الخميس، 30 أكتوبر 2008

العادة السرية وكيفية الخلاص منها

العادة السرية ( الاستمناء ) هي مشكلة تتعلق بالشباب وقد يقع فيها بعض الشباب دون أن يدري أنه يفعلها ولهذا سنقوم بتعريفها وتبيان حكمها في الدين ؟ وهل تسبب مشاكل صحية ؟ وكيفية الإقلاع عنها لمن وقع فيها ؟ .

أولا: معنى العادة السرية :-

هي وسيلة يتخلص بها الشباب من الشهوة الجنسية وذلك عن طريق إثارة الأجهزة التناسلية سواء للفتى أو الفتاة وتنتهي بإخراج السائل المنوي عند الرجل أو ماء المرأة عند المرأة .

هل تسبب العادة السرية للفتاة فقدان غشاء البكارة عندها ؟ .

ربما يحدث هذا وذلك عن طريق الوسيلة المستخدمة في العادة السرية فإن استخدمت الفتاة عصا أو شيئا صلبا كإصبعها وأدخلته في فرجها فربما فقدت غشاء البكارة أما غير ذلك فلا يحدث شيء إن شاء الله .

ثانيا : حكم العادة السرية :-

يقول جمهور العلماء ( معظم العلماء ) هي حرام واستدلوا على هذا بقول الله تعالى في سورة المؤمنون { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } سورة المؤمنون الآيات 7،6،5. العادون أي المعتدون وبهذه الآية استدل جمهور العلماء ومنهم الشافعي على تحريم العادة السرية (الاستمناء) .

وهنا وضحت الآية أن للمسلم أن يستمتع بزوجته أو أمته ( جاريته ) أما أن يستمتع بطريق غير هذا فقد اعتدى .
وفي الحديث عن عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :ـ ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه .

ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يستطع الزواج عليه بالاستمناء بل فعليه بالصوم .

وعلى هذا فالاستمناء ( العادة السرية ) محرم ولا يجوز فعله شرعا وهو الرأي الراجح والله أعلم .

ومن العلماء من أجاز فعلها لمن خشي على نفسه أن يقع في الزنا بمعني أنه سيزني لا محالة لو لم يفعلها وليس معناه أن يفعلها لمجرد أن ثارت شهوته .

ثالثا : العادة السرية من الناحية الطبية :-
المشكلة في ممارسة " العادة السرية " تظهر في آثارها على المدى المتوسط والبعيد ، فهي تسكين مؤقت وخادع للشهوة ، وهي في الوقت ذاته تدريب مستمر ومنظم على إشباع جنسي غير المنشود ، والمشبع بالجماع الكامل .

إذا العادة السرية تخلق مشكلة من حيث تريد أن تقدم حلاً

ولكن ماذا أفعل في هذه الطاقة التي تملأ جسدي، والخيالات التي تداعب ذهني؟! هنا والآن في هذه المرحلة التي أعيشها .

وهذه الطاقة هي طاقة النمو، وطاقة النضج، وطاقة الحياة.. والحياة ليست جنساً فقط‍‍‍‍ ! .

صحيح أن الجنس يمثل موضوعاً مثيراً في مرحلة الشباب بخاصة، وهذا أمر طبيعي يتفق مع هذه المرحلة العمرية، لكنه ينبغي ألا يكون الاهتمام الأوحد .

إذا كنا نرى أن المصادرة على الاهتمام بالجنس في هذه السن أمر غير صحي، وغير إنساني، فإننا أيضاً نرى أن هذا الاهتمام ينبغي أن يأخذ أشكالاً واعية تشمل المعرفة العلمية بدلاً من الجهل المستشري. كما نرى أن الاقتصار على الجنس اهتماماً يشغل كل التفكير أمر غير سوي من ناحية أخرى .

الفراغ هو عدونا الأول فلا ثقافة هناك ولا رياضة ولا فنون ولا علوم ولا أدب ولا هدف للحياة ولا وجهة والنتيجة أن الشباب من حيث هو حب للمعرفة واقتحام الجديد ومن حيث هو القدرة على المغامرة والهمة على الفعل تتمحور كل طاقاته حول الجنس وبشكل بدائي فج .

ذهب بعض الفقهاء إلى أن الاستمناء أفضل من الزنا والعفة خير منهما

ويمكن القول أن من أسباب انتشار العادة السرية بين الشباب هو الجهل بهذه العادة وأنها حرام حيث يلجأ الشباب للصحبة الفاسدة التي تشجعهم على فعل العادة السرية بزعم أن من يفعلها فهو رجل وأصبح رجلا ويفعلها الشباب بجهل شديد نتيجة تقصير الآباء في تبصير أبنائهم من الصبية أو الفتيات بطريقة حكيمة وأن فعل هذه الأمور محرم ومضر بالمرء ولكن الآباء والأمهات يخطئون من حيث أرادوا أن يصيبون إذ أنه قد يقع الشاب في مثلها ولا يجد من يقول له لا تفعل هذا أو يحذره منها وذلك نتيجة لحياء والده أن يخبره وهو في أشد الحاجة لأن يعلم هذا حرام ويلجأ إلى صاحب له يسأله عنها وهذا الصاحب قد يفتقد القدرة على إيصال المعلومة بطريقة صحيحة فيشجع هذا الشاب أيضا أن يفعلها وهكذا .

المشكلة أن الكثيرين ينظرون إلى الجنس بأنه ممنوع الكلام فيه ولا يجرؤ أحد من الأبناء أن يسأل أباه عن شيء متعلق بالجنس وكذلك البنات يفعلن مع أمهاتهن وهذه تربية أضرت بالشباب عامة وكانت من أهم النقاط التي ساهمت في انتشار العادة السرية ، فالشاب يحتاج أن يكون أباه صديقا له يستشيره في أمور حياته ويتعامل معه كصديق وليس مجرد خزانة أو بنك يأخذ منه المال وفقط .

رابعا : كيفية الإقلاع عنها :-

قبل أن نتحدث عن الطرق علينا أن نستعين بالله في صلاتنا وندعوه أن يحمينا ويجنبنا العادة السرية أو أي عادة أخري سيئة كالتدخين مثلا فلنتوكل على الله وندعوه ونستعين به فهو على كل شيء قدير ولن يردك إن شاء الله إن طلبت رضاه وطاعته...

ولكي نستطيع أن نقلع عنها بإذن الله بسهولة يمكننا تتبع الخطوات التالية:-

1 - درب نفسك على مقاومة هوى نفسك :
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } (28) سورة الكهف .

وقال الله عز وجل : { أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا } (43) سورة الفرقان .

قيل: "اتخذ إلهه هواه" أي أطاع هواه. وقيل لا يهوى شيئا إلا أتبعه، والمعنى واحد. "أفأنت تكون عليه وكيلا" أي حفيظا وكفيلا حتى ترده إلى الإيمان وتخرجه من هذا الفساد .

والمقصود ألا تتبع الهوى فتضل عن الطريق المستقيم فكيف يمكنك أن تقاوم نفسك وتكون أنت المتحكم فيها وليست هي من تتحكم فيك ؟ .

المسألة عبارة عن تدريب بسيط يمكنك عن طريقه أن تتحكم بنفسك بسهولة إن شاء الله والتدريب هو أن تمنع نفسك من شيء تشتهيه نفسك بمعنى أنك مثلا تريد أن تأكل أكلة معينة ( تأكلها بين الحين والحين ) وتشتهيها نفسك فتذوق منها لتزداد شهيتك للأكلة ثم توقف عن أكل هذه الأكلة مع أن نفسك تلح عليك أن تأكلها إلا أنك ستتوقف عن أكلها وكرر هذا الأمر مع أكلات أخرى ثم مشروبات ومثلا توضأ بالماء البارد رغم أن نفسك تريد أن تتوضأ بماء دافئ ولكن لتجبر نفسك على شيء أنت تريده ، أو تريد أن تنام وإذا نمت فلن تصلي صلاة العشاء أو أو أو فعليك أن تجبر نفسك على الاستيقاظ حتى تصلي وهكذا .

لا نقول لك أن تصاب بأنيميا بسبب عدم الأكل ولكن انظر لما تشتهيه نفسك وابتعد عنه أو قاومه ولكن لا تقاوم كل الأكل وإنما أكلة معينة تشتهيها نفسك بشدة وعود نفسك أنك إذا أكلت لا تشبع مع أن هواك ورغبتك يريدان أن تشبع .

إن استطعت أن تقاوم نفسك ووجدت أنك وصلت لمرحلة عالية جدا من مقاومة النفس ( مجاهدة النفس ) فإنك ستستطيع أن تقاوم شهواتك الأخرى وستستطيع أن تتوقف عن العادة السرية حتى وإن ثارت شهوتك لأنها ثارت (شهوة البطن) من قبل على الطعام ولم تأكله وثارت على الشرب ولم تشرب منه وإذا اشتهيت العادة السرية فلن تفعلها لأنك أصبحت أنت الذي تتحكم في نفسك وليست هي من تتحكم فيك .

2 ـ تتدرج في الإقلاع عن العادة السرية :
فإن كنت ممن يفعلها كل يوم عدة مرات فقل لنفسك أنك لن تفعلها إلا مرة واحدة كل يوم ثم كل يومين ثم مرة في الأسبوع ثم مرة كل أسبوعين ثم الإقلاع عنها تماما وذلك بعد أن تكون مستمرا في تدريب نفسك على مقاومة هوى نفسك .

3 ـ غض البصر :
يقول الله عز وجل: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } (30) سورة النــور .

هكذا أمرنا الله ولا يعقل أن يأمرنا الله بشيء ليس فيه مصلحة لنا ثم تخيل أخي الفاضل أن من تنظر إليها هذه أختك هل ترضى أن ينظر أحد لأختك بالنظرة التي تنظر بها أنت لهذه الفتاة أو تلك؟ فإن قلت لا فاعلم قوله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) . متفق عليه .

وهو لا يقل أهمية عمن سبقوه إذ أنه لا يعقل ألا يشتعل البنزين بغير نار أو حرارة وكذلك شهوتك لا يعقل أن تثار بغير نظرة محرمة تتذكرها أو رأيتها فهو أساس في عملية الإقلاع عن العادة السرية ويمكنك غض البصر بسهولة إذا استطعت أن تدرب نفسك كما ذكرنا آنفا .

4 ـ القضاء على وقت الفراغ ( فيما ينفع ) :
لو نظرنا لحال من يفعل العادة السرية سنجد عنده وقت فراغ أدى هذا الوقت إلى أنه يتخيل و يفكر في الجنس وأنه يفعل ويفعل ويفعل ثم يفعل العادة السرية في النهاية ما رأيك لو قضيت وقت فراغك في القراءة أو الخروج أو أن تمارس رياضة ما أو هواية ما بحيث أنك تقضي في النهاية على هذا الوقت واقضيه فيما ينفع وتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ ) . رواه البخاري .

( مغبون فيهما ) أي ذو خسران فيهما. فاعلم أنك في خسارة إذا لم تكن تستنفع من وقتك هذا وقد اقتربت الامتحانات للطلبة وهي فرصة للانشغال بالدراسة وعدم التفكير في هذه العادة أو التفكير في ما يثير الشهوة .

5 ـ الصحبة الصالحة :
الصحبة الصالحة لها دور معين في القضاء على هذه العادة السرية فالذي يفعلها سيتشجع وسيقوى أمام نفسه لكي يتخلص من هذه العادة والصحبة الفاسدة تزيد من استمرارية فعلها .

6 ـ عدم اليأس :
لا يجب على الذي يريد أن يتوقف عن هذه العادة أن ييأس إذا فشل في الإقلاع عنها عدة مرات وعليه أن يحاول مرات ومرات إلى أن تكف عنها وتتخلص منها ويمكنك هذا إن شاء الله وسأضرب لك مثالا عن نفسك فأنت عندما كنت طفلا صغيرا وكنت تزحف على يديك ورجليك حاولت عدة مرات أن تمشي على رجليك فقط كما يفعل والديك ولكنك فشلت مرات ومرات لتفعل هذا ولكنك في النهاية وقفت على قدميك فاليأس إذا أصابك عند الإقلاع عن العادة السرية فمصدره الشيطان فاعلم أنه لا يأس وأن الإقلاع عنها وعن أي عادة سيئة ليس بالمستحيل أبدا والله أعلم .

7 ـ التوبة إلى الله عز وجل من العادة السرية :
وسؤاله عز وجل أن يعينك في الإقلاع عنها وإن عدت إليها فتب مرة أخرى وإن عدت فتب مرة أخري إلى أن تتوب منها وتنتهي منها وإما أن تمل أنت منها فتتوقف عنها .

8 ـ عليك بمساعدة الآخرين ممن يفعلوها :
وذلك بأن تنصحهم سواء كنت ممن يفعلها أو لا فحديثك مع الناس عنها أنها عادة سيئة ويجب الإقلاع عنها سيؤثر عليك ويجعلك تكرهها أيضا وبالتالي الإقلاع عنها بسهولة .

9 ـ الصوم والزواج ( ما تستطيع فعله منهما ) :
فقد وصى رسول صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر.. وأحصن للفرج، ومن لم يستطيع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) .

والصوم لغة الامتناع، وهو هنا ليس الامتناع عن الطعام والشراب فحسب، بل عن كل مثير ومهيج، ومن ثم صرف الاهتمام إلى أمور أخرى وهو وسيلة للإقلاع عنها فمثلا:

الطاقة البدنية في حاجة إلى استثمار في أنشطة تبنى الجسم الصحيح وتصونه فمارس رياضة مثلا .

والطاقة الذهنية في حاجة إلى استثمار في أنشطة تشبع حاجات العقل .

والطاقة الروحية في حاجة إلى استثمار بالعبادة وغيرها .

وفي عصر الانترنت لا عذر لمقصر عن متابعة اهتماماته الجادة، فأنت تعقد الصفقات، وتقيم الصداقات، وتتطلع على الثقافات، وتجوب العالم، وأنت على مقعدك، فتعرف على العالم، والمعرفة أوسع من مجرد حصة في مدرسة، أو محاضرة في جامعة، عسى أن تمر هذه المرحلة التي تعيشها من العمر على أفضل وجه من استثمار لكل الطاقات لا تبديدها أو تجاهلها كل هذه الطرق وسيلة للإقلاع عنها إن شاء الله .

10 ـ البعد عن أماكن الفتن :
والمقصود أن تبتعد عن كل مكان تتأذى فيه أو يكون فيه نساء متبرجات مثلا لا تذهب للسباحة في مكان به نساء يسبحن معك أو على أحد الشواطئ أو تذهب لمشاهدة الأفلام الهابطة الساقطة سواء كانت عربية أو أجنبية وعليك إنزال البرامج التي تمنع المواقع الخليعة من الظهور أو تمنعك أنت من دخولها كذلك لا تترك نفسك وحيدا في البيت إذا كان هذا يشجعك أن تبحث عن المواقع الإباحية على الانترنت أو تشغل أفلاما جنسية أو ما شابه .

11 ـ احذر من هذه الأمور :
لا تنم في سريرك وأنت لست بحاجة إلى النوم ولا تنم على بطنك وإن أردت أن تستريح فاسترح على كرسي أو أي شيء آخر ولكن لا تلقي بنفسك على سريرك ولا تنم وأنت لا ترتدي شيئا فوق السرة .
اجعل دخولك الحمام والخروج منه بأسرع وقت ممكن فمثلا ضع زمنا لدخولك الحمام والخروج منه بحيث تفعل كل شيء بسرعة ولا تفكر في عمل العادة السرية .
لا تفكر أو تتخيل أنك متزوج أو تفكر في أنك تفعل الجنس لأن هذا سيثير شهوتك وبالتالي سيؤدي إلى فعل العادة السرية .

12 ـ رد الفعل الممتاز :
ربما تتخذ كل السبل للإقلاع عن هذه العادة السرية ولكنك مازالت تفعلها فما رد فعلك على هذا ؟ بالتأكيد لن يكون الإحباط ولا اليأس من رحمة الله ولكن هناك سبيل أكثر من رائع في ذلك وهو أنه كلما تفعل هذه العادة قم بعمل عظيم تؤجر عليه فمثلا اقرأ جزءا من القرآن الكريم أو تصدق بمالك أو صل رحمك وبهذا فأنت ستجعلك الشيطان يساعدك على الإقلاع عن هذه العادة أو على الأقل يكف عن إثارة شهوتك ولا تتهاون أبدا أبدا في أن تفعل ذلك بعد كل مرة تفعل فيها العادة السرية لأن الشيطان إن علم أنك جاد فيما تفعله فإنه بالفعل سيحاول جاهدا أن ينسيك هذه العادة لأنه لا يريدك أن تأخذ أي حسنة يريدك معه في النار .

وتذكر قول الله عز وجل { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذاكِرِينَ } (114) سورة هود . نعم إن الحسنات يذهبن السيئات فكلما فعلت هذه العادة افعل أقصى ما تستطيع من الحسنات لتذهب عنك السيئات إن شاء الله .

وإذا حدث أن ثارت شهوتك فعليك أن تخرج من البيت وتبدأ في التفكير في شيء يشغلك كدراسة أو عمل أو أو أو المهم أن تنسى ما أنت فيه من إثارة وعليك أيضا أن تفكر في أنك لا تريد أن تهن نفسك بهذه المعصية ولا تريد أن تذل نفسك بهذه المعصية بعد ذلك فأنت أقوى منها .

إن وجدت أن هذه الأمور من الصعب الصبر عليها فنذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : )سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ) . متفق عليه .

ألا تريد أن تكون شاب نشأ في طاعة الله لتكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، فأنت تقول ( من جد وجد ومن زرع حصد ) وتقول ( ربنا بيقول إسعى يا عبد وأنا أسعى معاك ) وتأخذ بهذه القواعد في الدنيا لتحصيل الرزق والنجاح في العمل فلماذا لا تطبقها على الآخرة؟ أم أنك تريد أن تدخل الجنة بغير عمل ولا جهد ولا صبر؟ ألم تسمع قول رسول الله صلى عليه وسلم ( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ) قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقال الشيخ الألباني صحيح .

ومعنى أدلج أي خرج مبكرا والمقصود هو أن يسارع المرء في الطاعة مبكرا فمن خاف من الله أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ثم انظر لوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للجنة هي سلعة وانظر لكلمة غالية فهلا دفعت الثمن ؟ .
وانظر لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ). رواه مسلم . ففي الدنيا تجد أنك مقيدا بأوامر ونواهي افعل ولا تفعل وهذا قد يشق على المرء وقد تجد نفسك تسير في اتجاه معاكس لما يسير عليه الناس تجد نفسك وحيدا غريبا كأنك في سجن فهذا هو المؤمن فلا تتأخر في الإسراع بالإقلاع عن العادة السرية .

وعن أمراض العادة السرية وأخطارها على الصحة نقول اختلف فيها علماء الطب ما بين مقر بضررها على الجسم وبين منكر ولكن في النهاية هي تؤثر تأثيرا نفسيا خطيرا جدا وهذا معروف بالتجربة العملية وهذا التأثير هو عدم قدرة الرجل على أن يحقق الإشباع اللازم لزوجته أثناء المعاشرة الزوجية وهو أيضا لن يصل لهذا الإشباع وذلك لأنه عود نفسه على طريقة معينة في خيالاته بسبب العادة السرية لا يجدها في الواقع وبالتالي سيؤثر على زوجته من هذه الناحية وهذه مشكلة كبيرة يجب أن يحذر منها الشباب حتى لا يكونوا هكذا .

وبمجرد الإقلاع عن العادة السرية من الزوج أو الزوجة سيحقق مع زوجته الإشباع المطلوب إن شاء الله .

وللعلم لا يوجد مانع شرعي إن شاء الله من أن يستمنى الرجل بيد زوجته أو العكس طالما أن الزوجة طرف في هذه المسألة وبهذا لا يكون الزوج قد وقع في نهي أو اعتداء كما بينته الآية والله أعلم .

الأدلة على حكم العادة السرية

من كتاب الأم للشافعي : يقول الشافعي في كتابه الأم في باب الاستمناء ما نصه: ( قال الله عز وجل والذين هم لفروجهم حافظون ثم إلا على أزواجهم قرأ إلى العادون قال الشافعي فكان بينا في ذكر حفظهم لفروجهم إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم تحريم ما سوى الأزواج وما ملكت الأيمان وبين أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم ثم أكدها فقال عز وجل فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون فلا يحل العمل بالذكر إلا في الزوجة أو في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء والله تعالى أعلم ) .

وفي كتاب المغني لابن قدامة عندما كان يتحدث عن الصائم وحكم تقبيله لزوجته وهكذا فقال فيمن يستمنى أي يفعل العادة السرية ما نصه :( ولو استمنى بيده فقد فعل محرما ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل فإن أنزل فسد صومه لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة ) .

ومن كتاب الفتوى لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية ما نصه : سئل رحمه الله عن الاستمناء ؟ .

فأجاب أما الاستمناء فالأصل فيه التحريم عند جمهور العلماء وعلى فاعله التعزير ( التَّعْزِيرُ: ضرب دون الـحدّ لِـمَنْعِه الـجانِـيَ من الـمُعاوَدة ورَدْعِه عن الـمعصية ) وليس مثل الزنا والله أعلم .

وسئل رحمه الله تعالى عن الاستمناء هل هو حرام أم لا ؟ .

فأجاب أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء وهو أصح القولين في مذهب أحمد وكذلك يعزر من فعله وفى القول الآخر هو محرم وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ( أي الخوف من الزنا ) ولا غيره ونقل عن طائفة من الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة مثل أن يخشى الزنا فلا يعصم منه إلا به ومثل أن يخاف أن لم يفعله أن يمرض وهذا قول أحمد وغيره وأما بدون الضرورة فما علمت أحدا رخص فيه والله أعلم ) .

ومعنى العنت والتعزير يمكنك أن تجدهما في كتاب لسان العرب .

أما عن جواز الاستمناء بيد الزوجة فأنقل لكم ما قاله شيخ الإسلام أحمد بن تيمية في فتاوى بن تيمية عندما كان يتحدث عما يجوز للرجل أن يستمتع به من زوجته وهي نفساء أو حائض ما نصه : ( له أن يستمتع من الحائض والنفساء بما فوق الإزار وسواء استمتع منها بفمه أو بيده أو برجله فلو وطئها واستمنى جاز ولو استمتع بفخذيها ففي جوازه نزاع بين العلماء والله أعلم ) .

وفي كتاب كشاف القناع لمنصور بن يونس قال : ( وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت على أي صفة كانت.... وله الاستمناء بيدها ) .

ويمكنك قراءة فتوى الدكتور محمد سعيد حوى أستاذ علوم الحديث بالجامعات الأردنية من هذا الموقع .

وفتاوى أخرى على هذا الموقع الإسلامي:-

إن وجدت هذا الموضوع مهم فقم بإرساله لغيرك حتى يعم النفع إن شاء الله عز وجل .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك