الخميس، 30 أكتوبر 2008

ممن نأخذ ديننا

لا شك أننا الآن نعيش في عصر لا يعرف فيه الناس دينهم لما يجدونه من تصادمات بين الفتاوى بعضها ببعض فيجدون مثلا من يقول إن سماع الأغاني حراما ثم في مكان آخر يجدون من يقول إن سماع الأغاني حلال والإسلام دين يسر وليس بعسر وهو دين الوسطية فلا يعقل أن تكون الأغاني حراما !! .

ولسنا نعاني من مثل هذه التصادمات فحسب بل بدأنا نواجه نوعا من الهجوم على ثوابت الدين فخرج إلينا من يدعي بأن النقاب ليس من الدين في شيء بل وخرج علينا بعض من يدعون أنهم علماء ليعلنوا أنهم يشمئزون من النقاب الذي كان لباس أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، ثم خرج علينا بعد ذلك من يدعي إن الحجاب ليس من الدين في شيء وأن الحجاب المطلوب من المرأة هو الحشمة فيجب أن تخرج المرأة محتشمة ولكن لا داعي لأن تغطي رأسها أو باقي جسدها فهذا سيحرمها من الشمس الجميلة .

وآخر البدع المستحدثة الآن هو من يخرج ليقول بجواز القُبل بين الشاب والفتاة وذلك لأنهم لا يجدون طريقة للزواج وعليه فما المانع أن نيسر عليهم بالسماح لهم بالقبلات والأحضان ؟!! .

إذن نحن الآن كمسلمين وكشباب مسلم خاصة نواجه تحديات وهجمات تريد هدم ديننا وتقضي على هويتنا فنكون مسخا للغرب أو الشرق ولا نكون أبدا شبابا مسلما كما يحب الله ويرضى .

دعوني الآن أضع بين أيديكم مجموعة من القواعد تكن لكم نبراسا يضيء لكم الطريق وتكن لكم طوق نجاة ينجيكم من هذا البحر الهائج الذي سيغرقنا جميعا إن لم نستيقظ في الوقت المناسب .

أولا :- التمسك بكتاب الله عز وجل .

وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أَبْشِرُوا ، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفَهُ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا. رواه الطبراني ، فالتمسك بكتاب الله عز وجل يعني نجاتنا في هذا البحر المتلاطم الذي نعيش فيه .

ثانيا :- النبي صلى الله عليه وسلم هو أعلم الناس بمراد الله عز وجل إذ يقول ربنا تبارك وتعالى { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل. فالنبي صلى الله عليه وسلم مأمور بأن يبين للناس ما نُزل إليهم فهو أعلمنا بمراد الله عز وجل .

وعن جابر رضي الله عنه قال حينما كان يتحدث عن كيفية حج النبي صلى الله عليه وسلم قال " وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ " . رواه مسلم .

ثالثا :- شرائع الله عز وجل ملزمة للإنس والجن والعبد والحر والذكر والأنثى إلا أن يأتي دليل يفرق بين الذكر والأنثى مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةً عَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَوْ امْرَأَةٌ أَوْ صَبِيٌّ أَوْ مَرِيضٌ ) . رواه أبو داود .

رابعا :- شرائع الله محكمة وما نُسخ منها فقد نسخ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بموته فقد استقرت هذه الشريعة واكتمل الدين وانقطع الوحي فليس لأحد أن يزيد فيه شيء بغير استدلال منه فمثلا يقيس على مسألة من المسائل بما ورد في دين الله عز وجل أو أن يقول ذلك مستحبا ومستدلا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا وليس لأحد أن ينقص من دين الله شيء أو يبدل شيء مكان شيء أو يأتي بشريعة جديدة فلقد قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } (3) سورة المائدة.

خامسا : هناك أوامر في شرع الله جعلها الله دائرة على علل والعلة هي ما يستلزم وجودها الوجوب وعدمها العدم أي أنها تدور مع المعلول وجوبا وعدما ، فالأحكام التي جعلها الله مبنية على وجود علة قد جعلها الله عز وجل منصوصة في الشرع وهذه العلة تختلف عن العلة التي يستنبطها أهل العلم ليقيسوا عليها ومن أمثلة هذه العلل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ) رواه مسلم وغيره ، فإذا وُجد الإسكار وُجد التحريم فلو أنك تأكل شيكولاتة مثلا وتعلم أنها تُسكر لو أكلت منها كثيرا فهي خمر وهي حرام فإن انعدم الاسكار انعدم التحريم .

سادسا :- يجب على كل مسلم أن يتدبر قول الله عز وجل { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } (115) سورة النساء . ولن يستطيع المرء أن يتبع سبيل جميع المؤمنين إلا لو كانوا متفقين على أمر واحد وهذا دليل على أنه لا يجب أبدا مخالفة الإجماع .

ويجب علينا أيضا أن ننظر لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء المهديين من بعده فنتبعهم على ما اتبعوا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) . رواه أبو داود وغيره .

فإياكم ومستجدات الأمور في دين الله فما لم يكن دينا في الماضي فلن يكون دينا الآن وما كان حراما في الماضي فلن يكون حلالا الآن وما كان حلالا في الماضي فلن يكون حراما الآن .

ولقد زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة فقَالَ ( خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ) قَالَ عِمْرَانُ فَمَا أَدْرِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَوْلِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ( ثُمَّ يَكُونُ بَعْدَهُمْ قَوْمٌ يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ ) .رواه البخاري ومسلم ، والسمن هو الانشغال بالدنيا .

ونحن الآن نعيش في زمن يبدو فيه من يلتزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم شخصا غريبا بل لعل الناس تسخر منه إن رأته ملتحيا ويلبس القميص ويقصر من ثيابه حتى لا يكون مسبلا وربما وصفوه أنه أتي إليهم من العصر الحجري أو ما شابه وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) .رواه مسلم .

فهل سيعود الإسلام غريبا بين عشية وضحاها ؟ . بالطبع لا فإن العلم سيرفع وإن الجهل سيظهر وينتشر بين الناس حتى إذا جاء أحد الناس ليقول إن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا وجدت الناس متعجبين من هذه السنة وإن قال أحد الناس أن هذا الأمر من البدع في الدين فتجد الناس تتعجب أيضا ويعتبروه يخرف فما تفسير ذلك ؟ .

تفسير ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَفْشُوَ الزِّنَا وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَتَبْقَى النِّسَاءُ حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ ) . رواه مسلم .

فيظهر الجهل شيئا فشئيا وليس مرة واحدة وأيضا يدل على ذلك قوله صلوات ربي وسلامه عليه إذ يقول ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) . متفق عليه .

فغربة الإسلام ستكون بنقض جزئيات الإسلام الواحدة بعد الأخرى وفي ذلك يقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ ) .رواه أحمد وغيره .

فتغيب جزئية أو تُحدث بدعة فتصير سنة فإذا أنكر أهل الحق هذه البدعة قال الناس هؤلاء مبتدعة وهذه هي الغربة والعلماء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

فمثلا يطلع علينا أحد الذين يقال عنهم بأنهم مفكرين إسلاميين أو شيوخ مستنيرين فيقول إن التصوير بكل أشكاله حلال وإنه كان حرام في عهد النبي وذلك خشية أن يعبدوا التماثيل التي ينحتونها ونحن الآن في العصر الواحد والعشرين فيجوز لنا التصوير بكل أشكاله أو يقول أحدهم إن الختان كان عادة قبلية ولا يصح في عصرنا هذا أن نختن الفتيات أو يقول قائل إن الحجاب ليس المقصود به تغطية المرأة سائر جسدها ولكن المقصود منه هو الحشمة وفقط وهذا عبث يؤدي إلى ضياع الشرائع .

عليك أن تجلس حين تجلس لتسمع من أحد المشايخ أن تنظر فيما يقول فلو وجدته يستدل بقول الله وقول رسوله الكريم ثم أقوال أهل العلم فلتعلم أنك إن شاء الله لست من الذين توعدتهم هذه الآية { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } (115) سورة النساء .

أما إن وجدته يتحدث بأنه ليس من المنطق وليس من الحضارة أن نفعل كذا وكذا مع علمك أن هناك أحاديث بغير ما يدعي فاعلم أنه يسلك غير سبيل المهتدين ولتبتعد عنه .

سابعا : لا يُعْرَف الحق بالرجال ولكن يُعرف الرجال بالحق .

هذه قاعدة من الأهمية بمكان وهي تعني أننا نعرف أهل الحق باتباعهم للحق وليس لأنهم مشهورين أو دعاة أو علماء فمثلا لو رأينا أحد الدعاة المشهورين قام يصافح أحد النساء الأجنبيات فهل نقول إن مصافحة النساء الأجنبيات حلال لأن ذلك الداعي إلى الله قد قام بذلك ؟ ولو قال أحد الدعاة أنه لا يسمح لبناته بارتداء النقاب فهل معنى هذا أن النقاب ليس من الدين لأن ذلك الداعي المشهور لا يسمح لنساءه بارتداءه ؟ .

إن المقصود من هذه القاعدة هو أننا نحن المسلمين لا نعتبر أيا من الدعاة أو العلماء ممن نكن لهم كل الإحترام والتقدير لا نعتبره أبدا حقٌ في ذاته وأفعاله والوحيد الذي هو حق في ذاته وأفعاله هو النبي صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم ، والمعنى أن من اتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم فنحن نوافقه عليه ومن خالف هديه صلى الله عليه وسلم ففعله هذا مردود عليه ولا يقبل منه .

فأي قول يقوله داعي أو عالم نعرضه على دين الله عز وجل فإن وافق هذا القول دين الله عز وجل قبلناه وإن خالفه رفضناه مهما كان ذلك الداعي أو العالم .

ثامنا :- لكل عالم زلة وأحيانا زلات .

يجب أن نفهم تماما أن كل عالم في دين الله له أخطاءه وزلاته فإن أخطأ عالم فلا يجوز لك أن تقول أنه أخطأ ولكن دع ذلك للعلماء أمثاله يبينوا له خطأه فأنت كمسلم عادي قد تغيب عنك الكثير من الأمور فتكون لست أهلا للرد على العلماء أو إثبات مقدار عليهم وفهمهم لدين الله عز وجل فلا تدخل في هذا الجانب ولكن لا شك أن لكل عالم زلة أو زلات .

ولكن لو أن عالم قد أخطأ فهل يجب علينا ذبحه والتخلص منه وفصله من عمله ؟ أو أن نصفه بأنه جاهل ونصفه بأوصاف لا تليق بعالم ؟ .

إن من يفعل ذلك لا يحترم العلماء ولا حتى يحترم نفسه وذلك لأن أهل العلم هم ورثة الأنبياء وهم المصابيح التي تضيء لنا الطريق بعد الله ورسوله ولولاهم لوقعنا في بحار الجهل المظلمة ولولاهم لما عرفنا الحق ولا فعلنا مراد الله منا ولا عرفناه فيجب على المسلم أن يعطي للعالم حقه من الإحترام والتقدير فهم من لهم فضل على كل المسلمين ويبقى أجرهم سار حتى بعد موتهم لما قدموه من نفع للمسلمين .

وأذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ) رواه أحمد وغيره .

ولنأخذ مثالا على مخالفة الكثير من المسلمين لهذا الحديث حيث أفتى الدكتور عطية وهو رئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر بجواز إرضاع الموظفة لزميلها الموظف حتى تنتفي الخلوة بينهما أثناء العمل وهنا قامت الدنيا ولم تقعد فقال الناس إن هذه الفتوى إهانة للإسلام ومنهم من أخرج مقالات للسخرية من هذا العالم ومنهم ومنهم .

إن جمهور العلماء قالوا بأن إرضاع سهلة لسالم كان خاصا بهما فقط أي حالة خاصة إلا أن أمنا عائشة رضي الله عنها اعتبرتها شيء عام واستدلت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ ) متفق عليه ، ولقد خالفها سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ولقد وافق بعض أهل العلم ما ذهبت به أمنا عائشة رضي الله عنها بجواز إرضاع الكبير وبه تثبت المحرمية مثل ابن حزم رحمه الله .

فماذا لو أفتى أحد أهل العلم برأي يخالف رأي الجمهور ؟ هل نفصله من عمله ؟ وهل نطلب من اعتذارا علنيا ؟ ونقدمه للتحقيق وكإنه ارتكب جريمة في دين الله عز وجل ؟ .

حتى لو كان قد أفتى ذلك العالم أو غيره من العلماء بفتوى دلت أنه قد أخطأ فيجب أن نوضح للعالم خطأه حتى يتراجع عن فتواه تلك ولكن بكل أدب واحترام وليس للمسلم العادي أن يفعل هذا ويقيم العلماء فهذا شأن العلماء بعضهم لبعض ، وإني لأعرف أحد العلماء وهو من المحدثين قد أفتى بتحريم لبس الذهب للنساء فما رأيكم الآن ؟ هل نصفه بالجهل وأنه أخطأ فيما لا يخطئ فيه طفل صغير ؟ .

ليس عجيبا أن يخطيء العالم فهو في النهاية بشر وكلنا نخطيء ولكن يجب علينا أن نحترم علمائنا ونقدرهم خير تقدير وإلا هلكنا وما فهمنا ديننا أبدا ووقعنا في إثم عظيم .

فبهذه القواعد يجب علينا أن نسير في هذه الدنيا حتى لا ننحرف عن الطريق المستقيم والله أسأل أن أكون قد نفعتكم بهذه المقالة .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هناك تعليق واحد:

  1. ولكنك بترت الحديث الذي في ابدايه الرسول اوصانا بكتاب الله واهل بيته
    اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي

    ردحذف

إتحفني برأيك