الخميس، 30 أكتوبر 2008

مصر قبل صلاح الدين

إن كانت الأجزاء السابقة قد اشتملت على تفاصيل خاصة بكل من أسد الدين شيركوه وجمال الدين الأصفهانى ونور الدين محمود وبالطبع نجم الدين أيوب فذلك لأن كل هؤلاء قد أسهموا بشكل فعال فى تشكيل شخصية صلاح الدين الأيوبى .

وبعيدا عن التدريبات بدأت خبرة صلاح الدين العسكرية فى خوض المعارك من خلال تنقلاته فى مدن الشام المختلفة مثل حلب وحمص وحماة ودمشق تحت لواء الدولة العباسية تارة والدولة النورانية تارة أخرى وذلك طبعا أعقبه دوره الهام الذى أداه بنجاح باهر على عدة مراحل فى مصر وبالتالى فمن المهم إلقاء الضوء على الأحوال التى كانت تعصف بمصر قبل قدوم صلاح الدين إليها .

كانت الأمة الإسلامية مقسمة فى ذلك الوقت بين الدولة العباسية ومركزها بغداد والدولة الفاطمية ومركزها القاهرة وكان الخليفة العاضد على رأس الدولة الفاطمية فى تلك الفترة التى شهدت ضعف شديد للأحوال بمصر ورغم اللقب الذى كان يعرف به الحاكم الرسمى للدولة إلا أن الأسماء ليست دائما المعيار الذى يؤخذ به عند تقييم الشخصية ويتضح ذلك من خلال عدم تمكن الدولة الفاطمية من الدفاع عن فلسطين أو بيت المقدس فى أى وقت من الأوقات بل أنها سحبت قواتها رغم ادعاء قادتها بالحماس للإسلام ويرجع ذلك إلى ضعف الخليفة وفرض رؤساء الوزراء والوزراء قبضتهم على مقاليد الأمور فى تلك الفترة واستشرت آفة هؤلاء الوزراء ما بين جشعهم وحرصهم على إثراء أفراد اسرتهم وذويهم غير عابئين بمصالح الأمة ونتيجة لذلك أصبح الفقراء يهلكون فقرا والمفسدون يتفحشون ثراءأ وذلك طالما أن الوزراء حرصوا على إرضاء هؤلاء المفسدون ولإنتفاع منهم .

كان رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت يدعى شاور وكان على خلاف كبير مع أحد الوزراء واسمه ضرغام وفى إحدى المعارك إلى جرت بينهما استطاع ضرغام أن يهزم شاور ويطرده من مصر ولم يجد شاور سبيلا إلا أن يلجأ إلى نور الدين محمود طالبا منه المساعدة ليستطيع أن يستعيد مكانته بمصر وذلك مقابل مبلغا من المال وقد أخذ نور الدين أمرين فى الاعتبار أولهما أن شاور كان على حق وثانيهما أن نور الدين محمود كان مهتما للغاية بأمر مصر رغم بعدها عن الشام لأنه كان يدرك تماما أنه بحاجة للتحالف مع مصر لتحرير فلسطين وبيت المقدس فمثلما لا يستطيع الطائر أن يحلق بدون أحد جناحيه فكانت الشام ومصر جناحى الأمة اللذان يحتاج إليهما نور الدين لتخليص فلسطين وبيت المقدس من أيدى الصليبييين .

وهناك بعدين أحدهما سياسى والآخر عسكرى لم يغفل عنهما نور الدين محمود وذلك إلى جانب علمه بثروات مصر الزراعية والاقتصادية من ناحية و مدى ثراء الحاكم الفاطمى من ناحية أخرى حتى شاعت مقولته : " بجنود الشام أفتح مصر وبأموال مصر أفتح بيت المقدس" وبالتالى كانت فكرة القيادة الموحدة للشام ومصر موجودة بالفعل فى ذهن نور الدين محمود عند تخطيطه لخوض معركة مصيرية حيث كان يعتمد على الشام ومصر اعتماد الطائر على جناحيه للطيران .

واستغرق نور الدين قدرا من الوقت فى التفكير إذا كان الأحرى به أن يلبى طلب شاور فى مساعدته على العودة إلى مكانته فى مصر مقابل مبلغ مادى كبير يصل إلى خمسين ألف دينار ذهبية أم لا وعندما وافق نور الدين على طلب شاور عين أسد الدين شيركوه قائدا للقوة المتجهة إلى مصر والذى اتخذ من صلاح الدين الأيوبى مساعدا أولا له وهو مازال فى السادسة والعشرين من عمره وكان ذلك فى عام 558 هجرية والملاحظ أن أسد الدين اختار صلاح الدين ليكون ذراعه الأيمن وهو لم يتم بعد العقد الثالث من عمره فلناخذ إذن العبرة من هذا الاختيار ولنقدم على تشجيع احتكاك شباب القادة بمن هم أقدم منهم حتى يكتسبوا خبرتهم وقبل تكليفه بتلك المهمة كان صلاح الدين على رأس الجهاز الأمنى لدمشق وقد أثبت قدر من الكفاءة فى حفظ الأمن فى منطقة دمشق الآهلة بالسكان حتى أن الشاعر خرقلة الدمشقى يحذر لصوص الشام من صرامة صلاح الدين من خلال الأبيات التالية :

رويدكم يا لصوص الشام فإنى ناصح لكم فى المقال
أتاكم سمى النبى الكريم يوسف رب الحجا والجمال
فذاك يقطع أيدى النساء وهذا يقطع أيدى الرجال

تحرك أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين وألف من الجند بغرض الوصول إلى مصر وبما أن أمراء قلعتى الكرك والشوبك فى منطقة العقبة كانوا يرفضون عبور جنود الشام لأراضيهم فكان مستحيلا أن يدخل الجيش النورى إلى مصر من جهة صحراء سيناء ومن جهة أخرى كان على أسد الدين و جنده أن يصلوا إلى مصر فى سرية تامة ولذلك تحركوا فى اتجاه البحر الأحمر وعبروه إلى الصحراء الشرقية ومنها إلى القاهرة وفى مكان قريب من ضريح السيدة نفيسة وقعت معركة حاسمة بين أسد الدين شيركوه وضرغام وكتب النصر فيها لأسد الدين ووقع ضرغام فى قبضة أهل مصر الذين فتكوا به وتولى شاور قيادة البلاد من جديد كرئيس للوزراء وكان كل ذلك يحدث بدون أدنى تدخل من الخليفة العاضد مما يدل على ضعفه واستفراد الوزراء بالحكم وفسادهم من جانب ومعاناة الرعية بسبب سوء الأحوال المعيشية من جانب آخر .

بعد أن عاد شاور إلى منصبه طالبه أسد الدين شيركوه بسداد مبلغ الخمسين ألف دينارا ذهبيا فأبى وامتنع عن أداء ما كان قد اتفق عليه وحاول أسد الدين شيركوه أن يذكره بشروط وأمانة العهد فى الإسلام ولكن محاولاته لإيقاظ ضمير شاور ذهبت أدراج الرياح بل إن شاور منع المؤن عن جيش أسد الدين حتى يتضور جوعا ويهلك وأرسل إلى أمورى أمير بيت المقدس يطلب منه مقدم حملة سريعة للقضاء على جيش أسد الدين وبالفعل تحرك من بيت المقدس ثلاثون ألف مقاتل فنزلوا على منطقة بلبيس وحاصروا جيش أسد الدين شيركوه المؤلف من ألف جندى وكان ذلك الإتفاق يتضمن أن يدفع شاور إلى أمورى مبلغ خمسمائة ألف دينار ذهبية لتخليص مصر من أسد الدين شيركوه وجيشه ودفع منهم شاور بالفعل مائتى ألف دينار كمقدم قبل أن يتحرك جيش أمورى من بيت المقدس فهل يعقل أن يرفض إعطاء أسد الدين خمسون ألف دينارا وفاءا بالعهد ثم يعطى مائتى ألف ويلتزم بأداء ثلثمائة ألف أخرى لأمير الصليبيين أعداء الإسلام ؟ .

وعندما طال الحصار المفروض على جيش أسد الدين شيركوه بدأ اهالى بلبيس يقومون بتعلية الأسوار حماية للجيش المحاصر دون أن يطلب أسد الدين منهم ذلك وهل هناك أفضل من ذلك الموقف للتأكيد على أن شعب مصر المسلم لا يموت مهما أراد البعض له غفلة أو تغييبا ؟ وإن برهن هذا الموقف الإيجابى على شئ إنما يبرهن على أن مفهوم الجهاد ليس بعيدا عن أفراد هذا الشعب .

وبالطبع وصلت أخبار الحصار إلى نور الدين محمود فأدرك مدى حرج الموقف وعز عليه ترك إخوانه المسلمين على تلك الحال من المعاناة وحتى يخفف الحصار على جيش أسد الدين أقدم نور الدين على مناوشة المدن التى تقع تحت إمرة أمورى بالشام ليضطر الأمير الصليبى إلى سحب جزءا من جيشه وبالفعل ضرب نور الدين فى ثلاث مواقع دفعة واحدة هى حارم وجعبر وبنياس ونتيجة لذلك سقط حصن حارم فى يد نور الدين وتوالت هجمات نور الدين على بنياس ووقعت معركة حاسمة قبض فيها على ريموند وبوهيموندو وهما من أكبر الأمراء المتواجدين مع الحملة الصليبية وفى هذه اللحظة فوجئ أسد الدين بأن أمورى يطلب منه التفاوض ولأن أخبار انتصارات نور الدين لم تكن قد وصلت إلى أسد الين شيركوه فقد كانت دعوة أمورى له مدعاة للدهشة حيث إن قوته أضعف كثيرا من قوة الصليبيين المحاصرين له ومن ناحية أخرى كان أمورى يرغب فى الإسراع إلى الشام خوفا من سقوط حصون أخرى فى يد نور الدين محمود ومن ناحية أخرى فإن أسد الدين وجد فى تلك المفاوضات الفرصة لإنقاذ ألف مقاتل من المسلمين وفعلا جرت المفاوضات بين أسد الدين وأمورى وبدأت القوات تنسحب على أن يعطى شاور لأسد الدين شيركوه خمسون ألف دينارا ذهبيا ويستكمل بقية الخمسمائة ألف التى كان اتفق عليها مع أمورى ولنا أن نتساءل عن مصدر كل تلك الأموال التى وعد بها شاور وللأسف كانت تلك ثروات الشعب المصرى الذى لم يكن يجد قوت يومه وإنما استباح شاور خيرات مصر دون أن يجد من يحاسبه ولا أن يتذكر حساب رب العالمين له يوم القيامة .

وفى المقابل هناك موقف يدعو للفخر بأسد الدين شيركوه فقد جاءه جندى من الصليبيين وتحاورا كالآتى :

( الرجل الصليبى) : أين أسد الدين شيركوه ؟ .
( أسد الدين) : أنا هو .
( الرجل الصليبى): أنت أسد الدين فوالله لقد كانت تبلغ عنك الأحلام .
(أسد الدين) : فوالله الذى لا إله إلا هو لولا أصحابى ما كنت ترددت فى قتالكم لحظة واحدة ولكنت قتلت منكم أكثر من عددنا ولانقض عليكم نور الدين بعدها لنقضى عليكم فوالله ما جبنت ولا أجبن من قتالكم فوالله الذى لا إله إلا هو لو عاد الأمر إلى وليس لأصحابى لفتكت بكم .

ويبدو من الموقف أن ذاك الصليبى كان شاهد عيان لقدرات أسد الدين شيركوه الذائعة الصيت أيام المعارك التى دارت وفتح عماد الدين زنكى على أثرها إمارة الرها وبالطبع كان أسد الدين من أبرز قادتها إذن فكان ذلك المقاتل الغربى يعلم شجاعة القائد المسلم الذى وقف بين يديه دون أن يدرى وكان الجندى فى غاية الانبهار من صمود أسد الدين وجيشه أمام الحصار المفروض عليهم فلما تعرف الجندى الصليبى عليه أراد أن يخبره أن الصليبيين يهابونه مهابة جعلت رغبتهم فى رؤيته بمثابة الحلم الذى يتمنى المرء تحقيقه ولذلك فليس غريبا على أسد الدين شيركوه أن يعبر عن الجسارة التى عرفت عنه من خلال آخر جملة قالها فى الحوار الذى دار بينه وبين الجندى الصليبى والتى جعلت ذلك الرجل الغربى يرسم علامة الصليب على صدره من شدة ما وقع فى قلبه من خوف عندما سمع مقولة أسد الدين شيركوه له .

البنيان المرصوص ... أين هو الآن ؟ .

من الجدير بمكان التوقف عند موقف نور الدين محمود مما كان يجرى لجنده المحاصر على بعد مئات الأميال من الشام فهل تقاعس ؟ وهل ركن إلى عذر بعد المسافة ووقف مكتوف الأيدى مكتفيا بالترحم على من سوف يموتون جوعا بعيدا عن ديارهم ؟ لا والله لم يفعل نور الدين ما نفعله نحن الآن من تجاهل فعلى للمظالم والجرائم التى ترتكب فى حق المسلمين فى كافة أنحاء الأرض والمثال على ذلك للأسف هو عبارة عن رسالة قرأها الدكتور يوسف القرضاوي وجاءت على لسان فتاة بوسناوية تعبيرا عن المجازر التى يتعرض لها المسلمون فى إقليمى البوسنة والهرسك منذ أكثر من عشر سنوات فى غياب روح الجهاد والدفاع عن أبناء وأراضى الأمة الإسلامية فى تلكما الإقليمين وكانت هذه الفتاة صاحبة الأحد عشر ربيعا تتلقى العلاج من الإغتصابات التى تعرضت لها على أيدى المعتدين من الجنود الصرب وكادت تموت على أثرها وقد تولى علاجها مجموعة من الأطباء المصريين المبعوثين من قبل نقابات الأطباء بمصر فتحدثت الفتاة إلى الأطباء قائلة : " أين إخواننا المسلمون ؟ والله لأشهدن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وأنا أسأل كل مسلم عاش تلك اللحظات التى كنت أغتصب فيها ، ماذا كنت تفعل فى تلك اللحظات وأنا اغتصب ؟ وما الذى قدمته لتبعد عنى ذلك المغتصب ؟ " وما أقوى تلك الرسالة التى تهز المشاعر والأبدان ولكنها مازالت فى انتظار رد فعل على أرض الواقع بنفس القوة ليكون خير معين على الإجابة على تلكما السؤالين أمام رب العالمين .

وعودة إلى تفاعل نور الدين محمود مع الموقف المتأزم الذى كان يتعرض له إخوانه المسلمون فإنه دفع بقواته وفتح بالفعل كل من حارم وبنياس بل أنه أسر ساعتها الصليبى أرناط ووضعه فى السجن وأرناط كان ذلك السفاح الذى حاول انتهاك حرمة البيت الحرام .

وهكذا عاد صلاح الدين الأيوبى إلى الشام بينما رجع أسد الدين شيركوه إلى حمص لأنه كان واليا عليها ومضت أربع سنوات قبل أن يعود أسد الدين و بصحبته صلاح الدين إلى أرض مصر مرة أخرى لتحصيل الخمسون ألف دينارا ذهبيا من شاور وكانا يصطحبان معهما ألفين من الجند تحسبا لغدر شاور وكان نجم الدين أيوب فى وداع كل من صلاح الدين وأسد الدين حيث دار حوارا حول كلمة " سياسة " التى كانت تثير غضب صلاح الدين لأن كثير من الحكام المسلمين كانوا ولا يزالون يتخذونها ستارا لخيانتهم للأمة الإسلامية عن طريق التنازل عن أرض إسلامية أو الإتفاق مع من قتل مائة ألف من أبناء الأمة أو التعاهد مع مجرم من مجرمى الحرب قتل المسلمين فى الخليل وقانا وغيرها أما بالنسبة لصلاح الدين فإن هذا النوع من الغدر المغلف بكلمة " سياسة " كان فى حق شاور الذى كان بإمكانه التحالف مع الشيطان فى سبيل الحفاظ على وزارته ومن خلال الحوار مع صلاح الدين أكد أسد الدين على ضرورة التواصل مع مصر لتحقيق الوحدة بينها وبين الشام حتى يتم فتح فلسطين وبيت المقدس .
وقد وصل فعلا أسد الدين ومن معه إلى الجيزة وعبروا النيل حتى وصلوا إلى قرية أطفيح وبدأ المبعوثون من قبل أسد الدين يطرقون باب شاور لتحصيل مبلغ الخمسين ألف دينارا ذهبيا ولثانى مرة يتنكر شاور لعهده ويعاود التحالف مع الشيطان طالبا من أمورى سرعة القدوم إلى مصر فى مقابل ألف ألف دينارذهبية وذلك حتى يقضى الصليبيون على الجيش القادم من الشام لتحصيل الأموالا ولم يكن شاور يعلم أن هؤلاء المقاتلون المسلمين يعدون جزءا من الجيش الذى يستعد لاسترجاع فلسطين وبيت المقدس ؟ وكيف استحل أن يضعف الجيش المسلم الوحيد القائم فى المنطقة والقادر على حماية مقدرات المسلمين ؟ وكيف أصبحت فكرة نزع سلاح المسلمين أمر مستساغ للمسلمين أنفسهم أمس واليوم أيضا ؟ .

أما وقد قارب هذا الجزء على الإنتهاء تجدر الإشارة إلى المهمة المذكورة فى ختام الجزء الماضى وهى تكمن فى الاستبيان الشخصى الذى يستطيع الفرد من خلاله أن يتعرف على بعض ملامح شخصيته مثل مدى رضاه عن أفعاله عن توجهاته عن نفسه بوجه عام ؟ هل يقبل النقد وينتفع به من خلال الإقدام على إحداث تغييرات جذرية من شأنها الارتقاء بالنفس وبالتالى بالأمة بأسرها ؟ هل هو على استعداد للتعامل مع النفس ومع الغير بناءا على أسس تربوية أخذت عن التربية ألتى تلقاها ونشأ عليها صلاح الدين الأيوبى ؟ .

وقبل الإنتقال إلى الجزء القادم هناك مهمة ملحة وذات طابع سامى يتمنى المسلم تحقيق أعلى الدرجات فيها ألا وهى إحياء سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أنفسنا فليحاول كل منا أن يلتزم بصفة من الصفات أو فعل من الأفعال أو قول من الأقوال الصادرة عن خاتم الأنبياء والمرسلين فإذا ما صدقت نية المرء فى التغيير للأفضل أقبل على الزيادة المتدرجة من محاكاته لصفات وأفعال وأقوال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم .

هذا تلخيص لأحد دروس الدكتور ياسر نصر

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك