الخميس، 30 أكتوبر 2008

لماذا نصوم رمضان

اقترب شهر رمضان ذلك الشهر العظيم ذلك الشهر الذي فيه من الخير ما فيه فدعونا الآن نعرف ونتسائل لماذا نصوم رمضان ؟ .

أصوم رمضان لأن كل الناس تصومه .

أصوم رمضان لأني تربيت على هذا .

أصوم رمضان لأنه شهر الصيام .

أصوم رمضان لأني تعودت على صيامه .

ما رأيك في مثل هذه الإجابات ؟ أتعلم أن هذه النوايا التي قد ذكرتها تحرمك من أجر عظيم ؟ وقد تحرمك من أجر صيام رمضان ؟ لأن النية أخي الكريم قد ترفع من عملك وتؤجر عليه أجرا عظيما وقد تحط من عملك مهما بلغ حتى يكون لا قيمة له عند الله ولا وزن فمثلا لو جئت لتنام فلم تفكر لماذا تنام فنمت فلا أجر لك في شيء ولكنك إن نمت ونويت أنك تنام حتى تقوى على قيام الليل أو عبادة الله فإنك ستؤجر على نومك هذا ، ولو جئت لتأكل فنويت أنك تأكل حتى تقوى على طاعة الله وعبادته والذهاب للمسجد وما إلى ذلك أجرت على أكلك هذا ولذا اقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) متفق عليه ، فبدون النية قد لا تؤجر على عملك الصالح مهما كان عظيما .

في هذه المقالة لا أنبهك فقط للنية في صيام رمضان ولكني أيضا أنبهك لأمر آخر وهو النوايا المتعددة ، فالنوايا المتعددة فيها أجور متعددة أيضا فلا يكفي أن تنوي نية واحدة لصيام رمضان وأمامك عدة نوايا ليزيد الأجر إن شاء الله .

ولنبدأ بالإجابة على السؤال الذي قد طرحناه آنفا وهو لماذا نصوم رمضان ؟ .

النية الأولى :

قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (183) سورة البقرة ، كتب عليكم أي أن الله قد فرض علينا الصيام ولذا نصوم رمضان طاعة لله عز وجل وأيضا حتى تريد تقوى الله في قلوبنا حيث قال ربنا لعلكم تتقون .

النية الثانية :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ) متفق عليه .

إذن أجر الصائم متروك لله عز وجل وهو من يعطيك أجرك فلماذا لا تصوم لتأخذ أجرا عظيما من الله عز وجل وتنوي هذا ؟ .

النية الثالثة :

من الحديث السابق الصيام جنة ومعنى جنة أي حماية من النار ودل على ذلك أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( الصيام جنة وحصن حصين من النار ) حسنه الألباني ، فلماذا لا تصوم بنية أن تحمي نفسك من النار ؟ .

النية الرابعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان ) . رواه البيهقي في شعب الإيمان .

فيمكنك أن تصوم بنية أن يشفع لك صيامك هذا يوم القيامة إن شاء الله .

النية الخامسة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ) متفق عليه .

فتخيل أن صيام اليوم الواحد لله يبعدك عن النار 70 سنة فما بالك بثلاثين يوما ؟ فلك أن تنوي بصيامك هذه النية .

النية السادسة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من قال لا إله إلا الله ختم له بها دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ) . رواه أحمد ( صحيح الترغيب والترهيب ) ، فلماذا لا تنوي دخول الجنة بصيامك هذا ؟ .

النية السابعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة واللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ) . فقال أبو بكر ما علي من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟ قال ( نعم وأرجو أن تكون منهم ) متفق عليه .

فلماذا لا تنوي أن تكون من أهل الصيام ؟ فتصوم رمضان كما ينبغي أن يكون الصيام وتصوم بعد رمضان أيضا حتى تكون حقا من أهل الصيام ؟ .

النية الثامنة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .

فما رأيك أن تصوم رمضان مؤمنا بأنه فرض ومحتسبا على الله أجرك وحتى يغفر الله لك ما فعلته من ذنوبك الفائتة كلها ؟ .

النية التاسعة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة ) رواه ابن ماجة ، فما رأيك أن تنوي أن يعتقك الله بصيامك هذا عند كل فطر ؟ .

النية العاشرة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ) رواه البيهقي ، فما يمنعك أخي الكريم من أن تنوي بصيامك أن تكون من هؤلاء ؟ .

تلك عشرة كاملة لمن أراد أن يزيد من أجره إن شاء الله عز وجل وربما زاد أحد القراء نوايا أخرى فكل ما عليك هو أن تكتب تعليقا وتضع فيه النية التي خطرت ببالك .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك