الخميس، 30 أكتوبر 2008

غزة مدينة الأبطال

غزة مدينة فلسطينية أبية وقفت أمام الصهاينة المحتلين تقاومهم وتتحداهم وهي التي يقطنها حوالي 1.4 مليون فلسطيني أي حوالي ثلث سكان فلسطين وقد تعلم لماذا أتحدث عنهم اليوم أو لا تعلم فدعني أخبرك بما يحدث فيها الآن أي في يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر يناير من سنة 2008 ميلادية .

ولنبدأ حديثنا عن المستشفيات التي لا تدخلها الكهرباء وبالتالي غرف العناية المركزة ستتوقف عن العمل وأجهزة غسيل الكلى ستتوقف أيضا والتنفس الصناعي والحضانات التي تحتوي الأطفال حديثي الولادة ستتوقف ولن يتم عمل علميات جراحية لغياب الكهرباء والإضاءة اللازمة لها .
لك أن تتخيل شعبا يقاسي من ضربات الصهاينة ليل نهار وتتهدم بيوتهم ويسقط منهم يوميا الجرحى والقتلى فلا يجد الجرحى من يداويهم ولا يجد القتلى من يدفنهم أو يغسلهم وذلك للنقص الشديد في المياه .


البيوت خالية من الإَضاءة ولا تضاء إلا بالشموع أو المصابيح البدائية والغاز الذي لا يتم الطبخ إلا به قد توقف الإمداد به وبالتالي لا يجدون الطعام الساخن ولا الشراب في ذلك البرد الشديد وبالطبع لا توجد وسائل تدفئة لهم .
المخابز التي تمد غزة بالخبز قد توقفت تماما عن العمل فلا دقيق متوافر ولا كهرباء ولا غاز فمن أين سيأتي الخبز ؟ .

وكذلك المحركات المسئولة عن الصرف الصحي لا تعمل وبالتالي مياه الصرف ستبدأ في الظهور في الشوارع مما يعني تلوثا شديدا سيقع ثم يعقبه مرض فوباء فقتلى يعلم الله بعددهم .
وقد يقول قائل وهل نحن مسؤولين عنهم يوم الدين ؟ هل أمرهم يعنينا في شيء ؟ ومن سيُسأل عنهم ؟ .
فأقول لك نعم كل مسلم يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله مسؤول عنهم وعما فعل لأجلهم وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) رواه البخاري .
فأخوة الإسلام لا تسمح لنا بأن نسلم أي مسلم للعدو مهما كان ويجب علينا حمايته والدفاع عنه حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه مسلم .
من أجل ذلك وجب علينا نحن المسلمين نجدة إخواننا في فلسطين الذين يواجهون الجوع والخوف والعطش والبرد الشديد ، علينا نجدتهم بما نملك من مال وأدوية وغذاء فإنهم في حصار شديد ولا حول ولا قوة إلا بالله .
دولة اليهود الإرهابيين أعلنت أن ذلك الحصار هو لأجل غير مسمى غير عابئة بما يحدث لإخواننا الذين منهم الأطفال الرضع والشيوخ والعجزة والنساء فكل ذلك لا شيء ماداموا منا نحن المسلمين وصدق ربنا إذ يقول { كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ } (8) سورة التوبة.
وكرد فعل عربي بدأ بعض حكام العرب الأشاوس والوزراء أيضا بتصريحات إعلامية ساخنة مليئة بالكثير من التنديد والشجب مع بعضا من الرفض والاستنكار لتحسين الصورة الإعلامية لهم ويا قلبي لا تحزن .
كفانا ذلا وخضوعا كفانا جبنا وخوفا ، ما هذه الحياة التي نحياها ، هل يجب أن نحيا كما تحيا البهائم ؟ نأكل ونشرب ونعمل وننام ؟ .
أطلب فتح معبر رفح وذلك لإعانة أهل غزة ولإنقاذهم مما هم فيه من جوع وخوف وضياع والله اسأل ألا يمكن اليهود منهم وأن يثبتهم على مقاومتهم هذه وجهادهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
كل ما يمكننا فعله الآن وفي هذه اللحظات وحتى الآن هو الدعاء لهم ليل نهار وفي قيام الليل وإن كنت ممن لا يقوم الليل فلتبدأ من الآن فالله ابتلاهم بما هم فيه وابتلانا بما نعمل لهم من عون فإن كنت لا تقدر حتى على الدعاء لهم فاعلم أنك أمام الله مسؤول عن ذلك وحسابك عند الله سيكون عسيرا .
اسأل الله العظيم أن يرفع عن إخواني في فلسطين ما هم فيه ويذق اليهود بأسهم ويرد الدائرة عليهم وينصر المجاهدين عليهم ويتقبل شهدائهم إنه ولي ذلك والقادر عليه .
إن كان من توفيق فمن الله وإن كان من تقصير فمن الشيطان
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك