الخميس، 30 أكتوبر 2008

ستر الله

أرسل رجل إلى بريد الأهرام هذه الرسالة وهذا نصها :-
هذه الرسالة كان يجب أن تكون بين يديك منذ عامين‏,‏ ولكنني لم أستطع أن أكتبها إلا الآن فقط‏,‏ بعد أن صفيت الكثير من حسابي لنفسي ومع الآخرين‏,‏ فوجدت فرضا علي أن أرسلها إليك حتي يستريح ضميري‏,‏ هذا إذا كتب الله له الراحة ‏!‏!! .
أنا رجل في نهاية الأربعينيات‏,‏ نشأت في أسرة متوسطة‏,‏ مستورة‏,‏ كان أبي وكذلك أمي‏,‏ صالحين‏,‏ تعبا في تربيتي وأشقائي كثيرا‏,‏ وأصرا علي أن نحصل جميعا علي مؤهل عال‏,‏ ونجحا في ذلك‏.‏ منذ طفولتي وأنا متمرد‏,‏ طموح‏,‏ أحلم بالثروة والوجاهة‏,‏ لذا التحقت بكلية تؤهلني للعمل الخاص‏,‏ وما أن تخرجت‏,‏ حتي التحقت بمكتب لأحد رجال الأعمال الكبار‏,‏ وبدأت تحقيق حلمي الكبير‏.‏
لم أكن متدينا‏,‏ علي الرغم من بيئتي الدينية‏..لا أحرص علي أداء الصلوات‏,‏ وإن كنت حريصا علي صلاة الجمعة‏,‏ بحكم العادة‏,‏ ولأنه لم يكن مقبولا من والدي أن أجلس في البيت وقت الصلاة‏ ،‏ لم أجد غضاضة يوما في الجلوس في البارات أو الملاهي الليلية ،‏ وكنت أتعامل مع شرب الخمور علي أنها وجاهة اجتماعية ‏,‏ تضعني في طبقة أخري‏ ,‏ وتتيح لي الجلوس مع شخصيات لم أكن أحلم بالجلوس معها‏,‏ بل وأصادقها‏,‏ فالسكر يزيل الفوارق ويقرب المسافات‏,‏ بل يسقطها تماما ،‏ لذا فقد نجحت في مصادقة رئيسي في العمل‏,‏ ووصلت إلي رئيس المؤسسة‏,‏ ووصلت إلي مرتبة رائعة في سنوات قصيرة ‏.‏
كان لدي نهم شديد للخطيئة‏ ,‏ أبحث عنها إن لم تأت إلي‏ ,‏ بدون أي تأنيب للضمير‏..‏ لم يكن يؤلمني إلا وجه أمي الذي يصادفني عند عودتي إلي البيت وقت صلاة الفجر ,‏ فتقبلني وهي تدعو لي ربنا يهديك يا بني وينور طريقك ويحبب فيك خلقه ويبعد عنك أولاد الحرام ثم تختم دعاءها بسؤالها التقليدي‏ :‏ مش هتصلي الفجر يا بني ؟ ..‏ صل واشكر ربنا علي نعمه عليك‏ ,‏ فأرد عليها‏:‏ طبعا هصلي دلوقتي ‏,‏ ثم أهرب منها وأنا نصف واع‏,‏ ونصف متألم‏.‏ فأستسلم للنوم‏,‏ لأصحو وأواصل زحفي‏ .‏
في سني عمري المبكرة‏,‏ أدمنت أيضا العلاقات النسائية‏,‏ لم أفرق يوما بين زوجة صديق‏ , ابنة جار ‏,‏ قريبة ‏,‏ أو حتي صاحبة مصلحة أو حاجة .
استمرت حياتي هكذا‏ ,‏ حتي اهتزت حياتي بوفاة والدي وعمري يلامس الثلاثين‏ ، توقفت مع نفسي بعد أن واريت جثمانه الثري ورأيت المقر الذي سأذهب إليه ‏, فعدت إلي الله وتبت علي ما فعلت , واصطحبت والدتي وذهبنا إلي حج بيت الله الحرام . ومع الحزن الذي كانت تعيش فيه أمي‏ , إلا أنها كانت سعيدة بهدايتي‏ , ففاتحتني في أمر الزواج‏ ,‏ فرحبت علي الفور , ووجدتها فرصة , للخلاص نهائيا من الوقوع في الخطيئة .
سيدي‏..‏ خلال شهور قليلة‏,‏ اشتريت شقة جديدة‏ ,‏ ورشحت لي والدتي فتاة من العائلة ‏,‏ علي خلق وجمال ‏,‏ فسعدت بها‏ ,‏ وأتممنا زواجنا بسرعة شديدة‏..‏ كان الله كريما معي إلي أقصي حد‏..‏ فقررت أن أبتعد عن الأجواء التي كنت أعيشها‏..‏ تركت العمل وأسست مكتبا خاصا‏ ,‏ وكأن زوجتي هي مفتاح الخير‏,‏ رزقني الله من حيث لا أحتسب‏ ,‏ فانتعشت أحوالنا ‏,‏ وانتقلنا خلال عام واحد إلي شقة أوسع في منطقة أرقي‏..‏ كنت راضيا ‏,‏ سعيدا بحياتي‏,‏ خاصة بعد أن رزقني الله بطفلة مثل البدر‏.‏ لن أستطيع أن أصف لك‏ , كيف كانت تسير أيامي ‏,‏ نجاح يلاحق نجاحا ‏,‏ ومع هدوء واستقرار في البيت‏ , حتي كنا محط حسد وغبطة كل من حولنا ‏.‏
خمس سنوات مرت علي زواجي واستقراري‏ ,‏ حتي حدث الإنقلاب الكبير‏......
ذات يوم زارتني في مكتبي سيدة‏ ,‏ شديدة الجمال ‏,‏ جاءت لي كي أتولي بعض قضاياها‏ .‏ في اللحظة الأولي التي رأيتها ‏,‏ حدث لي اضطراب شديد‏..‏ تمنيتها ‏,‏ اشتهيتها‏..‏ وجدت نفسا أخري غير التي كنتها ‏,‏ تلك النفس الفاجرة التي عايشتها سنوات‏.‏ لا أخفيك‏,‏ هي الأخري , كانت ماكرة‏ , لعوبا‏..‏ حديثها لين ,‏ مراوغ‏.‏ فوجدتني أتحول إلي ذاك القناص القديم‏ ,‏ فألقيت عليها بكل شباكي‏..‏ فتوطدت علاقتنا ‏,‏ بدأت أسهر معها‏,‏ وأتأخر عن مواعيد عودتي إلي البيت‏ ,‏ متحججا بكثرة العمل‏.‏ ولك أن تتوقع ما حدث بيننا بعد أسابيع قليلة ‏.‏ سقطت في الوحل مرة أخري‏..‏ ولكن هذه المرة أصابني غم ونكد وندم‏ ,‏ دامت أياما‏ ,‏ ثم تلاشت كل هذه الأحاسيس بعد أيام‏..‏ وفوجئت بأن غطاء الخطيئة انفتح مرة أخري‏..‏ فتكررت لقاءاتنا ‏,‏ وبعد فترة مللتها فابتعدت عنها‏ ,‏ وإن لم أبتعد عن هذا الطريق ‏.‏
عدت إلي سيرتي الأولي ‏,‏ كل يوم سهر وخمور ونساء‏..‏ وكل يوم ‏,‏ المسافة تبتعد بيني وبين زوجتي التي أنجبت لي طفلة ثانية ‏,‏ فانشغلت بتربية الطفلتين ‏,‏ وإن لم تنشغل عني‏ ,‏ بل كانت تعبر عن اندهاشها من تغيري‏ ,‏ من انقطاعي عن الصلاة‏ ,‏ وسهري للصباح ‏,‏ فكنت أقول لها كلاما غير مقنع عن توتري الشديد بسبب مشكلات في العمل‏ ,‏ وأنها فترة قصيرة وسأعود إلي ماكنت عليه‏.‏ فكانت تقبل كلامي مجبرة ‏,‏ حريصة علي عدم الصدام معي‏ .‏
ولكن لم يكن هناك مفر من هذا الصدام‏ ,‏ عندما بدأت أشرب الخمور في البيت ‏,‏ فاعترضت بعنف‏ ,‏ وقالت لي إنها لن تقبل أن تعيش وابنتاها في بيت لا تدخله الملائكة‏ ,‏ وهددتني بترك البيت ‏,‏ فوعدتها وإلتزمت بعدم شرب الخمور في البيت ‏,‏ وإن ابتعدت عنها أكثر‏ ,‏ وحدث شرخ كبير في علاقتنا ‏,‏ حتي شحبت وأصبحت أشاهدها كثيرا تبكي‏ ,‏ ولكني لم أتوقف عن طريقي‏ .‏
كنت كل ما أخشاه أن تعرف أمي ما صرت إليه ‏,‏ فتغضب مني وتتوقف عن دعائها لي‏..‏ فقد كنت أستشعر أن ستر ربي لي وعدم عقابه لي ‏,‏ بسبب دعواتها‏ .‏ كما أني كنت أكثر من فعل الخير‏ ,‏ أتصدق علي الفقراء ‏,‏ وأرعي الأيتام ‏,‏ وأتبرع للأعمال الخيرية ‏,‏ مؤمنا بأن الحسنات يذهبن السيئات‏,‏ مرددا " مثل كل العاصين " هذه نقرة وتلك نقرة أخري‏ , مكتفيا عقب كل معصية‏ ,‏ بترديد التوبة ‏,‏ وكأني أخدع الله سبحانه وتعالي فيما كنت أخدع نفسي ‏,‏ مستسلما لوسواس الشيطان‏ .
أعوام تلحق بأعوام‏ ,‏ أحوالي المالية جيدة‏ ,‏ علاقتي بأسرتي فاترة ‏,‏ وعلاقتي بالله مخدرة‏ ,‏ غارق حتي أذني في الخطيئة ‏,‏ واثقا - ولا أدري مصدر هذه الثقة - في عفو الله وكرمه ورحمته‏ ,‏ بدون أن أفعل ما أستحق عنه كل هذا‏ .
سيدي‏..‏ كان يمكن أن تستمر حياتي هكذا‏ ,‏ لولا تلك الرسالة القاسية - علي المذنبين مثلي- التي وصلتني من الله منذ عامين‏ .‏
كنت في أحد الأماكن مع بعض الأصدقاء‏ ,‏ ومن بينهم فتاة شديدة الجاذبية ‏,‏ متحدثة‏ ,‏ لبقة‏ ,‏ واثقة من نفسها ‏,‏ ويبدو من مظهرها أنها تنتمي إلي أسرة ثرية‏..‏ فتألقت نفسي الأمارة بالسوء‏ ,‏ وبدأت في إرسال ذبذبات الإعجاب‏ ,‏ فتلقفتها ‏,‏ وبادلتني إياها ‏,‏ فالطيور علي أشكالها تقع ‏.
‏تبادلنا أرقام الهواتف والاسطوانات المشروخة‏ , وكلانا يعر ف النهاية مقدما‏ ,‏ وإن كانت تلك الفتاة ‏,‏ شديدة الذكاء ‏,‏ عصية‏ ,‏ فلم تلن بسهولة‏ ,‏ بل أرهقتني أسابيع طويلة حتي تقبل أن تأتي لي في شقتي الخاصة التي استأجرتها في إحدي المدن الجديدة‏ ,‏ بعيدا عن العيون‏ ,‏ لهذا الهدف الحقير‏ .
حددنا الموعد ‏,‏ وذهبت في هذا اليوم مبكرا إلي الشقة ‏,‏ أعددت كل شيء في انتظار الغنيمة‏..‏ كان الوقت يمر بطيئا مملا حتي جاءني تليفونها قبل الموعد بربع ساعة‏ ,‏ تخبرني أنها في الطريق‏ ,‏ فتهلل وجهي وجلست علي نار مترقبا صوت جرس الباب مرة‏ ,‏ وأخري راصدا الطريق من شرفة الشقة‏ ،‏ مر الوقت‏,‏ نصف ساعة ‏,‏ ساعة‏ ,‏ لم تأت‏..‏. أصابني القلق والتوتر ‏,‏ اتصلت بها فلم ترد‏..‏ فاتصلت مرة أخري‏ ,‏ ففوجئت بصوت رجل يرد علي‏ ,‏ فقلت له يبدو إني أخطأت في الرقم‏ ,‏ فاستمهلني الحديث‏ ,‏ وسألني هل تعرف السيدة صاحبة هذا التليفون‏ ,‏ فأجبته بتردد نعم‏..‏ فقال لي‏:‏ بكل أسف‏ ,‏ السيدة أصيبت في حادث إصابات بالغة ‏,‏ ونقلناها أنا وبعض المارة إلي المستشفي‏..‏ فأُصبت بانهيار ‏,‏ ولم أصدق ما أسمعه ‏,‏ فسألته عن اسم المستشفـي‏ ,‏ فأخبرني ‏,‏ وهرولت مرتبكا إلي هناك .
وصلت وكانت الفتاة قد دخلت الي غرفة العمليات ‏,‏ فحاولت الاطمئنان علي حالتها ‏,‏ خاصة أني شاهدت ارتباكا وحركة غير طبيعية وهمهمات بين الأطباء والممرضين‏ , فسألت عن المدير المسئول وذهبت إليه , وفهم أني أحد أقربائها خاصة بعد أن عرضت دفع مبلغ تحت الحساب‏..‏ بعد فترة صمت مريبة من الطبيب‏..‏ قال لي‏:‏ قبل أن أشرح لك حالة قريبتك , لابد أن أخبرك بشيء مهم‏...‏ قريبتك في حالة سيئة ‏,‏ ولديها كسور متعددة ‏,‏ ونزفت كثيرا ,‏ لذا فإنها ستحتاج إلي نقل دم‏ ,‏ وفي هذه الحالات لابد أن نجري تحليلات لدمها ,‏ ليس فقط لأسباب طبية‏ ,‏ ولكن للتأكد من أنها ليست مصابة بأي فيروسات معدية‏ ,‏ ونتهم بعدها بأنها نقلت لها مع الدم‏..‏ والكارثة أننا اكتشفنا أنها حاملة لفيروس الإيدز !!!!‏ .
إيدز‏..‏ إزاي‏ , منين‏ ,‏ انت بتهرج‏ ,‏ إيدز ايه هكذا كنت أردد وأنا مذهول غير مصدق‏..‏ لم أنشغل بإصابتها‏ ,‏ ولا بإذا كانت ستعيش أو تموت‏..‏ كل ما فكرت فيه أني كنت علي مسافة ربع ساعة فقط من إصابتي بالإيدز .
لا أتذكر ماذا حدث ‏,‏ ولا كيف دفعت أموالا في المستشفي ‏,‏ أو اتصلت بالأصدقاء كي يخبروا أهلها للحضور إلي المستشفي .
كل ما أتذكره ‏,‏ أني خرجت أكلم نفسي وأنا في صورة مفزعة‏ ,‏ لم تفارق خيالي لحظة‏..‏ عدت إلي نفس الشقة ‏,‏ وكر الشيطان‏,‏ وكري والشاهد علي خطيئتي ونجاتي .
دقائق فقط فصلتني عن الإصابة بالإيدز لو كان الله نجاها ووصلت إلي الشقة .‏
من المؤكد أنها لا تعرف بأمر إصابتها‏..‏ ليس مهما هي‏ ,‏ تعرف أو لا تعرف تلك قضيتها‏..‏ وقضيتي‏ ,‏ هل كنت سأعرف أني سأحمل هذا الفيروس القاتل‏..‏ ياربي زوجتي ما ذنبها‏,‏ كنت سأنقل إليها الإيدز‏..‏ نموت معا‏ ,‏ بفضيحة‏..‏ المسكينة تموت بفضيحة ‏,‏ وأنا‏,‏ بناتي وإخوتي‏..‏ سترك يارب ‏,‏ عفوك يارب ‏.
سيدي‏..‏ لن أصف لك انهياري‏ ,‏ وبكائي‏,‏ وخجلي من ربي‏..‏ ما كل هذا الكرم‏ ,‏ عصيتك فسترتني ورزقتني‏ ,‏ فلم أبال ‏,‏ تحديت عفوك ورحمتك بمعصيتي‏..‏ وها أنا أوشكت علي السقوط في وحل أعمالي بلا خروج‏ ,‏ ولكنه برحمته الواسعة‏ ,‏ وبلطف قضائه‏ ,‏ انتشلني وأنقذ أسرتي من الضياع والفضيحة ‏.‏
سجدت علي الأرض‏, ‏ باكيا ‏,‏ مستغفرا‏...‏ تطهرت وقضيت يومي مصليا ‏,‏ تائبا ‏,‏ قارئا للقرآن‏..‏ لملمت نفسي‏ ,‏ وعدت إلي بيتي‏...‏ أغلقت غرفتي علي وعلي زوجتي ‏,‏ قبلت يديها وقدميها وأنا أبكي‏ ,‏ طلبت منها أن تسامحني وتعفو عني ‏,‏ وعدتها بأن أكون كما تحب وكما كنت‏ ,‏ فاحتضنتني وهي تبكي وترتجف ‏,‏ بدون أن تسألني عما حدث لي‏..‏ كانت رائعة كعادتها دوما‏ ,‏ بعدها استدعيت ابنتي‏,‏ احتضنتهما في صدري‏ ,‏ وكأني أبحث عن أمان وطمأنينة لا أعرف الطريق إليهما‏ ,‏ فطلبت منهن أن يتوضأن لنصلي جماعة ‏,‏ ثم سارعت بالذهاب إلي أمي ‏,‏ جلست تحت قدميها ‏,‏ ورجوتها أن تقرأ علي القرآن‏,‏ وتدعو لي‏..‏ ففعلت وابتسامة الرضا وهالة النور تكسوان وجهها الآمن ‏.‏
لم أنم في تلك الليلة ‏,‏ عاهدت الله علي ألا أعصيه أبدا ‏,‏ وأن استرضي كل من أخطأت في حقه أو هتكت عرضه ما حييت‏ ,‏ وبدأت رحلة جديدة في الحياة ‏.‏
سيدي‏..‏ أكتب إليك الآن بعد عامين مما حدث‏...‏ مددت يدي بالخير لكل من آذيته ‏,‏ طلبت منهم السماح عن أي شيء بدر مني تجاههم‏ ,‏ لم أفصح عما ارتكبت فقد سترني الله ‏,‏ فلما أهتك الأستار‏..‏ ليس في حياتي الآن‏ ,‏ إلا أسرتي وعملي وفعل الخير‏..‏ انتهز أي فرصة لمد يد المساعدة لمن يحتاج‏ ,‏ لا أترك فرضا من فروضي‏..‏ ذهبت العام الماضي إلي الحج‏,‏ ودعوت لله كثيرا أن يغفر لي ويهدي كل العاصين ‏.‏
ستسألني عن تلك الفتاة‏ ,‏ وأقول لك بدون الخوض في التفاصيل أني ذهبت إليها مرة واحدة‏ ,‏ بعد خروجها من العناية المركزة ‏,‏ ولم تكن تعلم وقتها بحقيقة مرضها بالإيدز‏..‏ ولكني رجوتها أن تسامحني وتتجاوز عن خطئي ودعوت لها بالهداية ‏,‏ وإن علمت من الأصدقاء بعد ذلك أنها أصيبت بالشلل وانهارت بعد معرفتها بما ألم بها ‏,‏ وقرر أهلها أن تسافر إلي الخارج لتعيش في مصحة لتبتعد عن الأجواء القاسية التي تعيش فيها‏..‏ هداها الله وشفاها وغفر لها ورفع عنها‏ ,‏ اللهم آمين ‏.‏
سيدي‏..‏ لم أكتب إليك لأتطهر من خطاياي‏ ,‏ فهذا أمر بيني وبين ربي ‏,‏ ولا أريد أن أسألك عونا خاصا بالرأي أو بالنصيحة‏ ,‏ وإن كنت لا أستغني عنها ‏,‏ ولكني وجدت أني ملزم من خلال حكايتي‏ ,‏ بتحذير كل شاب وفتاة من نهاية طريق المعصية ‏,‏ والتي لا يعرف أحد متي تأتي هذه النهاية المؤلمة وكيف تكون‏..‏
رسالتي أمام الله ‏,‏ أني قد أبرأت ذمتي بدرس عمري‏ ,‏ لعله ينير الطريق لمن هم غارقون في ملذاتهم وشهواتهم‏ ,‏ غافلون عن أن عين الله العادل لاتنام‏ ...!!!! .‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك