‏إظهار الرسائل ذات التسميات رمضانيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رمضانيات. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 30 أكتوبر 2008

ليلة القدر .. سؤال وجواب


بدأ وقت الجد ، بدأ وقت الحزم ، بدأ أهم وقت في رمضان ، إنها العشر الأواخر من ذلك الشهر ، إنها أيام فاصلة وفيها ليلة فاضلة عظيمة هي ليلة القدر وقد تظن أنك لست بحاجة لتقرأ عن ليلة القدر ولكن في هذا الموضوع أنت ستعرف شيئا جديدا بإذن الله عن ليلة القدر فتعالى معي لتعرف الجديد وأتمنى ألا تكون ليلة القدر قد مرت عليك دون أن تغتنمها كما ينبغي .
ما هي ليلة القدر ؟ .
ليلة القدر هي ليلة خير من ألف شهر بمعنى أن العبادة فيها تعدل عند الله في الأجر عبادة ألف شهر أي ( ما يزيد عن 83 سنة ) فأي خير بعد ذلك ؟ وأي فرصة هذه ؟ .
ولتقرأ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( إِنَّ هذا الشَّهْرَ قد حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ من حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ) رواه ابن ماجة ، فهل تريد أخي أن تكون من المحرومين في هذه اللية ؟ بالتأكيد لا تريد وبالتالي افعل ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولتكمل باقي الموضوع لتعرف ما كان يفعله .
ما هي علاماتها ؟ .
أعطى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم علامات لهذه اللية لنعرفها فقال ( ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ) صحيح الجامع الصغير للألباني ، ومعنى الحديث أنها ليلة طيبة معتدلة وتصبح الشمس ضعيفة الضوء ولونها أحمر .
وقال صلى الله عليه وسلم ( صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع ) صحيح الجامع الصغير للألباني .
متى ليلة القدر ؟ .
يظن كثير من الناس أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان إلا أن هذا مجرد ظن واجتهاد وليس هناك من دليل يؤكد أنها ليلة السابع والعشرين والدليل على ذلك :-
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ ) رواه البخاري .
وقول صلى الله عليه وسلم ( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ ) رواه مسلم .
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في رَمَضَانَ الْعَشْرَ التي في وَسَطِ الشَّهْرِ فإذا كان حين يُمْسِي من عِشْرِينَ لَيْلَةً تَمْضِي وَيَسْتَقْبِلُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ رَجَعَ إلى مَسْكَنِهِ وَرَجَعَ من كان يُجَاوِرُ معه وَأَنَّهُ أَقَامَ في شَهْرٍ جَاوَرَ فيه اللَّيْلَةَ التي كان يَرْجِعُ فيها فَخَطَبَ الناس فَأَمَرَهُمْ ما شَاءَ الله ثُمَّ قال (كنت أُجَاوِرُ هذه الْعَشْرَ ثُمَّ قد بَدَا لي أَنْ أُجَاوِرَ هذه الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ فَمَنْ كان اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَثْبُتْ في مُعْتَكَفِهِ وقد أُرِيتُ هذه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا فَابْتَغُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَابْتَغُوهَا في كل وِتْرٍ وقد رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ فَاسْتَهَلَّتْ السَّمَاءُ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ) فَأَمْطَرَتْ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ في مُصَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ فَبَصُرَتْ عَيْنِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَظَرْتُ إليه انْصَرَفَ من الصُّبْحِ وَوَجْهُهُ مُمْتَلِئٌ طِينًا وَمَاءً . متفق عليه واللفظ للبخاري .
فمما سبق يتبين لنا أن ليلة القدر هي ليلة إحدى وعشرين ولكن هل هذه هي الراوية الوحيدة التي تصف ليلة القدر ؟ في الواقع لا وهناك أحاديث أخرى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ في تَاسِعَةٍ تَبْقَى في سَابِعَةٍ تَبْقَى في خَامِسَةٍ تَبْقَى ) رواه البخاري ، ومعنى الحديث أن نلتمس هذه الليلة إما في ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمسة وعشرين .
وقال صلى الله عليه وسلم ( هِيَ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ هِيَ في تِسْعٍ يَمْضِينَ أو في سَبْعٍ يَبْقَيْنَ ) رواه البخاري ، والمعنى إما أن تكون ليلة تسع وعشرين أو ثلاث وعشرين .
وعن زِرَّ بن حُبَيْشٍ يقول سَأَلْتُ أُبَيَّ بن كَعْبٍ رضي الله عنه فقلت إِنَّ أَخَاكَ بن مَسْعُودٍ يقول من يَقُمْ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فقال رَحِمَهُ الله أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ الناس أَمَا إنه قد عَلِمَ أنها في رَمَضَانَ وَأَنَّهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي أنها لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فقلت بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذلك يا أَبَا الْمُنْذِرِ قال بِالْعَلَامَةِ أو بِالْآيَةِ التي أخبرنا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنها تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لها . رواه مسلم .
وعن بن عباس رضي الله عنه قال دعا عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر فقلت لعمر إني لأعلم وإني لأظن أي ليلة هي قال وأي ليلة هي قلت سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر قال ومن أين تعلم قال قلت خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبعة أيام وأن الدهر يدور في سبع وخلق الإنسان فيأكل ويسجد على سبعة أعضاء والطواف سبع والجبال سبع فقال عمر رضي الله عنه لقد فطنت لأمر ما فطنا له . رواه البيهقي وغيره . فمما سبق يتبين لنا إنها ربما تكون ليلة ثلاث وعشرين أو سبع وعشرين ولكن أي ليلة تحديدا هي ؟ .
في الواقع لا إجابة واضحة ومحددة عن هذا السؤال وربما لا تعلم أن في ليلة القدر أكثر من أربعين قولا من أقوال العلماء وأذكر منها من قال أن ليلة القدر هي ليلة تنتقل بين الليالي الوتر من العشر الأواخر أي أنها تكون مرة ليلة إحدى وعشرين ثم مرة ليلة سبع وعشرين ثم ثلاث وعشرين وهكذا ويقول الشافعي رحمه " كان المصطفى يجيب على نحو ما يسأل يقال له نلتمسها في ليلة كذا فيقول التمسوها في ليلة كذا فعلى هذا تنوع إخبار كل فريق من العلم" وتنوع الأخبار وإخفاء هذه الليلة يهدف لأن يجتهد الناس في كل الليالي وإلا عكفوا على ليلة بذاتها وأهملوا الباقي .
ماذا نفعل في ليلة القدر ؟ .
عن عائشة رضي الله عنها قالت يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إن عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ما أَقُولُ فيها قال (قُولِي اللهم إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ) رواه الترمذي وغيره .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ . متفق عليه . والمعنى من شد مئزره أنه يترك كل شيء يمكن أن يصرفه عن عبادته وأحيا ليله بالقيام وأيقظ أهله ليقوموا الليل أيضا حتى لا يفوتهم الأجر العظيم .
وعن عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ . رواه مسلم .
في هذه الأيام التي نحن فيها الآن اجتهد في العبادة والطاعة قدر ما تستطيع فهي عشرة أيام فقط وسرعان ما تنقضي فلا تضيعها من بين يديك أخي الكريم ولا تظن أن ليلة القدر هي ليلة سبع وعشرين فالله أعلم هي أي ليلة وليتقبل الله عز وجل عبادتنا فيها وليوفقنا فيها ... اللهم آمين .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشرة الأخبار الرمضانية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قناة شباب مسلم بالعالم الإسلامي تقدم لكم نشرة الأخبار الرمضانية فأهلا بكم
استقبل فخامة وجلالة الملك حاكم البلاد السيد " نفخو " من السيد رئيس دولة فبريكا تهنئة بحلول شهر رمضان المعظم وقال إنه بهذه المناسبة سيرسل مجموعة من البارجات الحربية لتقتيل المزيد من المسلمين .
********************************************
أعلن مسؤول بوزارة الأوقاف" مبتدع جديد " أنه سيتم اعتماد نظاما جديدا في المساجد والذي يسمى " pray away " أو " صلي واجري " والذي لا يسمح للإمام بقراءة سورة تزيد عن أربع آيات بعد الفاتحة ثم بعد الانتهاء من الصلاة يتم إغلاق المسجد في سرعة قياسية وطرد المصلين .... عفوا وإخراج المصلين في هدوء .
********************************************
وفي رد فعل جديد صرح الشيخ " تابع التائه " أن هذا القرار يدل على سماحة ويسر وعظمة الإسلام .
********************************************
علق مسؤول بوزارة الصحة " صحتك في الحضيض " أن ما تردد بين الناس من أن هناك أطنانا من الأطعمة الفاسدة قد تم تسريبها إلى الأسواق ما هو إلا محض افتراء وقال مسؤول الصحة إنها ليست أطنانا بل مئات الأطنان وقال إن السبب للسماح بمثل هذه الأطعمة الفاسدة هو التقليل من الزحام في البلاد وخلي الناس ترتاح من الدنيا .
********************************************
في تحد واضح أعلن مسؤول بوزارة الإعلام " أكبر كذاب " أنه لن يتم المساس بأي أعمال فنية تم عملها وأن الدولة تدعم حرية الإعلام وما هي إلا أيام معدودات حتى تم عرض العمل الفني وتم حذف ما وصت به دولة فبريكا بحذفه .
كما أعلن أنه سيتم في رمضان ملئ القنوات بالكثير والكثير من المسلسات والأفلام الجديدة وذلك لصرف الصائمين عن ذكر وعبادة الله ... عفوا لتسلية الصائمين نهارا وتسهيرهم ليلا ولإدخال نوع من السرور عليهم ... أعاده الله عليكم بالتسلية والنوم والمسلسلات .
********************************************
وفي حوار صحفي تحدث وزير الثقافة " علماني أصيل " أن من أهم ما يسعده في رمضان سماعه للأغاني الرمضانية الجميلة ودعا إلى أن يغني بعض المطربين المعاصرين أغاني رمضانية أيضا وأبدى استياءه من وجود المنتقبات في البلاد وطلب إلغاء النقاب لأن المنتقبة من الممكن أن تخبئ " بمبم " تحت لباسها وترهب الناس به كما تمنى أن يرى كل البنات المسلمات بغير حجاب تماما حتى يستمتع الناس بجمالهن .
********************************************
وعلى الصعيد الفني أعلنت الراقصة الموقرة " هزازة مسخرة " أنها أنشأت مائدة من موائد الرحمن على نفقتها الخاصة ومن مالها الحلال جدا الذي حصلت عليه من رقصها الشريف جدا والكل يعلم أن الرقص عمل والعمل عبادة كما أفتت سيادتها .
كما أخبرتنا الراقصة أنها ستقوم في رمضان بعمل عمرة ثم تحج بعد ذلك وطلبت من السادة المشاهدين أن يدعوا لها بقبول عملها وأن يدخلها الله فسيح نيرانه ... عفوا فسيح جناته .
********************************************
كذلك أعلنت المطربة الشابة " عريانة الفرحانة " أنها ستقدم في رمضان أحد أفضل ألبوماتها ويتضمن ألبومها خمس أغاني من أغاني الإغراء وذلك لإضفاء نوع من البهجة على الصائمين فهنيأ لكم الأكل والشرب والسيئات .
********************************************
من جديد قال الشيخ " ثابت على الحق " أن شهر رمضان لابد أن يكون فيه من الطاعات الكثير ويجب على المسلمين البعد عن المسلسلات والأغاني وكل هذه الأمور حتى يتقبل الله صيامهم وقيامهم ويغفر لهم ذنوبهم وقال أنه على المسؤولين على القنوات الفضائية أن يتقوا الله فيما يقدمونه للناس في ذلك الشهر .
وكرد فعل سريع قال الشيخ " تابع التائه " أن ما قاله الشيخ " ثابت على الحق " ما هو إلا شيء من التزمد والتضييق على الناس والإسلام دين اليسر ودين التسامح وإلى آخر هذه المصطلحات الرنانة ويذكر أن مسؤول بوزارة الأوقاف أصدر قرار بمنع الشيخ " ثابت " من إلقاء الخطب مرة أخرى حتى لا يشوش على الناس أفكارهم ويضلهم .
********************************************
وفي لقاء مع أحد الشباب في الشارع واسمه " غافل الضائع " سألناه ماذا تفعل في رمضان ؟ ... فقال أقضي الشهر مع أصحابي ليلا في أحد الخيم الرمضانية ونسهر ونتسامر حتى السحور وفي النهار أقضيه في النوم وكم أنا سعيد بهذا .
وفي مقابلة مع أحد الفتيات وتدعى " بلوى " أخبرتنا أنها تحب جدا أن ترتدي " البدي " في رمضان لأنه يمنحها شعورا بأنها سببا في إسعاد الناس في رمضان وقد لاحظت أن كثير من الناس يرمقونها بنظرات الإعجاب مما يسعدها لأنها تفسد عليهم صيامهم .
********************************************
في أحد البرامج الإعلامية استضافت الإعلامية " دعوة مضلة " الشيخ " ملخبط مخبط " وكان البرنامج يتحدث عن رمضان وفضله وما إلى ذلك ويذكر أن الإعلامية سألت الشيخ ألا تعترض على الميني جيب الذي ألبسه أمامك ؟ فقال هذه حرية شخصية والإسلام يدعمها .
********************************************
وعلى الصعيد الرياضي قال اللاعب " كورة في الجون " أنه سيفطر في الأيام التي سيلعب فيها وذلك حتى يجيد لعب الكرة والكورة أهداف ! .
ويذكر أن الشيخ " تابع التائه " قد أفتى له بجواز فطره ولابد من طاعة مدربه حتى تكون اللعبة ممتعة ومسلية .
********************************************
ومن الجدير بالذكر أنه من الملاحظ أنك ستنظر إلى أمور لم تكن تراها قبل رمضان وهذا ابتلاء من الله لك فالتجعل النجاح في هذا الابتلاء هدف لك .
والخبر الأخير لهذه النشرة أن شياطين الإنس تولوا مسؤولية إضلال الناس في هذا الشهر المبارك حيث أن شياطين الجن الآن في عطلة رسمية فالتحذروا من شياطين الإنس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
هذه النشرة بالطبع ليست حقيقية ولكنها دربا من الخيال لإيصال رسالة ما إلى قارئيها فهل وصلت الرسالة ؟ .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أفكار رمضانية رائعة

أحيانا تأتك فكرة تغير من مسار حياتك كله أو تقلب حالك رأسا على عقب وها أنا ذا جمعت لك مجموعة أفكار عسى أن تنتفع بها وقبل أن أبدأ معك في سرد أفكار تجعل شهر رمضان يمر عليك وقد غفر الله لك بإذن الله وتقبل صيامك وقيامك أريد أن ألفت انتباهك لأمر في غاية الخطورة وهو في الواقع سؤال يجب أن يسأله كل من أراد أن يُقبل عمله في رمضان والله اسأل أن يوفقني في الإجابة عليه .

هذا السؤال هو كيف يقبل الله عملك في شهر رمضان ؟ .

للأجابة على هذا السؤال دعونا نبحر في آيات الذكر الحكيم وتحديدا في سورة المائدة وفي قول الله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (27) سورة المائدة .

دعونا نعرف لمحات من قصة قابيل وهابيل فلقد كان قابيل يعمل في الزراعة وكان هابيل يعملي في الرعي وطُلب منها أن يقدما قربانا يتقربا به إلى الله عز وجل فقدم قابيل حزمة من السنبل ووجد فيها سنبلة طيبة ففركها وأكلها ثم قدم هذه الحزمة كقربان إلى ربه وقدم هابيل كبشا هو من خير ما عنده على الإطلاق كقربانا إلى الله عز وجل .

قابيل قدم بعض ما عنده ولكنه كان من اسوأ ما عنده فلم يرد أن يقدم الله حتى سنبلة جيدة ولكن هابيل قدم أفضل ما عنده لله عز وجل وقابيل قدم ما قدمه قربانا لله ليس عن طيب خاطر منه ولكن هابيل كان ما قدمه لله هو أفضل ما عنده وأيضا بطيب خاطر منه فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل ولنا هنا وقفة .

قد تعمل عملا صالحا ولكن بدون طيب نفس منك وبدون اجتهاد فيه ولذا كيف تتوقع من الله أن يتقبل منك ؟ وقد تعمل عملا تريد به ثناء الناس فكيف تظن أن الله سيقبله منك ؟ .

اجعل مبدأك في رمضان وما بعد رمضان هو بذل ما في وسعي من جهد وعن طيب نفس مني حتى يتقبل الله مني عملي ولتجعل قصة قابيل وهابيل أمامك ولتتعلم منها وهناك مبدأ آخر أريد أن ألفت انتباهك له وهو كلمة سأحاول فهذه الكلمة تدعو إلى الخمول وليس العمل والاجتهاد فاجعل قولك هو سألفعل إن شاء الله .

ودعني أخبرك بوعد قد قطعه الله على نفسه وهو قوله سبحانه وتعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (20) سورة المزمل ، فما نقدمه من خير سنجده عند الله أعظم أجرا أتعلمون لماذا ؟ لأن الله لا يعامل العبد بالمثل فإن عمل العبد عملا صالحا كافئه الله بأكثر مما يستحقه لأنه هو الكريم فالتعمل أخي الكريم من الصالحات ولا تبخل على نفسك فإن من يبخل فإنما يبخل على نفسه .

والآن لنبدأ بمجموعة من الأفكار الرمضانية التي تساعدك على زيادة الأجر إن شاء الله فاقرأ ما يلي لعلك تستفيد :

1- عبادة الله :-

قد تتعجب أي فكرة هذه في عبادة الله ؟ فأقول لك انتبه أخي العزيز فهناك الكثير والكثير يتعاملون مع شهر رمضان كظرف طارق بمعنى هو مجرد شهر نعبد فيه الله ثم بعد ذلك افعل ما تريد فهم يعبدون الشهر ولا يعبدون من فرض عليهم هذا الشهر فاحذر أخي الكريم من أن تكون منهم فلتعبد الله في رمضان وبعد رمضان أيضا على السواء وإلا فكيف يقبل عملك ؟ .

2- التوبة إلى الله :-

ما رأيك أن تستقبل رمضان بتوبة إلى الله ؟ ربما تكون عاصيا وكثير المعاصي ولكن ما إن بلغت رمضان فقد تفضل الله عليك بفرصة للعودة إليه وللمغفرة أيضا فهلا اقتنصت هذه الفرصة ؟ هل ترى ذنوبك كثيرة ؟ لا تخف مهما كانت فإن الله سيغفرها واقرأ قول الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر ، فلماذا تتردد في التوبة إلى الله ؟ لا تخف إن الله يغفر الذنوب جميعا مهما كثرت أو قلت ولتقرأ أيضا قوله تعالى : { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ } (54) سورة الزمر ، وهذه الآية فيها أمر من الله عز وجل بأن تعود إليه سبحانه من قبل أن يأتيك عذاب أليم فالتهرب أخي من هذا العذاب بالتوبة وخذ هذه الصغفات عن ربك : { غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } (3) سورة غافر ، فالله سيغفر ذنبك ويقبل توبتك فإن لم تفعل فعذابه شديد وهو ذي الطول أي ذي المن والفضل على عباده سبحانه .

3- الدعوة إلى الله :-

في ذلك الشهر الذي هو شهر رمضان تنفتح قلوب كثير من الناس على الخير ويزداد قربهم من الله عز وجل وذلك لأن الشيطاطين قد سلسلت وأبواب السماء قد فتحت وتجد في الناس إقبالا على الخير لا تجده في غيره من شهور السنة فلماذا لا تستغل ذلك الأمر وتدعو أصحابك وأحبابك وأقربائك إلى الدين ؟ وإن قلت لماذا أقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) . متفق عليه ، ففي الدعوة إلى الله أجر عظيم ويكفيك أن تعلم أن الدال على الخير كفاعله فلو أنك دعوتك أحد أصحابك أو أخوتك أو أو إلى الصلاة مثلا فإنه كلما صلى من دعوته هذا أضاف الله إلى رصيد حسناتك أجر صلاة هذا المدعو من غير أن ينقص من أجر المدعو شيئا ولك أن تتخيل لو دعوت أحد الشباب إلى الطاعات أكثر وأكثر فتزيد حسناتك أكثر وأكثر فهل من مشمر ؟ .

إن كنت لا تحسن فن الدعوة إلى الله فيمكن إهداء أحد أصدقائك شريطا دينيا يتحدث عن شيء في الدين تعلم أن ذلك الصديق مقصر فيه أو أن تنشر عبر الانترنت مثلا أحاديثا أو دروس علم أو مقالات أعجبتك فالأمر إن شاء الله سهل ولكن يحتاج منك أن تعمل له .

4- قراءة القرآن ودراسته :-

يُكثر الناس في هذا الشهر من قراءة كتاب الله عز وجل ولكن الذي أريد أن أذكرك به هو ألا تنشغل بالمهم عن الأهم بمعنى ألا تنشغل بالكمية التي تقرأها في اليوم عن الكمية أو القدر التي استفدت منه وأنت تقرأ القرآن وأذكرك بقوله تعالى : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } (24) سورة محمد ، فأين التدبر في كلام الله عز وجل ؟ وهل المطلوب منك أن تقرأ القرآن بسرعة فما إن تنتهي لا تتذكر شيئا مما قرأته أو تجد نفسك لم تعتبر بشيء وأنت تقرأ كلام الله ؟ بالتأكيد هذا ليس هو المطلوب فلا تتعجل في القراءة وتدبر ومن الأفضل أن تقرأ القرآن وبجانبك أحد التفاسير أو الكتب التي توضح بعض معاني القرآن .

ليست هذه هي المشكلة وحدها ولكن هناك من يقرأ القرآن بغير اهتمام بإتقان قراءته بل ولا يدري شيئا عن أحكام التجويد ولا يدري أنه بهذا يفقد أجرا عظيما عند الله عز وجل ولتقرأ قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) متفق عليه ، ومن الحديث يتبين لنا عظم أجر الماهر بقراءة القرآن بل إن الذي يتتعتع فيه له أجرا ولكن مهلا فهل كلنا يتتعتع في القرآن حتى نأخذ الأجران أم أن كثير منا لم يصلوا حتى لهذه المرحلة إذ أنهم لم يتعلموا قراءة القرآن بعد ؟ .

ويمكنك أن تقرأ القرآن ظهرا أو عصرا أو في أي وقت تشاء ولكن ما رأيك في وقت الفجر ؟ ألم تسمع قول الله عز وجل { أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا } (78) سورة الإسراء ، فلا تنسى أن تكثر من قراءة القرآن فجرا .

5- الصلاة في المسجد :-

يالها من عبادة عظيمة غابت عن كثير من شباب المسلمين بل ورجالهم أيضا فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال ( الصلاة على وقتها ) قلت ثم أي قال ( بر الوالدين ) قلت ثم أي قال ( الجهاد في سبيل الله ) قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو استزدته لزادني . رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .

وقد يقول قائل سأصلي الصلاة على وقتها ولكن في بيتي ولمثل هؤلاء أقول له أنت واهم لأنك مهما فعلت فلن تستطيع أن تصلي الصلاة على وقتها في بيتك ولو كانت الصلاة في البيت أو العمل خيرا لصلى النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ولتقرأ معي قول رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه إذ يقول ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) متفق عليه . فلا تفرط أخي الكريم في الصلاة في المسجد .

وقد نجد البعض يرى في صلاتي الفجر والعشاء صعوبة في أن يصليهما في المسجد ولتسهيل الصلاة في المسجد نذكر له هذه الأحاديث :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا يصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ) متفق عليه .

وقال صلى الله عليه وسلم ( بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) . رواه الترمذي وأبو داود ، والمشائين في الظلم الذي يذهبون إلى الصلاة في أوقات العشاء والفجر .

وقال صلى الله عليه وسلم ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ) رواه مسلم .

6- براءة من النار ومن النفاق :-

قد تعجب مني إذ أخبرتك أني لا أطلب منك أن تصلي كل الصلوات في المسجد ولكن أيضا أريد منك أن تكون من الأوائل الذين يحضرون الصلاة وألا تذهب إلى الصلاة متأخرا وإن سألتني ولماذا فأقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق ) السلسلة الصحيحة . فهل تريد أن تكتب لك براءة من النار والنفاق ؟ أم ستفكر .

7- الجلوس بعد صلاة الفجر حتى الضحى :-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) صحيح الجامع الصغير . ما رأيك في هذه الفكرة ... هل تقدر على تنفيذها ؟ .
8- النوافل :-

للأسف كثير من الشباب والرجال الذين يصلون في المساجد لا يصلون النوافل إنشغالا عنها أو تكاسلا عنها وأيد هنا أن أخبركم بحديثين في فضل النوافل وأول ما أبدأ به قوله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة ) صحيح الجامع الصغير . فهل تريد أن يكون لك بيتا في الجنة ؟ ، دعني أقول لك الحديث الآخر عن أحد النوافل وهي ركعتا الفجر فانظر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) . رواه مسلم ، فتخيل أن ركعتا سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فما بالك بصلاة الفجر نفسها ؟ .

وقد يسأل سائل وما هي تلك النوافل فأقول له :

ركعتان قبل الفجر
ركعتان بعد الشروق بحوالي ثلث الساعة إلى ما قبل الظهر وهي صلاة الضحى وقال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ( يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ). رواه مسلم . قال النووي في شرح هذا الحديث ( على كل سلامى من أحدكم صدقة : هو بضم السين وتخفيف اللام، وأصله عظام الأصابع وسائر الكف ، ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله، وسيأتي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:خلق الإنسان على ستين وثلثمائة مفصل، على كل مفصل صدقة ) . انتهى
.
قبل صلاة الظهر أربع ركعات وبعدها اثنين .

وركعتان بعد المغرب .

وركعتان بعد العشاء .

ويمكنك الاستزادة عن ذلك إن أردت .

وأحب أن أذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن ) . رواه الترمذي وأبو داود والنسائي . فإن كنت تحب أن تفعل عملا يحبه الله فالتوتر .

9- قيام الليل :-

في رمضان يبدأ الناس في صلاة التراويح ونعلم أن من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ولكني هنا أريد أن أتسائل هل الذي يصلي التراويح بجزء من القرآن كمن يصلي بنصف جزء أو أقل ؟ بالتأكيد لا يستوون وأريد أن أخبركم بحديث فعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهله وأصحابه وقال ( إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني . والذي أريد أن أذكره لكم هنا هو أنه مادمت في المسجد تصلي العشاء وقام الإمام ليصلي التراويح فصلي معه حتى ينصرف وبذلك يكتب الله لك قيام هذه الليلة .

10- صلاة الجمعة :-

جئنا لبيت القصيد صلاة الجمعة التي لا يهتم كثير من الناس بآدابها ولا بالذهاب مبكرا إلى الصلاة والاغتسال في ذلك اليوم ويضيعوا عليهم أجرا عظيما فالتقرأ أخي الكريم ذلك الحديث حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من غسل واغتسل وابتكر وغدا ودنا من الإمام وأنصت ثم لم يلغ كان له بكل خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها ) رواه النسائي وغيره . فسبحان الله الذي أعطى هذا الفضل في يوم الجمعة ونحن نقصر في تحصيله .

فعليك أخي الكريم في ذلك اليوم أن تغتسل وتدنو من الإمام وتنصت له ولا تتحدث إن صعد المنبر حتى لا تكون قد لغوت ولا تقل لمن بجانبك صه أو أسكت أو أنصت لأنك إن لغوت ضاع الأجر .

11- صلاة الجنازة :-

في كل منطقة أو حي ستجد مسجدا تكثر فيه صلاة الجنازة لأنه مسجدا كبيرا وفيه عدد المصلين كبير وقد تتعجب لماذا أذكرك بصلاة الجنازة وأدعوك لأن تصلي صلاة الجنازة ؟ فأقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ) قيل وما القيراطان قال ( مثل الجبلين العظيمين ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . فتخيل أخي الكريم أنك أخذت قيراطا من الأجر أو قيراطان وفعلت ذلك وأنت في شهر مبارك فأي خير هذا ؟ .

12- عبادة في عبادة :-

المقصود من هذه الفكرة أن تجعل كل أفعالك هي عبادة لله ... كيف ذلك ؟ بالنية يا أخي الكريم فمثلا كيف تجعل من نومك عبادة ؟ بأن تنوي أنك تنام حتى تقوى على قيام الليل وحتى تستطيع أن تصلي الفجر بخشوع فهذا النوم يصبح عبادة لله وأذكرك بقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ @ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } ( 162 ، 163 ) سورة الأنعام .

13- دروس العلم :-

إن استطعت أن تحضر الكثير من دروس العلم فذلك خير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما جلس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات ) السلسة الصحيحة .

14- بر الوالدين :-

هذا هو العمل هو له الترتيب الثاني في أحب الأعمال إلى الله عز وجل وهذا يدل على عِظم أجره ولكني أريد أن أعطيك فكرة معينة عن بر الوالدين فهل المقصود به أن تمنع أذاك عنهما ؟ إن كنت تظن ذلك فكم أنت واهم ودعني أخبرك كيف يكون بر الوالدين .

إن بر الوالدين يكون بألا تغضبهما ولا تكن أنت سببا في إدخال الحزن إلى قلبيهما بل أنت السبب في إسعادهما وليس ذلك فحسب ولكن أن مساعدة والدتك مثلا في غسيل الصحون ؟ أو ترتيب البيت ؟ أو أن تأتي لها بهدية تحبها ؟ أو أن تقول لها شكرا يا أمي وجزاكي الله خيرا ؟ أين حلو الكلام مع والدتك ؟ وأين أنت من والدك ؟ هل تغضبه ؟ هل تساعده في أعمال أو تحاول أن تخفف عنه ؟ هل تنظر له نظرات ملئها الغضب والضجر منه ؟ هل تتحمل أذى والدك إن قال لك كلمة أغضبتك ؟ هل تتحمل والدتك ؟ كل ذلك يوضح لك كيف يكون البر وضع في النهاية أن والدتك ثم والدك أهم عندك من نفسك فإن كنت تأكل معهم فانظر لما يحبون أن يأكلوه ولا تأكله أنت حتى ينتهوا هم منه وهكذا واختر راحتهم على راحتك وراحة أولادك أنت وخذ مني قوله صلى الله عليه وسلم ( رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد ) رواه الترمذي . وقال أيضا صلوات ربي وسلامه عليه ( الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه ) رواه ابن ماجه والترمذي . فهل ستضيع هذا الباب أم ستحافظ عليه ؟ .

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال ( أنى لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة ) فهل ترضيها وتبرها كما ينبغي ؟ هل قبلت يد أمك من قبل أو يد والدك ؟ وهل ستفعل أم ستحاول ؟ أترك لك الإجابة .

15- عمرة رمضان :-

ياله من محظوظ من وفقه الله في أن يعتمر في رمضان إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عمرة في رمضان تعدل حجة ) متفق عليه . فهل تتصور الخير في أن تقوم بعمرة وتعدل في الأجر حجة ؟ .

16- متعدد الصيام وأحادي الصيام :-

بعض الناس يصومون رمضان مرة واحدة فقط والبعض الآخر يصوم رمضان عدة مرات فكيف ذلك ؟ .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من فطر صائما أو جهز غازيا فله مثل أجره ) . رواه البيهقي .

17- الداخل مولود والخارج مضبوط :-

قبل أن أشرح لكم هذه الفكرة أذكرك بمقولة تقول الداخل مفقود والخارج مولود ولكن هذا في دخول أحد السجون ولكننا لأننا دخلنا رمضان فالداخل فيه مولود فعندك الفرصة للتوبة ومعنى أن الله بلغك رمضان وجعلك من أهله ففي هذا خير لك فهل تغتنم الفرصة ؟ أما عن الخارج من رمضان فإنه مضبوط بمعنى أنه أصبح أتقى وأنقى وتعلم في رمضان مقاومة شهواته ونزواته وتقرب من ربه سبحانه واجعل هذا شعارا لك في رمضان .

18- أطعام الطعام :-

من أجمل العبادات التي يتقرب منها العبد إلى الله خصوصا لو أطعمت المساكين والفقراء المعدمين سواء كان في هذا الشهر أو غيره من الشهور ولنا في إطعام الطعام حديثا حيث قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن آلان الكلام وأطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

ويمكنك فعل هذا من خلال إخراج المال في الصناديق المخصصة للإنفاق على موائد الرحمن مثلا .

19- الصدقة :-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء وعليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب عز وجل ) صحيح الجامع الصغير .

20- صلة الأرحام :-

للأسف صلة الأرحام واجب قصر فيه كثير من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولكن في رمضان تكثر الزيارات العائلية وتكون الفرصة سانحة لصلة الأرحام فهل تصل رحمك ؟ .

كل ما عليك فعله أنك تنوي في كل زيارة لأقاربك أنك تصل رحمك والله نسأل أن يتقبل منا .

21- إصلاح ذات البين :-

لا تتعجب إن قلت لك هذه الفكرة أن تصلح ذات البين في معارفك أو أقربائك فإن لها أجرا عظيما عند الله خصيصا أننا في شهر رمضان فانظر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ) قالوا بلى قال ( صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة ) قال أبو عيسى هذا حديث صحيح ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ) . صححه الألباني أيضا .

فهلا أصلحنا ذات بيننا ؟ توكل على الله وابدأ .

22- طاعة والناس لاهية :-

دائما اختر الوقت الذي تلحظ فيه الناس في لهو أو مشغولون بأمر ما واعبد الله في ذلك الوقت فإن لك أجرا عظيما في ذلك الوقت والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم ( عبادة في الهرج كهجرة إلي ) رواه مسلم والترمذي ، فإن كنت في السوق مثلا فلماذا لا تذكر الله في الوقت الذي كل الناس مشغولون في البيع والشراء ؟ أو لماذا لا تقوم الليل والناس نيام ؟ وهكذا .

23- زيارة الأيتام :-

يشتكي كثير من الناس في رمضان بقسوة قلوبهم وأنهم لا يستطيعون الخشوع في الصلاة ويتسائلون كيف تلين قلوبنا ؟ .
خذ مني هذا الحديث هدية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك) . صحيح الجامع الصغير للألباني .

24- عيادة المريض :-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من عَادَ مَرِيضًا لم يَزَلْ في خُرْفَةِ الْجَنَّةِ ) قِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ وما خُرْفَةُ الْجَنَّةِ قال ( جَنَاهَا ) . رواه مسلم .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صلى عليه سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حتى يُمْسِيَ وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صلى عليه سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حتى يُصْبِحَ وكان له خَرِيفٌ في الْجَنَّةِ ) قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وصححه الألباني .

25- كون مجموعتك الخاصة :-

المقصود من هذه الفكرة التي أقدمها إليك ستجده في ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية ) . رواه أحمد وأبو داود والنسائي وحسنه الألباني .

لذا لو أن لك مجموعة تذهبون للصلاة في المسجد على سبيل المثال فذلك خير من أن تذهب منفردا حتى لا يقعدك الشيطان أو تقعد نفسك عن الصلاة أو أعمال الخير الأخرى .

26- ذكر الله :-

إنه من أشد العبادات أجرا خاصة في الوقت الذي فيه الناس لاهية فلا تهمل أخي الكريم ذكر الله بعد الصلاة وذكره وأنت تسير وقبل أن تنام وبعد أن تستيقظ فاجعل لسانا رطبا بذكره سبحانه وتعالى واسمع قول الله عز وجل { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} (45) سورة العنكبوت ، والآية تدل على أن ذكر الله عز وجل من أكبر العبادات والطاعات إلى الله عز وجل فهل من ذاكر لله ؟ ، بل إن هناك آية أختم بها هذه الفكرة وهي قوله تعالى { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (35) سورة الأحزاب . يمكنك أن تكون من الذاكرين الله كثير لتفوز المغفرة والأجر العظيم .

27- الاعتكاف في العشرة الأواخر وليلة القدر :-

هنا سأترك المجال للأحاديث تصف لك أهمية الاعتكاف في العشرة الأواخر من رمضان :

فعن عائشة رضي الله عنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) . رواه مسلم .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية ثم أطلع رأسه . فقال ( إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر فمن أعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر فقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر ) . قال فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته أثر الماء والطين والماء من صبيحة إحدى وعشرين . متفق عليه في المعنى واللفظ لمسلم إلى قوله فقيل لي إنها في العشر الأواخر . والباقي للبخاري .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) . رواه البخاري .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله ) . متفق عليه .

ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام العشر كان يقوم الليل ويوقظ أهله لقيام الليل وكان معتكفا وهذا دليل على أهمية هذه الأيام .

28- زكاة الفطر :-

أخرج زكاة الفطر مالا فذلك خير من أن تخرجها سلعا معينة لأن الفقير قد يحتاج مالا ليشتري ملابس جديدة أو أحذية للأطفال أو ما شابه ولا تعطي المال لسفيه ينفق المال على التدخين مثلا ويترك عياله جوعا أو محتاجين .

29- يسارعون في الخيرات :-

قال تعالى { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } (90) سورة الأنبياء ، وقال تعالى { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } (26) سورة المطففين .

فكن مسارعا للخيرات لتنل رضى الله عز وجل وتنافس مع إخوانك في عمل الخير فهذا نعم التنافس ودعك من التنافس على الدنيا ففي هذا التنافس قال عنه رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه ( فوالله لا الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم ) . متفق عليه .

30- كن كالطائرة :-

قد تتعجب من هذه الفكرة ولكني سأشرحها لك حتى تفهم القصد بإذن الله فالطائرة يا أخي حتى تنجح في الإقلاع تمر بعدة عمليات ولأني لست متخصصا ولكني سأشرح الأمر ببساطة شديدة .

أولا تشغيل محركات الطائرة حتى تستعد للحركة ( الاستعداد لرمضان ) .

ثانيا تبدأ في الحركة بعدما يطمئن الطيار على أجزاء الطائرة ( دخول رمضان وأنت على أتم الاستعداد ) .

ثالثا تتحرك الطائرة للذهاب لطريق الإقلاع أو Run Way ( تتحرك في رمضان إلى العشر الأواخر وليلة القدر ) .

رابعا عندما تصل إلىRun Way تتحرك الطائرة بأقصى سرعة لها وضد اتجاه الريح حتى تقلع ( أنت أيضا عليك أن تتحرك بأقصى جهد في العشر الأواخر حتى تنجح في رمضان ) .

كان هذا عرض بسيط لعمل الطائرة والغريب أنها حتى تطير عليها أن تسير بأقصى سرعة وضد اتجاه الريح وأنت حتى تقلع في رمضان وتنجح فيه عليك أن تعمل بأقصى جهدك وضد اتجاه نفسك ورغباتك وشهواتك فهل فهمت الفكرة .

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خصائص رمضانية

اختص الله عز وجل شهر رمضان من بين شهور السنة بخصائص لم تكن لشهر غيره وهذا لأن لهذا الشهر مكانة خاصة عند ربنا سبحانه وتعالى فهيا بنا نتعرف على بعض هذه الخصائص :

الخاصية الأولى :

قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (185) سورة البقرة ، فقد خص الله عز وجل شهر رمضان بأن أنزل فيه القرآن لما له من مكانة عند الله سبحانه وتعالى .

الخاصية الثانية :

قال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } (3) سورة الدخان ، ولقد جعل الله في ذلك الشهر ليلة مباركة وفيها من الخير ما فيها وهذه اللية خير ليلة في السنة كلها وهي خير من ألف شهر .

الخاصية الثالثة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنب ) . متفق عليه .

فمن صام رمضان كله كما ينغي أن يكون الصيام فإن الله سيغفر له كل ما فعله من ذنوب إن شاء الله .

الخاصية الرابعة :

من قام شهر رمضان إيمانا واحتسابا غفر الله له كل ما قد فعله من ذنوب .

الخاصية الخامسة :

من وفقه الله لقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فإن الله سيغفر له ما فعله من ذنوب .

الخاصية السادسة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ) . وفي رواية ( فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ) . وفي رواية ( فتحت أبواب الرحمة ) . متفق عليه .

فيالها من خاصية رائعة تلك التي تجمع بين فتح أبواب الرحمة وأبواب السماء وأبواب الجنة ثم نأتي لهذه الخاصية وهي سلسلة الشياطين وبالتالي لن تجد من يوسوس لك بالحرام فإن وقعت فيما حرمه الله فلا تلومن إلا نفسك .

الخاصية السابعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ) يعني في رمضان ( وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ) قال الألباني صحيح لغيره .

ففي هذا الشهر عند كل ليلة مجموعة من العتقاء فاسأل الله أن تكون منهم ولك دعوة مستجابة إن شاء الله .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا نصوم رمضان

اقترب شهر رمضان ذلك الشهر العظيم ذلك الشهر الذي فيه من الخير ما فيه فدعونا الآن نعرف ونتسائل لماذا نصوم رمضان ؟ .

أصوم رمضان لأن كل الناس تصومه .

أصوم رمضان لأني تربيت على هذا .

أصوم رمضان لأنه شهر الصيام .

أصوم رمضان لأني تعودت على صيامه .

ما رأيك في مثل هذه الإجابات ؟ أتعلم أن هذه النوايا التي قد ذكرتها تحرمك من أجر عظيم ؟ وقد تحرمك من أجر صيام رمضان ؟ لأن النية أخي الكريم قد ترفع من عملك وتؤجر عليه أجرا عظيما وقد تحط من عملك مهما بلغ حتى يكون لا قيمة له عند الله ولا وزن فمثلا لو جئت لتنام فلم تفكر لماذا تنام فنمت فلا أجر لك في شيء ولكنك إن نمت ونويت أنك تنام حتى تقوى على قيام الليل أو عبادة الله فإنك ستؤجر على نومك هذا ، ولو جئت لتأكل فنويت أنك تأكل حتى تقوى على طاعة الله وعبادته والذهاب للمسجد وما إلى ذلك أجرت على أكلك هذا ولذا اقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) متفق عليه ، فبدون النية قد لا تؤجر على عملك الصالح مهما كان عظيما .

في هذه المقالة لا أنبهك فقط للنية في صيام رمضان ولكني أيضا أنبهك لأمر آخر وهو النوايا المتعددة ، فالنوايا المتعددة فيها أجور متعددة أيضا فلا يكفي أن تنوي نية واحدة لصيام رمضان وأمامك عدة نوايا ليزيد الأجر إن شاء الله .

ولنبدأ بالإجابة على السؤال الذي قد طرحناه آنفا وهو لماذا نصوم رمضان ؟ .

النية الأولى :

قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (183) سورة البقرة ، كتب عليكم أي أن الله قد فرض علينا الصيام ولذا نصوم رمضان طاعة لله عز وجل وأيضا حتى تريد تقوى الله في قلوبنا حيث قال ربنا لعلكم تتقون .

النية الثانية :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ) متفق عليه .

إذن أجر الصائم متروك لله عز وجل وهو من يعطيك أجرك فلماذا لا تصوم لتأخذ أجرا عظيما من الله عز وجل وتنوي هذا ؟ .

النية الثالثة :

من الحديث السابق الصيام جنة ومعنى جنة أي حماية من النار ودل على ذلك أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الصيام جنة وحصن حصين من النار ) حسنه الألباني ، فلماذا لا تصوم بنية أن تحمي نفسك من النار ؟ .

النية الرابعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان ) . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

فيمكنك أن تصوم بنية أن يشفع لك صيامك هذا يوم القيامة إن شاء الله .

النية الخامسة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ) متفق عليه .

فتخيل أن صيام اليوم الواحد لله يبعدك عن النار 70 سنة فما بالك بثلاثين يوما ؟ فلك أن تنوي بصيامك هذه النية .

النية السادسة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ) . رواه أحمد ( صحيح الترغيب والترهيب ) ، فلماذا لا تنوي دخول الجنة بصيامك هذا ؟ .

النية السابعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة واللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ) . فقال أبو بكر ما علي من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال ( نعم وأرجو أن تكون منهم ) متفق عليه .

فلماذا لا تنوي أن تكون من أهل الصيام ؟ فتصوم رمضان كما ينبغي أن يكون الصيام وتصوم بعد رمضان أيضا حتى تكون حقا من أهل الصيام ؟ .

النية الثامنة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .

فما رأيك أن تصوم رمضان مؤمنا بأنه فرض ومحتسبا على الله أجرك وحتى يغفر الله لك ما فعلته من ذنوبك الفائتة كلها ؟ .

النية التاسعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة ) رواه ابن ماجة ، فما رأيك أن تنوي أن يعتقك الله بصيامك هذا عند كل فطر ؟ .

النية العاشرة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) رواه البيهقي ، فما يمنعك أخي الكريم من أن تنوي بصيامك أن تكون من هؤلاء ؟ .

تلك عشرة كاملة لمن أراد أن يزيد من أجره إن شاء الله عز وجل وربما زاد أحد القراء نوايا أخرى فكل ما عليك هو أن تكتب تعليقا وتضع فيه النية التي خطرت ببالك .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته