحت أشاهدها كثيرا تبكي‏ ,‏ ولكني لم أتوقف عن طريقي‏ .‏
كنت كل ما أخشاه أن تعرف أمي ما صرت إليه ‏,‏ فتغضب مني وتتوقف عن دعائها لي‏..‏ فقد كنت أستشعر أن ستر ربي لي وعدم عقابه لي ‏,‏ بسبب دعواتها‏ .‏ كما أني كنت أكثر من فعل الخير‏ ,‏ أتصدق علي الفقراء ‏,‏ وأرعي الأيتام ‏,‏ وأتبرع للأعمال الخيرية ‏,‏ مؤمنا بأن الحسنات يذهبن السيئات‏,‏ مرددا " مثل كل العاصين " هذه نقرة وتلك نقرة أخري‏ , مكتفيا عقب كل معصية‏ ,‏ بترديد التوبة ‏,‏ وكأني أخدع الله سبحانه وتعالي فيما كنت أخدع نفسي ‏,‏ مستسلما لوسواس الشيطان‏ .
أعوام تلحق بأعوام‏ ,‏ أحوالي المالية جيدة‏ ,‏ علاقتي بأسرتي فاترة ‏,‏ وعلاقتي بالله مخدرة‏ ,‏ غارق حتي أذني في الخطيئة ‏,‏ واثقا - ولا أدري مصدر هذه الثقة - في عفو الله وكرمه ورحمته‏ ,‏ بدون أن أفعل ما أستحق عنه كل هذا‏ .
سيدي‏..‏ كان يمكن أن تستمر حياتي هكذا‏ ,‏ لولا تلك الرسالة القاسية - علي المذنبين مثلي- التي وصلتني من الله منذ عامين‏ .‏
كنت في أحد الأماكن مع بعض الأصدقاء‏ ,‏ ومن بينهم فتاة شديدة الجاذبية ‏,‏ متحدثة‏ ,‏ لبقة‏ ,‏ واثقة من نفسها ‏,‏ ويبدو من مظهرها أنها تنتمي إلي أسرة ثرية‏..‏ فتألقت نفسي الأمارة بالسوء‏ ,‏ وبدأت في إرسال ذبذبات الإعجاب‏ ,‏ فتلقفتها ‏,‏ وبادلتني إياها ‏,‏ فالطيور علي أشكالها تقع ‏.
‏تبادلنا أرقام الهواتف والاسطوانات المشروخة‏ , وكلانا يعر ف النهاية مقدما‏ ,‏ وإن كانت تلك الفتاة ‏,‏ شديدة الذكاء ‏,‏ عصية‏ ,‏ فلم تلن بسهولة‏ ,‏ بل أرهقتني أسابيع طويلة حتي تقبل أن تأتي لي في شقتي الخاصة التي استأجرتها في إحدي المدن الجديدة‏ ,‏ بعيدا عن العيون‏ ,‏ لهذا الهدف الحقير‏ .
حددنا الموعد ‏,‏ وذهبت في هذا اليوم مبكرا إلي الشقة ‏,‏ أعددت كل شيء في انتظار الغنيمة‏..‏ كان الوقت يمر بطيئا مملا حتي جاءني تليفونها قبل الموعد بربع ساعة‏ ,‏ تخبرني أنها في الطريق‏ ,‏ فتهلل وجهي وجلست علي نار مترقبا صوت جرس الباب مرة‏ ,‏ وأخري راصدا الطريق من شرفة الشقة‏ ،‏ مر الوقت‏,‏ نصف ساعة ‏,‏ ساعة‏ ,‏ لم تأت‏..‏. أصابني القلق والتوتر ‏,‏ اتصلت بها فلم ترد‏..‏ فاتصلت مرة أخري‏ ,‏ ففوجئت بصوت رجل يرد علي‏ ,‏ فقلت له يبدو إني أخطأت في الرقم‏ ,‏ فاستمهلني الحديث‏ ,‏ وسألني هل تعرف السيدة صاحبة هذا التليفون‏ ,‏ فأجبته بتردد نعم‏..‏ فقال لي‏:‏ بكل أسف‏ ,‏ السيدة أصيبت في حادث إصابات بالغة ‏,‏ ونقلناها أنا وبعض المارة إلي المستشفي‏..‏ فأُصبت بانهيار ‏,‏ ولم أصدق ما أسمعه ‏,‏ فسألته عن اسم المستشفـي‏ ,‏ فأخبرني ‏,‏ وهرولت مرتبكا إلي هناك .
وصلت وكانت الفتاة قد دخلت الي غرفة العمليات ‏,‏ فحاولت الاطمئنان علي حالتها ‏,‏ خاصة أني شاهدت ارتباكا وحركة غير طبيعية وهمهمات بين الأطباء والممرضين‏ , فسألت عن المدير المسئول وذهبت إليه , وفهم أني أحد أقربائها خاصة بعد أن عرضت دفع مبلغ تحت الحساب‏..‏ بعد فترة صمت مريبة من الطبيب‏..‏ قال لي‏:‏ قبل أن أشرح لك حالة قريبتك , لابد أن أخبرك بشيء مهم‏...‏ قريبتك في حالة سيئة ‏,‏ ولديها كسور متعددة ‏,‏ ونزفت كثيرا ,‏ لذا فإنها ستحتاج إلي نقل دم‏ ,‏ وفي هذه الحالات لابد أن نجري تحليلات لدمها ,‏ ليس فقط لأسباب طبية‏ ,‏ ولكن للتأكد من أنها ليست مصابة بأي فيروسات معدية‏ ,‏ ونتهم بعدها بأنها نقلت لها مع الدم‏..‏ والكارثة أننا اكتشفنا أنها حاملة لفيروس الإيدز !!!!‏ .
إيدز‏..‏ إزاي‏ , منين‏ ,‏ انت بتهرج‏ ,‏ إيدز ايه هكذا كنت أردد وأنا مذهول غير مصدق‏..‏ لم أنشغل بإصابتها‏ ,‏ ولا بإذا كانت ستعيش أو تموت‏..‏ كل ما فكرت فيه أني كنت علي مسافة ربع ساعة فقط من إصابتي بالإيدز .
لا أتذكر ماذا حدث ‏,‏ ولا كيف دفعت أموالا في المستشفي ‏,‏ أو اتصلت بالأصدقاء كي يخبروا أهلها للحضور إلي المستشفي .
كل ما أتذكره ‏,‏ أني خرجت أكلم نفسي وأنا في صورة مفزعة‏ ,‏ لم تفارق خيالي لحظة‏..‏ عدت إلي نفس الشقة ‏,‏ وكر الشيطان‏,‏ وكري والشاهد علي خطيئتي ونجاتي .
دقائق فقط فصلتني عن الإصابة بالإيدز لو كان الله نجاها ووصلت إلي الشقة .‏
من المؤكد أنها لا تعرف بأمر إصابتها‏..‏ ليس مهما هي‏ ,‏ تعرف أو لا تعرف تلك قضيتها‏..‏ وقضيتي‏ ,‏ هل كنت سأعرف أني سأحمل هذا الفيروس القاتل‏..‏ ياربي زوجتي ما ذنبها‏,‏ كنت سأنقل إليها الإيدز‏..‏ نموت معا‏ ,‏ بفضيحة‏..‏ المسكينة تموت بفضيحة ‏,‏ وأنا‏,‏ بناتي وإخوتي‏..‏ سترك يارب ‏,‏ عفوك يارب ‏.
سيدي‏..‏ لن أصف لك انهياري‏ ,‏ وبكائي‏,‏ وخجلي من ربي‏..‏ ما كل هذا الكرم‏ ,‏ عصيتك فسترتني ورزقتني‏ ,‏ فلم أبال ‏,‏ تحديت عفوك ورحمتك بمعصيتي‏..‏ وها أنا أوشكت علي السقوط في وحل أعمالي بلا خروج‏ ,‏ ولكنه برحمته الواسعة‏ ,‏ وبلطف قضائه‏ ,‏ انتشلني وأنقذ أسرتي من الضياع والفضيحة ‏.‏
سجدت علي الأرض‏, ‏ باكيا ‏,‏ مستغفرا‏...‏ تطهرت وقضيت يومي مصليا ‏,‏ تائبا ‏,‏ قارئا للقرآن‏..‏ لملمت نفسي‏ ,‏ وعدت إلي بيتي‏...‏ أغلقت غرفتي علي وعلي زوجتي ‏,‏ قبلت يديها وقدميها وأنا أبكي‏ ,‏ طلبت منها أن تسامحني وتعفو عني ‏,‏ وعدتها بأن أكون كما تحب وكما كنت‏ ,‏ فاحتضنتني وهي تبكي وترتجف ‏,‏ بدون أن تسألني عما حدث لي‏..‏ كانت رائعة كعادتها دوما‏ ,‏ بعدها استدعيت ابنتي‏,‏ احتضنتهما في صدري‏ ,‏ وكأني أبحث عن أمان وطمأنينة لا أعرف الطريق إليهما‏ ,‏ فطلبت منهن أن يتوضأن لنصلي جماعة ‏,‏ ثم سارعت بالذهاب إلي أمي ‏,‏ جلست تحت قدميها ‏,‏ ورجوتها أن تقرأ علي القرآن‏,‏ وتدعو لي‏..‏ ففعلت وابتسامة الرضا وهالة النور تكسوان وجهها الآمن ‏.‏
لم أنم في تلك الليلة ‏,‏ عاهدت الله علي ألا أعصيه أبدا ‏,‏ وأن استرضي كل من أخطأت في حقه أو هتكت عرضه ما حييت‏ ,‏ وبدأت رحلة جديدة في الحياة ‏.‏
سيدي‏..‏ أكتب إليك الآن بعد عامين مما حدث‏...‏ مددت يدي بالخير لكل من آذيته ‏,‏ طلبت منهم السماح عن أي شيء بدر مني تجاههم‏ ,‏ لم أفصح عما ارتكبت فقد سترني الله ‏,‏ فلما أهتك الأستار‏..‏ ليس في حياتي الآن‏ ,‏ إلا أسرتي وعملي وفعل الخير‏..‏ انتهز أي فرصة لمد يد المساعدة لمن يحتاج‏ ,‏ لا أترك فرضا من فروضي‏..‏ ذهبت العام الماضي إلي الحج‏,‏ ودعوت لله كثيرا أن يغفر لي ويهدي كل العاصين ‏.‏
ستسألني عن تلك الفتاة‏ ,‏ وأقول لك بدون الخوض في التفاصيل أني ذهبت إليها مرة واحدة‏ ,‏ بعد خروجها من العناية المركزة ‏,‏ ولم تكن تعلم وقتها بحقيقة مرضها بالإيدز‏..‏ ولكني رجوتها أن تسامحني وتتجاوز عن خطئي ودعوت لها بالهداية ‏,‏ وإن علمت من الأصدقاء بعد ذلك أنها أصيبت بالشلل وانهارت بعد معرفتها بما ألم بها ‏,‏ وقرر أهلها أن تسافر إلي الخارج لتعيش في مصحة لتبتعد عن الأجواء القاسية التي تعيش فيها‏..‏ هداها الله وشفاها وغفر لها ورفع عنها‏ ,‏ اللهم آمين ‏.‏
سيدي‏..‏ لم أكتب إليك لأتطهر من خطاياي‏ ,‏ فهذا أمر بيني وبين ربي ‏,‏ ولا أريد أن أسألك عونا خاصا بالرأي أو بالنصيحة‏ ,‏ وإن كنت لا أستغني عنها ‏,‏ ولكني وجدت أني ملزم من خلال حكايتي‏ ,‏ بتحذير كل شاب وفتاة من نهاية طريق المعصية ‏,‏ والتي لا يعرف أحد متي تأتي هذه النهاية المؤلمة وكيف تكون‏..‏
رسالتي أمام الله ‏,‏ أني قد أبرأت ذمتي بدرس عمري‏ ,‏ لعله ينير الطريق لمن هم غارقون في ملذاتهم وشهواتهم‏ ,‏ غافلون عن أن عين الله العادل لاتنام‏ ...!!!! .‏

نظرة عتاب


أهدي هذه القصة لكل زوج رزقه الله عز وجل بزوجة صالحة طيبة نقية تحبه وينطبق عليها قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) ، وكذلك كل زوجة رزقها الله بمن يحبها ويحتويها ، وذلك لأن منَّا من رزقه الله بنعمة الزوجة الصالحة ثم ما يلبث إلا أن يكفر بهذه النعمة ، واقرأ إن شئت قول الله تعالى { ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } (17) سورة الأعراف .
فمن يشكر النعمة هو من يوظفها في طاعة الله وليس معصيته ، ودعوني الآن أذكر لكم القصة التي وردت في بريد الأهرام والتي يقول صاحبها:-
أتذكر عندما كنت شابا وأنا الآن على مشارف الكهولة بعمر تجاوز الثانية والستين ببضعة شهور‏..‏ لم يكن يهمني علي الأرض سواي‏..‏ مركز الكون هو أنا‏..‏ الشاب الوسيم الثري المتعلم البشوش‏ ،‏ المتكلم بحساب‏,‏ صائد إعجاب الفتيات بنظرات قليلة‏..‏ باختصار كنت " جان " كما يقولون‏ .
أصر أبي علي أن استكمل تعليمي العالي في جامعة أوروبية لأعود بعد سنوات متمكنا من فن الإدارة فأدير شركته معه ثم أتولي أمرها بعد رحيله‏,‏ وكنت سعيدا غاية السعادة وأنا أري كل شيء متاحا لي‏,‏ حتي درجتي الماجستير والدكتوراه نلتهما بالمراسلة بفضل نظام دراسي يسير‏.
عدت إلي مصر والأبواب مازالت مفتوحة في استقبالي‏..‏ طبقت أحدث نظم الإدارة بالشركة‏,‏ غيرت الحال التقليدية ودفعت بها إلي طريق المكاسب السريعة‏ ولم يكن ينقصني سوي تكوين الأسرة‏,‏ واحترت ساعتها كثيرا من هذه التي تستحقني ، هكذا ببساطة بعد أن أبكيت فتيات وسيدات لتنال إحداهن رضائي وأقضي معها ولو يوما ؟‏..‏ لكنها سنة الحياة والعمر يتقدم ولابد من الزواج والأولاد والاستقرار‏.‏
استقر الأمر علي فتاة جميلة من عائلة محترمة كان أبي يتعامل مع شركة أبيها تعاملات محدودة‏,‏ لكنه كان يحترم هذا الشخص جدا‏..‏ وتدخل أولاد الحلال كما يقولون وتم التعارف سريعا‏,‏ كنت مازلت أملك أدوات سحرية من حديث وبشاشة ووسامة‏,‏ وكانت مثل طفلة لم تخرج من بيتها إلي عالم الرجال فانجذبت إلي انجذاب الفراشة للضوء‏,‏ واعترف لك الآن ولقرائك بأنني حرقتها‏..‏ نعم حرقتها‏,‏ وحرقت رومانسيتها بعد أن نزعت جناحيها نزعا‏,‏ منذ الشهر الأول أعلنت لها أن قانوني هو الذي سيسود‏..‏ وأني رجل أعمال لا وقت لدي أضيعه في عشاء راقص أو مشاهدة فيلم رومانسي في البيت‏..‏ كانت تستقبلني بالشموع فأنهرها علي تلك الرومانسية التافهة‏, ‏فانزوت واكتأبت منذ الشهر الأول‏,‏ حرمتها من العمل في شركة أبيها وهي المتعلمة المثقفة الماهرة في تخصصها‏,‏ المُجيدة لثلاث لغات قراءة وكتابة‏..‏ وقبلت المسكينة وهي تظن أنني صادق معها‏,‏ وأن وقتي بالكاد يكفي لعملي ومسئوليات الشركة التي أصبحت على عهدي عدة شركات أرأس إداراتها‏,‏ وفي الحقيقة كنت أعيش حياتي خارج البيت والعمل كما أريد‏,‏ أقضي أحلي الأوقات في مصر وفي خارجها‏,‏ مع هذه ومع تلك وفي الوقت نفسه أدير عملي بمهارة أحسد عليها‏.
كنت أظن أنني ماهر أيضا في إخفاء نزواتي‏,‏ لكني اكتشفت فيما بعد أنها كأي امرأة لديها قلوب استشعار‏,‏ أوردة لاقطة لتغير دميفي مكان آخر‏..‏ أدرك ذلك الآن وأنا أتذكر نظرات عتابها عندما كنت أقول لها " سفرية المرة دي كانت متعبة جدا " أو " الشغل لا يرحم معلش سنضطر لتأجيل سفريتنا السنوية " ، فكانت ترسل لي موجات عتاب عبر أثير حبها لي‏,‏ لكني لم أكن التقطها‏,‏ كنت منهمكا فيحياتي التي لم أر غيرها حتي بعدما رزقنا الله بطفلة بعد طفلة‏..‏ وامتلأ البيت بالضحك والشقاوة والسعادة‏.
كنت لا أري إلا نفسي‏,‏ ألتمس السعادة بعيدا عن بيتي وعن زوجتي الجميلة وطفلتي اللتين أبدع الله في تصويرهما‏.‏
هل أدهشك إذا قلت لك إني مللت من الحياة مع زوجتي الرائعة تلك ؟!!‏..‏ هل أدهشك إذا قلت إني كنت أعود لبيتي بعدما أنال كل ما أبتغيه خارجه‏,‏ ومع ذلك أتمني ألا أجدها بانتظاري تسألني هل تعشيت أم أحضر لك العشاء ؟!!‏...كانت ترتدي أحلي الثياب وتضع زينتها كاملة في كل ليلة في انتظار عودتي‏..‏ تقاوم النعاس وتتظاهر بأنها غير متعبة وجاهزة تماما لإشارتي فضلا عن خدمتي‏,‏ هل أصدمك إذا قلتلك إنني مللت من تفانيها في خدمتي من جمالها الهادئ ومن رقتها‏ ، كنت أتمني لو أعيش مع أي امرأة غيرها تضخ في حياتي دماء جديدة‏..‏ لقد تصورت أن أي امرأة سيكون لها طعم مختلف وستجذبني للبيت وسأعيش معها حياة جديدة‏..‏ ولقد وصل بي الأمر إلي أنتمنيت لو أنها ماتت واختفت من حياتي لأتزوج بتلك الـ " أي امرأة " ، تخيل ؟!!‏.
أنا‏..‏أتمني موت الفراشة التي جذبتها ونزعت جناحيها وحرقت إحساسها بكونها امرأة تسعد رجلا أنانيا مثلي‏..‏ الدموع تسقط الآن وتبلل رسالتي ومع ذلك مازلت قادرا على أن أواصل وجعي وبثه عبر نافذة بريدك ‏!.‏
منذ سبع سنوات يا سيدي تحققت أمنيتي الملعونة‏..‏ فلقد فاجَأَت أزمة قلبية جسد زوجتي وحررتها مني ومن عالمي القذر‏,‏ رحلت فجأة وكأنها تقول‏: "‏ افعل ما شئت سأعفيك من نظرة العتاب التي كانت تستوقفك‏..‏ سأعفيك من الملل وأنا في انتظار مقدمك بثيابي القصيرة في عز البرد ومكياجي الدقيق في عز الإرهاق‏ " ..‏ ماتت ولم يمت جلدي السميك‏,‏ لم يتلاش‏..‏ بدأت وفور انتهاء العزاء في التخطيط لحياة أخري مع امرأة أخري فقد كنت مهيأ لهذا الوضع‏,‏ لم ألتفت إلي ابنتي اللتين تخرجتا في الجامعة المرموقة وبدأتا رحلة التعليم العالي وتخير العريس الأنسب لكل منهما‏.
قلت لهما في حسم‏.. " الحياة يجب أن تستمر وأنتما مصيركما لبيتي زوجيكما‏..‏ والعمل لا يرحم كما تعرفان ولابد من زوجة تعينني علي الحياة وتحمل صعابها‏ ".
باختصار تزوجت فتاة تعيد إلي شبابي‏..‏ فتاة تستحقني‏..‏فتاة تعرف كيف تجذبني دائما إليها‏..‏ تزوجت من أكبر مقلب شربته في حياتي من سكرتيرة سابقة تخرجت في جامعة الغش والتدليس والمكر والخداع‏,‏ هي الوحيدة التي شدتني بقوامها وضحكتها ووجهها الحيواني المتوحش ونظرتها الكاسرة لغروري‏.‏
تزوجتها وهي أكبر من ابنتي الكبري بسنوات معدودة وسلمتها مفاتيحي فحبستني داخلي‏..‏ أذاقتني الهوان وانتصرت لبني جنسها مني‏..‏ كنت أعود متلهفا إليها فإذا بها عند صديقاتها في " ديفيليه "‏,‏ انتظرها لنتعشي سويا فتقول " أنها تعشت وأني مملل جدا بأسئلتي المتلاحقة‏,‏ أين كانت ومع من ولماذا ؟ " ، وليت الأمر اقتصر على ذلك بل استنزفتني في شراء كل ما يحلو لها‏..‏ شاليه هنا وشقة هناك وسيارة وأخرى وحُلي وحتي السندات والأوراق المالية سحبتها شيئا فشيئا بدعوي تأمين مستقبلها‏,‏وعندما قررت أن استجمع شجاعتي وعنفوان شبابي الذي مضي وأواجهها ، كشرت عن أنيابها وآذتني في سمعتي أمام موظفي شركاتي بل تمادت وشوهت سمعة ابنتي البريئتين ‏.
لم يكن أمامي سوي أن أطلقها وأعطيها كل حقوقها في سكوت وأعود إلى بيتي القديم منكسرا‏,‏ منجذبا إلي بقايا رماد الفراشة التي أحرقتها بيدي‏,‏ أعفر به رأسي وأمرغ فيه وجهي لعل الفراشة تسامحني وتقبل ندمي ودموعي عليها وعلي ليلة واحدة من الليالي التي كانت تنتظرني فيها مشرقة مضيئة متوهجة بينما عيناي منطفئة لاتري‏.‏
انتهت القصة ولكن لم تنتهي العبرة فكل منا يجب ألا يفرط أبدا في زوجة مخلصة تحبه أو زوج يحبك فإن عاقبة ذلك هي الندم والحسرة فلا تغتر بنفسك واشكر ربك على ما أعطاك إياه من النعم واستخدمها في طاعته تحصل على الزيادة وإن كفرت بالنعمة جاءك العقاب { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } (7) سورة إبراهيم .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكتب لا إله إلا الله

كثير منا إذا مرت به ضائقة ظن أن الدنيا قد انتهت وأن رحمة الله لا تدركه ورحمة الله واسعة ووسعت كل شيء إلا هو فيسخط ويغضب وهناك من يرضى بما كتب الله له فيصبر ويحستب فإما أن يعطيه الله أجر الصابرين ويتوفاه على هذه الحال وإما أن يمن عليه بالشفاء ويرزقه أجر الصابرين .

في هذه القصة نرى صورة من صور رحمة الله بعباده وكيف يأتي الفرج بعد شدة الضيق وهي عبرة لكل مريض ألا ييأس من رحمة الله أبدا وهي عبرة لكل مبتلى فلتشاهد القصة كما قالها الشيخ أحمد صيدح عن أحد الشباب ويدعى أحمد وكان يعمل في مكتبة إسلامية وهو الذي حكى للشيخ القصة وتحكي القصة عن رجل كهل يدعى عبد الله وابنه أبو عبد الله الذي ابتلاه الله عز وجل بمرض السرطان عافاكم الله .

وفي مرة جاء عبد الله " الأب " إلى الأخ أحمد في مكتبته فقال له أكتب فقال له أحمد وماذا أكتب ؟ فقال أكتب لا إله إلا الله .

شاهد القصة كما يحكيها الشيخ.....

امرأة وكأنها من الجنة


أرسل أحد الآباء رسالة إلى بريد الأهرام وكان يقول فيها ......
أنا يا سيدي كهل في الثمانين من عمري ‏,‏ أعيش في أيامي الأخيرة أقسي الساعات ‏,‏ يجافيني النوم ‏,‏ وتؤلمني نفسي اللوامة أكثر مما تؤلمني أمراضي ‏,‏ ولن يستريح قلبي حتي أعترف بكل أخطائي ‏,‏ علي أمل ان تقرأ ابنتي كلماتي ـ فهي مدمنة لهذه الصفحة ـ وتخبرني بأنها سامحتني علي كل ما فعلته معها وعلي ظلمي لها طوال سنوات عمرها ‏.‏


ابنتي هذه كانت وش السعد علي ‏,‏ فبعد مجيئها ‏,‏ جاء معها الخير ‏,‏ فتحول حالي من فقر شديد ‏,‏ الي ثراء ورفاهية ‏,‏ إلي سيارات ورصيد في البنك‏ .‏


ولكني لم ألتفت الي رسالة الله الكريمة ‏,‏ لأني وبكل صدق لم أكن أحب البنات ‏,‏ وكنت أتمني ان تكون ولدا‏...‏ لم أكن سعيد ولم أعرها اهتماما ولم أمنحها حب وعطف وحنان الأب ‏,‏ وكان كل تركيزي هو الدعاء لله العلي القدير ان يرزقني الولد الصحيح المعافي ‏,‏ كانت زوجتي تشاركني في كل شيء ‏,‏ بل الحقيقة انها كانت أكثر قسوة مني ‏,‏ فلم تشعر بأنها أم ‏,‏ وكانت تري أن أمومتها ستتحقق عندما تنجب ولدا‏ .‏

استجاب الله لدعائنا بعد عشر سنوات وأنجبنا الولد ‏,‏ ولن أصف لك مقدار سعادتنا ‏,‏ تحولت حياتنا وكأنه أول مولود ‏,‏ فتفرغنا أنا وأمه لتدليله وتلبية رغباته ‏,‏ وشاركت الابنة محبة مرات ومرغمة أغلب الوقت ‏,‏ فكنا نهينها ونعاقبها اذا لم تلتفت له وتستجب لأحلامه ‏.‏

لا تسلني عن العدل بين الابناء ‏,‏ فهذا كان أبعد تصور لدي ولدي زوجتي التي كانت تشجعني ـ سامحها الله ـ علي هذه التفرقة ‏,‏ وتري كل العيب والعار في المساواة بينهما .

نشأت ابنتي تقبل منا أي شيء ‏,‏ ولا تعترض علي اهتمامنا وإنفاقنا ببذخ علي شقيقها ‏,‏ وعلي الرغم من رضاها البادي علي تصرفاتها ‏,‏ الا اني كنت ألمح في عينيها عتابا وانكسارا ‏,‏ وأتعمد تجاهلهما ‏,‏ دون ان يهتز قلبي أو ضميري‏.‏ اتحدث عن نفسي ولا أريد أن أتحدث عن أمها كثيرا ‏,‏ لانها الان بين يدي الرحمن ـ فهي ـ غفر الله لها ـ كانت أكثر قسوة وظلما ‏,‏ بل طالما حرضتني هي وابننا علي ظلمها‏ .‏

أعترف الآن لابنتي أمامكم بأني كنت أبخل عليها في مصاريف الدراسة‏ ,‏ فيما أنفق علي ابني بالآلاف ‏,‏ كنت أمنحه في أربعة أشهر فقط أكثر مما انفقته علي ابنتي أثناء تجهيزها للزواج ‏,‏ فقد وافقت علي خطبتها مبكرا وهي في الجامعة وقلت لها عليك ان تعتمدي علي نفسك مع خطيبك لتأثيث عش الزوجية ‏,‏ وتركتها تبيع شبكتها لتنفق علي دراستها ‏,‏ فيما أنفقت علي ابني وخطيبته في كلية الطب لمدة ثلاث سنوات ما يقارب مائة الف جنيه‏ .‏

كنت إذا اشتريت لها شيئا ‏,‏ ضاعفت سعره ‏,‏ وكأني أمن عليها ‏,‏ وأشعرها كم هي عبء علي ‏,‏ ولم أبخل علي ابني ‏,‏ فمنحته ربع مليون جنيه لتأثيث عيادته ‏,‏ وحتي لا تنظر اليه قلت لها انه استدان ليؤثث عيادته الخاصة‏ .‏

هل لك ان تتخيل ابنتي تذهب الي المستشفي بمفردها لإجراء جراحة ‏,‏ فلا نذهب معها ‏,‏ تترك زوجها مع أبنائها وتذهب هي مع صديقتها ونمر عليها بعد الجراحة كالغرباء ‏,‏ وتشاء الأقدار ان يجري ابني نفس الجراحة فلا يغمض لنا جفن ‏,‏ ندخله أفضل مستشفي ونحضر له أكبر الأطباء ‏,‏ ولا نفارقه لحظة واحدة حتي يخرج سالما‏ .‏
سيدي‏..‏ لا أصدق ما فعلته وزوجتي بابنتنا ‏,‏ أستعيد الأشياء وأكاد أفقد صوابي ‏,‏ وأذوب خجلا مما فعلنا ‏,‏ كيف أعمي الله بصيرتي وأغلق قلبي الي هذا الحد ‏,‏ ولكن أرجوك تحملني ولا تصب علي غضبك ‏,‏ فالقادم أكثر ظلما وإيلاما‏ .‏

أصيب زوج ابنتي بمرض في قلبه ‏,‏ مما كان يستدعي منها جهدا مضاعفا للاعتناء به ‏,‏ وهو كان كريما رءوفا بها ‏,‏ حريصا علي ارضائها ‏,‏ وإرضاء أهلها حتي لو كان هذا علي حسابه وحساب أبنائهما‏ .‏

ذات يوم مرضت زوجتي ‏,‏ واحتاجت الي من يرعاها ‏,‏ فالخادمة لاتصلح لهذا الوضع ‏,‏ فطلبت من ابنتي ان تأتي لتعيش في عمارتنا ‏,‏ فتقرر زوجتي وابني ان تقيم في شقة علي السطوح بجوار الخادمة ـ لأن هذا مقامها ـ ويسارع ابني بتأجير شقة أخري في الطابق الثاني بنصف قيمتها حتي لا تطمع فيها ‏,‏ وعندما تشكو الابنة من صعوبة صعود السلم علي زوجها المريض ‏,‏ نقول لها هذا هو المتاح ‏,‏ فتجري في الشوارع بامكاناتها البسيطة بحثا عن شقة بجوارنا ‏,‏ رحمة بزوجها ‏,‏ ولم يهتز لنا جفن ‏,‏ بل الادهي من ذلك ‏,‏ اجر ابني الشقة التي في السطوح حتي لا تضع فيها بعض أشيائها ‏.‏

أتذكر الآن ‏,‏ ابني وهو يبتزني ‏,‏ ويخبرني بانه أقل من أقرانه ‏,‏ فأبذل كل جهدي لمنحه المزيد من النقود ‏,‏ وأنا في حالة فزع أن يمرض بسبب إحساسه ‏,‏ وألا يكون آمنا بعد موتي ‏,‏ فزع أصابني بالقلب وأنا في الاربعينيات من عمري ‏,‏ ولكن كله يهون من أجل الولد الذي سيخلدني ويحمل اسمي الي الأبد ‏,‏ لذا كنت أبيع ما أملك لأمنح المقابل له ‏,‏ وأخبر ابنتي اني بعته بعشر ما بعته ‏,‏ حتي لاتشعر بأني مقصر معها ‏,‏ وان علقت ابنتي بكلمة تنفجر زوجتي في وجهها مستخدمة اسطوانة مشروخة تعدد فيها ما فعلته من أجلها وهي لاتقدر ‏,‏ فتنهار ابنتي بالبكاء وتنقض علي يدي أمها لتقبلهما طالبة الصفح والعفو‏ .‏
مات زوج ابنتي‏ ,‏ وتعاملنا كعادتنا معها بكل فتور ‏,‏ كنا اخر المعزين‏...‏ لا أعرف ولا أفهم ‏,‏ كيف صبرت علينا ابنتنا‏...‏ المسكينة الرحيمة لم تفق من موت زوجها ‏,‏ حتي ماتت ابنتها‏ ,‏ تلك الحفيدة التي تركناها مريضة‏ ,‏ وتركنا أمها تستدين من الاخرين لعلاجها ‏,‏ ونحن بقلوبنا المتحجرة كأن شيئا يحدث ليس لنا أي علاقة به‏ ,‏ ولكن يوم الحق كان قريبا‏ ,‏ وانتقام الله العادل كان قريبا‏ .

سقطت مريضا ياسيدي‏ ,‏ واستدعت حالتي نقلي الي المستشفي ‏,‏ جاءت ابنتي لتجلس تحت قدمي ‏,‏ تركت كل شيء لخدمتي ‏,‏ أما ابني وزوجته فكانا يمران علي لدقائق ‏,‏ تاركين أطفالهما في السيارة ‏,‏ مما أغضب زوجتي فذهبت للوم زوجة ابني في بيتها ‏,‏ فلاقت ما لا تتوقعه من إهانات وشتائم علي مرأي ومسمع ابنها الجالس علي السرير لم يبرحه‏.‏ فعادت زوجتي مقهورة ‏,‏ لتموت كمدا قبل أن تنطق الشهادتين‏.‏ إنشغلنا في إعداد الجنازة لدفنها في قريتنا ‏,‏ وفجأة ونحن في المقابر ‏,‏ بحثت عن ابني فلم أجده بجواري ‏,‏ فزعت عليه ‏.

وقلت لمن حولي ‏:‏ ابحثوا عنه فقد يقتل نفسه حزنا علي أمه ‏,‏ فأخبرني أحد الجيران ‏,‏ بأنه شاهده منذ قليل بسيارة نصف نقل ‏,‏ يحملها بأشياء من البيت ‏,‏ اكتشفت بعد ذلك أنه أخذ متعلقات أمه ‏,‏ أخذ كل ما خف وزنه وغلا ثمنه ‏,‏ وعاد إلينا في آخر الليل وفي عينيه دموع ‏,‏ نفس دموع أمه ‏,‏ دموع التماسيح‏ .‏
إلتف الأهل والجيران حول ابنتي الحزينة ‏,‏ وبدلا من تقديم العزاء ‏,‏ كانوا يرجونها أن تسامح أمها ‏,‏ فالكل يعلم ماذا فعلنا بها ‏.‏

بعد أن انفض الجميع من حولي ‏,‏ وعدت وحيدا إلي بيتي ‏,‏ سألني أخي كيف ستعيش؟‏..‏ فقلت له‏:‏ ابنتي أولي بي ‏,‏ فصرخ في وجهي ‏,‏ ابنتك المريضة ‏,‏ ابنتك التي عذبتها وقسوت عليها وحرمتها من محبتك ومالك ‏,‏ وأذلت نفسها للآخرين ‏,‏ لماذا لا يكون ابنك الذي منحته كل ثروتك كل حنانك ومحبتك ‏,‏ هل سيرفض رعايتك؟ فأجبت بالنفي ‏,‏ فقالوا سيكون مصيرك مثل زوجتك‏..‏ فقررت أن أخوض الاختبار ‏,‏ وليتني ما فعلت‏..‏ يوم واحد يا سيدي ‏,‏ لم أر أسوأ منه في حياتي ‏,‏ فقد عشت الذل بمعناه من زوجته وأحفادي ‏,‏ ولأول مرة أفهم معني الآية الكريمة { ... آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً ...} (11) سورة النساء .

سيدي‏..‏ أنا الآن مريض ‏,‏ وحيد ‏,‏ أحتاج إلي عناية خاصة ‏,‏ ولا أستطيع تحمل مصاريف علاجي ‏,‏ ولا أجد أمامي وحولي الا ابنتي المريضة المظلومة‏..‏ ولكن ليس لي أمل في أيامي الأخيرة إلا أن تعفو عني وتسامحني ‏,‏ هي وكل من ظلمتهم ‏,‏ من أجل ابني ‏,‏ سامحه الله وهداه‏..‏ أرجوك ناشدها أن تغفر لي ‏,‏ فها أنا أتلقي جزاء ما اقترفت ‏,‏ وعقاب الله لي ماثل أمام عينيها ‏,‏ فلترح قلبي ولتسمعني كلمة واحدة‏:‏ سامحتك يا أبي ‏,‏ بعدها يمكنني تحمل كل أنواع العذاب ‏!‏ .
انتهت رسالته .
هناك أنواع كثيرة من الظلم ومنها ظلم الآباء للأبناء والظلم ظلمات يوم القيامة فلكل أب وكل أم اتقوا الله في أبنائكم فإن قصاص الله قريب فلتعتبروا ولتتعلموا من قصص من سبقوكم في الظلم وأقول لكل ابن وبنت ممن وقع عليهم الظلم من آبائهم اصبروا واحتسبوا ولا تعقوهم لظلمهم إياكم فإنه سيأتي عليهم يوم يندمون على ما فعلوا ويطلبوا منكم العفو والسماح كما حدث في هذه القصة وسيكون لكم من الله العفو والغفران وجنة من الرحمن إذ يقول ربنا { وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (22) سورة النــور .
ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذكاء امرأة

هذه القصة تحكي عن امرأة فريدة من نوعها تميزت بقدر كبير من الذكاء والحلم والصبر وكان لها جزءاً عظيما وهي قصة حقيقية وليست من نسج الخيال والقصة تبدأ بـ .

بهذه المرأة التي كانت متزوجة برجل تحسبه على خير وذات مرة عندما دخلت بيتها في غير موعدها فوجئت بزوجها ومعه امرأة أخرى من الجيران وعلى فراشها .....!!!!!! .

نظر إليها الزوج مذهولا فلم يكن ليتوقع أبدا أنها ستأتي في ذلك الوقت وستضبطه متلبسا في هذه الجريمة وفي بيتها وعلى فراشها أيضا وانتظر الزوج ردة فعل زوجته فإذا بها تقول :

ياللنساء أغويتن هذا الرجل الصالح .... قومي أيتها المرأة واخرجي من بيتي .

فإذا بالمرأة التي كانت مع زوجها تقوم مسرعة وتهرب وتنجو بنفسها وتترك البيت الذي كانت فيه ليتهدم على من فيه بعدها ولكن الزوجة قالت لزوجها :

قم يا رجل واغتسل واستغفر الله وصل ركعتين لله وتب إليه فإن الله توابا رحيما .

فقام الرجل متعجبا مذهولا ماذا يحدث ؟ وكيف ذلك ؟ فقام واغتسل وصلى لله واستغفر الله .

وبعد هذا الموقف أصبح الزوج كلما جلس مع زوجته في جلسة صفاء قال لها لم أرتكب الحرام من بعد هذا الموقف ويظل يعتذر لها ويطلب منها أن تسامحه عما فعل في حقها وهي قد سامحته .

أيتها النساء انظرن إلى ما فعلته هذه الزوجة الذكية فبدلا من أن تقيم الدنيا على زوجها وتفضحه وتفضح نفسها وتهدم البيت على رأسها ورأسه تصرفت بحكمة وبذكاء فكان نتيجة ذلك أن كف الرجل عن الخيانة وظل يعتذر لها ويطلب منها أن تسامحه في كل جلسة صفاء يجلسان فيها .
أعلم أن الثمن على هذه المرأة ليس سهلا ولكن الصبر يكون جزاءه عند الله عظيم في الدينا والآخرة فلقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ لَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ وَكَانَ خَيْرًا وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وَكَانَ خَيْرًا ) رواه أحمد وغيره وقال تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } (31) سورة محمد .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صغيرة علمتنا شيئا

يحكى أن فتاة صغيرة لم يتجاوز عمرها سبع سنين كانت كغيرها من بنات جنسها تأكل الكثير والكثير من الشيكولاته والحلويات الأخرى ومع مرور الوقت تسوست أسنانها وكان لابد أن يتدخل الطبيب لخلع هذه الأسنان بعدما أصابها من التسوس ما أصابها .
صدر القرار من والد هذه الفتاة ببقائها في البيت إلى حين حضور الطبيب الذي سيخلع هذه الأسنان المتسوسة ولكن هذا القرار أدخل الخوف إلى قلب هذه الفتاة الصغيرة والتي فكرت في الـ ...... ؟ .
ساعات قليلة مرت وإذا بطارق على الباب يطرقه فإذا به الطبيب الذي سيعالج الفتاة الصغيرة .
قال الوالد تفضل يا أيها الطبيب وسأحضر لك ابنتي .
ذهب الأب مسرعا إلى غرفة الفتاة وفتح الباب قائلا هيا لقد وصل الطبيب و.... فإذا به لا يجد ابنته في غرفتها .. ! .
فنادى عليها فلا مجيب ، فتفقد الغرف كلها فلم يجدها وذهب إلى زوجته أين ابنتنا يا أم محمد ؟ .
دخل القلق إلى قلب الأم وظلت تبحث على ابنتها مع زوجها ولكن لا نتيجة ولا أثر لها ...! .
في تلك الأثناء لاحظ الطبيب حركة في حصيرة كانت موجودة في البيت فاستأذن الوالد لينظر ما بهذه الحصيرة فإذا به يجد الفتاة وقد لفت نفسها بهذه الحصيرة لتختفي عن العيون وتحقق قصة الهروب العظيم .
وسارعت هذه الفتاة بالقول للطبيب : أين أنت لقد كنت أبحث عنك ؟ .
فضحك الطبيب وضحك والدا هذه الفتاة من ذلك الموقف الذي حدث لهم .
لقد خططت الفتاة لتهرب بطريقة غاية في الذكاء حتى لا تتعرض لأدوات الطبيب الذي سيخلع لها أسنانها ونجحت وما كانت لتتحرك وهي في الحصيرة لولا أنها شعرت بضيق في التنفس فحركت الحصيرة لتستطيع التنفس جيدا .
مهما كان أبناءك صغارا فإياك أن تصفهم بالغباء أو تعتبرهم أغبياء وإلا حطمت مواهبهم وكنت أنت الـ ...؟
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشبح

هذه القصة التي أنقلها إليكم هي لرجل قد تجاوز الخمسين من العمر وفي قصته عبرة لنا سواء كنت شابا أو فتاة فالتعتبر وبطل قصتنا كان شابا وكان رجلا متزوجا وفعل أفعالا هي ستكون عبرة لنا جميعا إن شاء الله وأشترط أن كل من يقرأ هذه القصة أن يعتبر منها والله ولي التوفيق .

يقول الرجل أنا رجل تجاوزت الخمسين من عمري بقليل‏..‏ أعمل في وظيفة مرموقة‏ ، لدي أسرة صغيرة أحمد الله عليها وعلي السعادة التي غمرتنا طوال حياتنا‏..‏ نشأت في بيئة طيبة ،‏ ابن بار لوالدين صالحين وضعهما الاجتماعي مرتفع‏ ،‏ ما أن تخرجت حتي وجدت وظيفة مناسبة‏ ،‏ تليق بمستوي عائلتي‏ ،‏ وظيفة جعلتني أشعر بالتميز والتباهي‏ ،‏ خاصة اني كنت شابا وسيما‏ ،‏ جذابا‏ ،‏ لدي سيارة مميزة‏ ،‏ وأصدقائي من العائلات المرموقة في مصر‏.‏ هذه البدايات جعلتني مطمعا لفتيات عديدات‏ ،‏ فكنت أستغلها فرصة للعبث والتسلية والتباهي أمام الأصدقاء ‏. ‏لم أترك شيئا لم أفعله‏.‏ كم غررت بفتيات باسم الحب‏ ،‏ كم هتكت أعراضا‏ ،‏ وفضحت عائلات‏ ،‏ وجعلت بنات يدفعن أثمانا باهظة لعلاقاتهن بي ‏.‏

يمكن قبول ذلك من شاب لم يتعمق دينيا‏ ،‏ مندفع‏ ،‏ يغره شبابه ومركزه‏ ،‏ وكنت أقول لنفسي دائما‏ ،‏ إني لم أجبر فتاة علي شئ‏ ،‏ وانها مرحلة ستنتهي مع الزواج‏ .‏ ( عذره هذا غير مقبول فهو كلام وسوس به الشيطان له ) .

تزوجت من فتاة مناسبة إجتماعيا‏ ،‏ وأقنعت نفسي بأن الله راض عني‏ ،‏ لأنه رزقني هذه الزوجة الصالحة‏ ، ‏الملتزمة‏ ،‏ خاصة بعد تأكدي من انني أول رجل في حياتها ‏.‏

وسارت حياتنا في سعادة وهناء‏ ،‏ رقيت في وظيفتي‏ ،‏ ورزقني الله ولدا وبنتا‏ ،‏ وعاهدت الله أن أخلص لزوجتي‏ ،‏ وأبتعد عن طريق المعاصي‏.‏ ولكن كيف لمن بدأ حياته بمعاص لم يكفر عنها أن ينتهي ‏.

سكنني الشيطان مرة أخري‏ ،‏ وغرني نجاحي‏ ،‏ فرفعت عيني اللتين كنت قد غضضتهما سنوات‏ ،‏ وبدأت أتلفت حولي‏..‏ إنها البداية دائما لأي معصية‏ ،‏ ارفع عينيك كي ترصد الفريسة‏ ،‏ تعرف نقاط ضعفها‏ ،‏ ترصد مفاتنها‏ ،‏ فتشتهيها‏ ،‏ ثم تنسج خيوطك حولها‏..‏ إنها متعة للقناصين من أمثالي ‏.‏

عدت مرة أخري لأنغرس في وحل الخطيئة‏ ،‏ سيدات متزوجات‏ ،‏ بنات صغيرات‏ ،‏ زميلات عمل‏ ،‏ أتوقف قليلا‏ ،‏ ثم آمن لستر الله فأعود من جديد‏ ،‏ كنت أهنئ نفسي علي ذكائي في عدم معرفة زوجتي أوإحساسها بخيانتي ‏.‏

لم يشفع لي أو يجعلني أراجع نفسي أني تجاوزت الخامسة والأربعين من عمري‏.‏ بل شجعتني التكنولوجيا الجديدة علي أن أكون متصابيا‏ ،‏ فتعرفت علي فتيات عبر النت‏ ،‏ واستخدمت الموبايل في التصوير‏ ،‏ صورت وصورت‏.‏ وكلي ثقة في أن أي بنت أو سيدة لن تفضح نفسها‏ ،‏ ستسألني ألم تكن تخشي أن يقع الموبايل في يد زوجتك أو أبنائك‏ ،‏ أجيبك‏ ،‏ بأني كنت شديد الحرص وكان لي رقم ليس باسمي علي جهازموبايل احتفظ به في سيارتي أو مكتبي‏ ،‏ كما كنت أستخدم اسما مستعارا مع كثير ممن تعرفت عليهن‏ .‏

لا أعرف ــ سيدي ــ كيف كنت أجد الوقت لكل هذا‏..‏ ولا كيف كنت أتحول من أب وزوج وقور وعاقل ومتزن إلي شخص عابث مستهتر مغامر ‏.‏

استمررت هكذا حتي عامين مضيا‏ ،‏ وبالتحديد منذ لامست الخمسين‏ ،‏وأصبحت صحتي لاتساعدني علي السهر أو الانحراف‏ ،‏ ولا أخفيك أصبحت أخجل من ابنتي التي كبرت‏ ،‏ وابني الذي يصادق بنات في مثل عمر من أعرفهن‏ ،‏ كما اكتشفت‏ ،‏ على الرغم من ادعائي بأني قريب منهم وأعرف كل شئ عن أسرتي‏ ،‏ أني بعيد‏ ،‏ وأن الأولاد كبرت وأصبحت لهما حياتهما الخاصة التي لا أعرفها‏.‏ أيضا بدأ الإحساس بالذنب والمعصية يتضخم داخلي‏ ،‏ وأشعر بأن الموت أصبح قريبا مني‏ ،‏ فبدأت أداوم علي الصلاة وعلى الجلوس أكثر مع أسرتي ‏.

إعتقدت ياسيدي‏ ،‏ أني نجوت بما فعلت وأن الله سيغفر لي‏ ،‏ حتي أصدقائي الذين كنت أحكي لهم عن مغامراتي‏ ،‏ وأحيانا كانو ايشاركونني فيها‏ ،‏ قاطعتهم‏ .‏ ولكن الانتقام كان كامنا حولي بدون أن أدري‏ .

ذات مساء وصلتني رسالة علي موبايلي من رقم لا أعرفه‏ ،‏ رسالة تقول لي إن ما فعلته لن أنجو منه‏ ،‏ وأنه يعرف كل خياناتي وسفالاتي‏ ،‏ وأن الانتقام بدأ فعلا‏.‏ كدت أفقد صوابي‏ ،‏ من هذا الوقح الذي أرسل هذه الرسالة‏ ،‏ اتصلت بالرقم عشرات المرات‏ ،‏ لأجده خارج الخدمة‏ ،‏ هرب النوم من عيني‏ ،‏ من هذا ياتري ؟‏ ،‏ هل هو زوج واحدة ممن عرفتهن‏ ،‏ هل والدها‏ ،‏ شقيقها‏ ،‏ ابنها ؟‏..‏ لن تصدقني أحضرت ورقة وقلما أحاول حصر من عرفتهن بقدر ما أسعفتني الذاكرة‏ ،‏ ومن منهن يمكن أن تفعل ذلك أو تخبر أسرتها ؟‏..‏ هل وقعت رسائلي علي الموبايل أو مشاهد فيديو من تلك التي كنت أسمح بها‏ ،‏ في يد أحد ممن انتهكت أعراضهن .

في الصباح اتصلت بصديق له علاقات بإحدي شركات المحمول‏ ،‏ لعله يساعدني في اسم صاحب الرقم‏ ،‏ واكتشفنا أنه رقم غير مسجل‏ ،‏ أي أن صاحبه فعل مثلي إشتري كارتا بغير إسم ‏.‏

وبدأت الرسائل تتوالي‏ ،‏ من أرقام مختلفة‏ ،‏ كلها خارج الخدمة‏ ،‏ رسائل تسبني وتحكي لي عن أسماء وعلاقات وأماكن وتفاصيل لا يعرفها غيري والأطراف الأخري‏.‏ ثم تطور الأمر وبدأ يخبرني بعنوان وهاتف بيتي‏ ،‏ وأرقام هواتف ابني وابنتي وزوجتي ‏.

بدأت أجلس في البيت وقتا طويلا حتي ألاحق التليفونات في البيت قبل أن يرد غيري‏ ،‏ يغلق التليفون في وجهي‏ ،‏ فيما يمتد الحوار للحظات مع زوجتي ثم يغلق الهاتف‏ ،‏ لتقول لي بهدوء يقتلني‏ :‏ مكالمة غلط‏ .‏

إنه الجحيم ياسيدي‏ ،‏ أن تشعر بشبح يطاردك‏ ،‏ يقتلك‏ ،‏ وأنت لاتراه ‏.‏ هرب النوم وهربت معه السعادة‏ ،‏ عرف الشحوب وجه زوجتي بدون أن تنطق بكلمة‏.‏ نظرات عينيها تقتلني‏ ،‏ أحوم حولها كالقاتل الذي يحوم حول ضحيته‏ ،‏ أبوح‏ ،‏ أتحدث عن أخطاء الإنسان‏ ،‏ عن مراجعة النفس‏ ،‏ وهي لا تنطق بكلمة واحدة‏ ،‏ حتي ابني وابنتي كنت أشعر في عيونهما بنظرات غريبة‏ ،‏ نظرات فيها تجاهل وعدم احترام‏..‏ هل هذا كان حقيقيا أم وهما‏.‏ فلم يكن هناك ما يؤكد أن الذي أوالذين يطاردونني يتصلون بهم أو أخبروهم بحقيقتي ‏.‏

عام كامل وأنا في هذه الدائرة اللعينة‏ ،‏ رسائل شبه يومية في أوقات متفرقة‏ ،‏ تم تنقطع أسابيع‏ ،‏ ألتقط أنفاسي‏ ،‏ ثم يعود الشبح مرة أخري ‏.

أسير في الشارع أتلفت حولي‏ ،‏ أنظرلسكرتيرتي بريبة ولزملائي بتوجس‏ ،‏ حتي وصلتني تلك الرسالة اللعينة‏ :‏ ابنتك شربت من نفس الكأس‏.‏ مبروك‏....! .

‏ لك أن تتخيل ما حدث لي‏ ،‏ أصابني الجنون‏ ،‏ لم أنم حتى تسللت ليلا إلي غرفة إبنتي النائمة مثل الملائكة‏ ،‏ فكرت في إيقاظها لسؤالها‏ ،‏ولكن وقعت عيناي علي هاتفها‏ ،‏ فسحبته بسرعة وانسحبت كاللصوص ‏.‏ بدأت أفتش فيها كالمجنون‏.‏ رسائل غرامية‏ ،‏ منها في الـ‏'Sent'‏ فيها استعطاف وذل لإنسان ترجوه أن يتقدم لي من أجل الزواج بها‏ ،‏ تعده بأنها ستصر علي إختياره‏ ،‏ تقول له أن ما فعلته كان بعد وعده بالزواج ‏.‏ لا أستطيع إكمال ما قرأت‏ .‏

الغريب أني لم أغضب من ابنتي‏ ،‏ بكيت بحسرة‏ ،‏ توضأت وصليت الفجر‏ ،‏ ودعوت الله أن يرفع غضبه عني‏ ،‏ أن ينتقم مني كما شاء‏ ،‏ ولا يجعل أسرتي تدفع ثمن خطاياي‏ .‏ أعدت الهاتف إلي حجرة ابنتي‏ ،‏ بعد أن دونت رقم هاتف هذا الشخص ‏.‏ ولم يغمض لي جفن‏.‏ وفي الصباح بادرت بالاتصال به‏ ،‏ وقلت له اسما وهميا‏ ،‏ وطلبت لقاءه في مكان عام لأمر مهم‏ ،‏ وبعد تردد منه وإلحاح مني وافق علي اللقاء‏ .

رجل تجاوز الأربعين بقليل‏ ، ‏أنيق‏ ،‏ تعارفنا‏ ،‏ ودخلت إلي الموضوع مباشرة‏ ،‏ قلت له إني والد تلك الفتاة التى خدعها باسم الحب وغرر بها‏ ،‏ فقال لي بكل هدوء إنه لم يجبرها علي شئ وأنها فعلت كل شئ بإرادتها‏ ،‏ ثم فاجأني باتهامه لي بأني أيضا كان لي علاقاتي‏ ،‏ وأن إبنتي حكت له الكثير عني‏ ،‏ وعن معرفة أمها بخياناتي‏ ،‏ لذا كانت واثقة من أنها ستجبرني على الزواج منه‏ .

رجوته أن يتزوجها‏ ،‏ فأخبرني أنه متزوج ولن يهدم بيته من أجل علاقة عابرة ‏.‏

تمنيت في هذه اللحظة أن أموت‏ ،‏ انسحبت من أمامه وأنا أرجوه ألا يخبر ابنتي بهذا اللقاء ‏.‏

بعد عام كامل توقف الشبح الذي كان يطاردني بدون أن أعرفه‏..‏ لم أفهم ولم أعرف‏ ،‏ لماذا ظهر ولماذا اختفي ومن هو؟‏..‏لم أخبر ابنتي بما عرفت ولم أواجه زوجتي‏.‏ نعيش حياة صامتة مهزومة‏.‏ أصلي لله كثيرا أطلب عفوه ومغفرته‏ ،‏ لا أعرف كيف أكفر عما فعلت أو كيف أستعيد أسرتي‏ .‏

فالماضي قاس‏ ،‏ وندمي يبدو أنه جاء متأخرا‏..‏ ادعوا لي‏ .‏

افعل ما شئت فكما تدين تدان

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

أمثلة عن القوة في الحق

كثير منا نحن الشباب من يشعر بالضعف عندما يريد أن يتقرب إلى ربه سبحانه فأحيانا يتكاسل عن الصلاة وأحيانا يضعف أمام التدخين وأحيانا نجد من فتياتنا المسلمات تكاسلا وإهمالا في حجابهن وهكذا .. لذا أردت أن أهديكم مثالين عن القوة ولكنها ليست القوة البدينة أو العضلية ولكنها قوة الثبات على الحق .


المثال الأول


كنت على موقع من مواقع الدردشة أحاول أن أكلم الشباب في موضوع ديني بدلا من الكلام في مواضيع غالبا ما تكون تافهة فكلمتني بنت اسمها نيرفانا (عندما كنت أحادث الفتيات عبر الشات) وكان موضوع الحديث عن الحجاب وكيف أن الحجاب أعطى قيمة للمرأة لم تكن عندها من قبل ....... وانتهى الحوار على موضوع الحجاب.

بعد يوم أو يومين كلمتني أختها وقالت لي ( حرام عليك اللي عملته في نيرفانا وأنت السبب في اللي حصلها ) ترى ماذا حدث ؟ .

تأتي الإجابة أن نيرفانا قررت أن ترتدي الحجاب وتعلن إسلامها وستصلي وتصوم !!! .

المشكلة ليست في هذا المشكلة أنها مريضة بالقلب وأبوها وعمها ضربوها لما قالت ذلك وحبسوها ومنعوا عنها الدواء ولولا أن أختها أدخلت الدواء من وراء أبوها وعمها كان من الممكن أن تموت .

فقلت لأختها أبلغي نيرفانا أنها من الممكن أن ترضي أبوها وعمها وتقول أنها أخطأت مثلا ويكون الكلام غير نابع من قلبها طالما أصبحت مطمئنة للدين الإسلامي ومقتنعة به تمام الاقتناع .

وبالفعل أبلغت أخت نيرفانا ما قلته لنيرفانا وبعد يومين أو ثلاثة أكلم نيرفانا على الشات مرة أخرى وتبدأ تحكي لي قصتها مع الإسلام والتي كانت :-

نيرفانا تربت في انجلترا وعاشت حوالي 17 سنة هناك ، تعلمت هناك وتعلمت دينها هناك لكنها لم تكن تصاحب أولاد أبدا مع إنها كانت غنية وفي بلد يمكن أن تفعل فيه ما تريده .

لاحظت نيرفانا (أسماء كما كانت تحب أن تسمى ) أن أوجه المسلمات عليه علامات الإيمان وهذه العلامات ليست موجودة عندها أو عند النصارى فغارت من المسلمات ولماذا هم فقط ؟.

بدأت تفكر في الإسلام وكان ذلك هو بداية تفكيرها في الإسلام لكن طبعا لم يكن كافيا لإسلامها فسمعت درس للأستاذ عمرو خالد وكان عن الذوق فأعجبت جدا بالإسلام وكيف أن الإسلام فيه أخلاق غاية في الرقي بهذا الشكل فعرفت أن هذا الدين لا يمكن أن يكون من تأليف واحدا من الناس ومن المؤكد أنه دين الله حقا وأحست بعظم الإسلام وكان هذا هو السبب الذي ثبت إسلامها .

نيرفانا أو أسماء قالت لي إنها أصبحت تختنق من الخروج ، يا ترى لماذا ؟ .

لأنها لما تخرج تلبس فساتين السهرة ( سواريه ) ويظهر جزءا من جسمها لقد كانت تتمنى أن تتحجب وكانت تراوغ أباها لكيلا تخرج معه ، كانت تتمنى أن تصلي و تصوم .

أسماء كانت تريد أن تتحجب كانت مستعدة بأن تضحي بحياتها لكي تتحجب وتصلي وتمارس إسلامها بكل حرية كانت تفكر في أن تهرب من بيت أبوها و تعيش مع أسرة مسلمة لأنها كرهت العيشة التي تحياها كرهت أن تكون غير متحجبة حتى ولو كانت ترتدي فساتين محتشمة فهذا لا يكفي إنها تريد الحجاب إنها تريد الإسلام .

أتستطيع أن تكون قويا في الحق هكذا ؟ أتستطيع أن تجعل دينك أغلى عليك من حياتك؟ يا ترى أتشعر بالإسلام اللي أنت عليه ؟ أتحس بالنعمة التي أعطاها الله إياك ؟ .

أتصلي؟ ولو لم تكن تصلي لماذا تكون ضعيفا ولا تصلي ؟ أو لماذا تكون ضعيفا وتجعل الشيطان يخدعك تصلي مرة وتتوقف مرة ؟ .

البنت التي لا تريد أن تتحجب وتقول ( والله أنا مش عارفه أنا مش محجبة ليه؟ أو مش محجبة علشان ظروف حياتها أو شغلها رافض أو ميسمحش بكده ) يا ترى أتستطيعين أن تكوني قوية في الحق وتلبسي الحجاب ؟ يا ترى أتستطيعين أن يكون دينك أغلى عندك من حياتك ولا يهمك شيء إلا الله ؟ .

أو البنت المحجبة لا تطيق حجابها وتريد خلعه لأن صاحبتها تقول لها إنه لا يليق عليها فنقول لها أتعرفي كيف تكوني قوية في الحق وتتمسكي بحجابك طول عمرك ؟.

أسماء كانت تتمنى الحجاب كانت تتمنى أن تصلي لكنها لم تجد الفرصة لهذا فسبحان الله ... أسماء توفيت أسماء ماتت لأن قلبها توقف عن النبض ماتت وعمرها لا يزيد عن 18 سنة لم يسعفها الوقت لكي تتحجب أو لتفرح بإعلان إسلامها لكن هذا قضاء الله عز وجل وإنا لله وإنا إليه راجعون .

وللأسف دفنت في مقابر النصارى لكن إن شاء الله سندعو لها بأن الله عز وجل يدخلها الجنة بل يدخلها الفردوس الأعلى إن شاء الله وليتكم يا شباب تدعو لها لأنها محتاجة لدعوتنا لأنه لم يكن هناك أحد يعلم بإسلامها إلا قليل جدا ولم يكن أحد يدعو لها بعد موتها ولا أحد صلى عليها ليتكم بعد الدعاء لها ندعو لأمواتنا وأموات المسلمين وليتكم تستفيدوا من قصة تلك الفتاة التي عندها قوة في الحق للأسف قليل أن نجدها عند أحد .

كثير منا ولد مسلما ولم يحس النعمة التي هو فيها مع أن الدين أغلى عليك من حياتك ومن الناس من يتمنى أن يكون مكانك لكي يحيا الإسلام .

يا ترى أنستطيع أن نكون أقوياء في الحق ولا نخشى إلا الله؟ .


المثال الثاني


انظروا مثلا إلى سحرة فرعون لما عرفوا أن موسى لا يمكن أن يكون ساحرا وإنه نبي الله حقا ولما عرفوا الحق ماذا فعلوا ؟.

يقول الله عز وجل { فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } (70) سورة طـه.

فرد عليهم فرعون وقال { قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى } (71) سورة طـه.

ترى ماذا يكون الرد الذي سنقوله لو كنا مكان السحرة هؤلاء كنا سنقول نعتذر لك يا فرعون عما فعلنا وسنرجع عن خطأنا هذا أم سنسب الدين ونقول نحن مضطرين ثم نؤمن بموسى فيما بعد ؟ أم سنثبت على الحق وسنكون أقوياء في الحق كما هو مفروض دائما أن نكون هكذا ؟.

كان رد السحرة عليه أن قالوا { قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } (72) سورة طـه .

وقالوا { إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } (73) سورة طـه .

منتهى القوة في الحق لا يهمنا من تكون لا يهمنا ما سيحدث لنا كان ردهم في الأول لن نؤثرك لأنهم عرفوا الحق وهم على الحق فلا شيء أفضل من هذا كأنهم قالوا لفرعون اعمل ما بدا لك فقد عرفنا طريق الجنة ومن يعرف طريقها لا يفكر في غيرها .

يا ترى أتستطيع أن تقول للشيطان ولشهواتك لن أؤثرك على ما جاءني من البينات وهل ستبدأ في أن تصلي وستبدأ في فتح صفحة جديدة مع الله ؟ .

يا ترى الشاب الذي يصلي طاعة لله ورسوله أيعرف كيف يواظب عليها ولا يهمه ما يفعله الناس أو يفعل أي شيء يرضي الله ولا يهتم لكلم الناس ويثبت على الحق .....؟ .

يا ترى البنت الغير محجبة لأنها ممنوعة في العمل من الحجاب أتستطيعين أن تقولي لمن يمنعك من الحجاب ( لن أؤثرك أو لن أفضلك على ما أمرني به الله ) ؟ .

يا ترى كل واحد منا يفهم معنى { والله خير وأبقى } ولو أنك تفهمها هكذا أتعرفت كيف تطبق هذا الكلام أم هو كلام يمر عليك مرور الكرام ؟ .

يا ترى أيشعر كل منا أن الدنيا مجرد اختبار لنا أم تظنون أنها دار الخلد ؟ .

أظن لو أن كل منا أدرك هذا الكلام فإن تفكيره في الدنيا سيتغير وتعامله مع الناس سيتغير لأنك ستعاملهم وأنت لا تهتم بشيء غير الله عز وجل .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.