قدر الله سبحانه وتعالى أن يكتسب صلاح الدين الأيوبى صفات الفروسية والصلابة والإصرار على النجاح من جانب وأعمال الجهاد فى سبيل الله من جانب آخر من عمه أسد الدين شيركوه ونظرا لقربه أيضا من جمال الدين الأصفهانى فقد أخذ صلاح الدين عن ذلك الرجل جوده وحبه الكبير لعمل الخير .
سادس الخلفاء الراشدين .
عندما يتطرق الحديث عن شخصية نور الدين محمود تتولد مشاعرالإحترام والتقدير والإعجاب نظرا لإرتباط صاحبها بالله تبارك وتعالى ارتباطا شديدا ولما قدمه للأمة الإسلامية من إنجازات وتضحيات هذا إلى جانب أن نور الدين محمود كان أحد الأشخاص الذين تركوا أثرهم الكبير فى تشكيل شخصية صلاح الدين الأيوبى وكانت شخصية نور الدين محمود أقرب ما تكون إلى الشخصية الربانية وإلى شخصيات الصحابة أو السلف الصالح ويقول ابن الأثير عن نور الدين محمود " ما وجد حاكم عادل بعد عمر بن عبد العزيز مثل نور الدين محمود " ويكفى أن ذلك المؤرخ بما له من صيت ذائع أطلق عليه لقب سادس الخلفاء الراشدين .
وكان القريبون من عماد الدين زنكى يعرفون مدى ارتباط وإعجاب أسد الدين شيركوه به نظرا لجهاده فى سبيل الله عز و جل ورغبته فى رفعة شأن الإسلام وحرصه على تحقيق الإنتصارات الواحد تلو الاخر وبعد اغتيال عماد الدين كان أسد الدين شيركوه رغم تأثره البالغ بوفاة قائده قد خلع خاتم الإمارة والسلطة من يد المتوفى ووضعه فى يد نورالدين محمود الذى كان واقفا أمام جثمان أبيه وعند تردد نور الدين فى قبول التكليف قال له أسد الدين شيركوه : " إن الموقف ليس موقف تردد وإنما هو موقف عمل للإسلام يا مولاى ... وأجدك كفئا لهذا الموضع وقد وضعك به رب العالمين بعد وفاة والدك " وقد تولى نور الدين محمود القيادة سنة 541 ميلادية وعندها عين أميرا على حلب فى حين كانت الموصل تحت إمرة سيف الدين غازى .
عباد الرحمن وقيام الليل .
ورغم ما تمتع به نور الدين محمود من صفات قيادية تمثلت فى قدراته العسكرية الفذة ومهاراته السياسية المحنكة إلا أن أهم ما يذكر به هو قربه من الله سبحانه وتعالى وعادة ما ينظر فى أيامنا هذه إلى كلمة " إدمان " بمفهوم سلبى نظرا لعلاقتها بإدمان تعاطى المخدرات أو شرب الخمر ولكن ابن الأثير يعبر عن تقرب نور الدين محمود من رب العزة بقوله : " إن نور الدين محمود كان مدمنا لقيام الليل " ومقصد ابن الأثير من استخدامه لهذا اللفظ ينبع من رغبته فى توصيل معنى عدم اكتفاء نور الدين بعدد محدد من الركعات كان يقومها ليلا وإنما إقباله على الزيادة فى عدد الركعات مع مرور الوقت و بالإضافة إلى قيامه الليل كان نور الدين محمود قائدا منتصرا على الصليبيين وعاملا على رفعة شأن الإسلام وبالتالى هذه هى الصفات التى استحق بسببها تولى القيادة والترقى فيها بعزة وكفاءة فإن أردنا اختيار القائد المناسب لأى موقع من المواقع كبيرا كان أو محدودا فالأحرى أن نتوخى فى ذلك الشخص خشيته من الله جل علاه والعمل على إرضائه من خلال الإلتزام بأداء المناسك الدينية من صلاة وزكاة وغيرهما والقيام بأعمال الخير من تصدق ورعاية مصالح المسلمين وفى الواقع فإن القيمة الحقيقية للإنسان تتحدد بقدرعلاقته بالله سبحانه وتعالى وليس بقدر منصبه فالمحك هنا أن يكون فردا ربانيا أو لا وعلى ذلك فإن سيرة نور الدين محمود تكشف لنا الأسباب الحقيقية التى سخرها الله جل شأنه ليكتب له الإنتصارات على أعدائه .
فى حالة الحرب تقوم كل دولة بتكليف عملاءها بجمع الأخبار عن الدولة المعادية بما فى ذلك من معلومات عن الحالة النفسية للمجتمع المعادى ولذلك فقد قامت إدارة الاستخبارات العسكرية فى الدولة النورية بالحصول على أخبار وصلت إلى صلاح الدين الأيوبى لكونه مديرا لأمن دمشق فى ذلك الوقت و كانت تلك الأخبار تفيد بأن الناس فى بيت المقدس كانوا يقولون : " إن هذا القسيم بن القسيم قد أذاقنا المر وأهلكنا وأغار على بنياس وحارم وسهولنا فى بيروت وطرابلس ويحاول تحرير بلاد الإسلام إن هذا القسيم بن القسيم بينه وبين الله سرا ينتصر به " وفى الواقع ما انتصر نور الدين بعدة ولا عتاد إنما انتصر بركعات يسجدها لرب العالمين ليلا وبكفيه يرفعهما إلى السماء متضرعا بالدعاء هذا هو الذى جعله ينتصر ! .
فليتعرف إذن كل فرد وكل مسئول فى أى موقع على قيمته الحقيقية من خلال تقييم علاقته بالله تبارك وتعالى ولا تظن أنه بإمكان الواحد منا أن يصادف توفيقا دون اللجوء إلى المولى العلى القدير فيكفى المؤمن أن يركع ركعتين قضاء حاجة حتى تتحقق حاجته نتيجة توجهه لبارئه وبهذا الخصوص نفرض أن أحدا منا جاءه رئيسه فى العمل يزوره فى الثالثة صباحا فهل يتركه يقرع على الباب أم أنه يهرول فى استقباله باديا كل مظاهر الترحيب والإحترام ؟ فما بالك إذن بالله رب العالمين الإله الذى خلق ورزق وأعطى وينتظر منك أن تعبده ألا يستحق من المسلم أن يقوم له فى ذلك الوقت وفى الحديث عن أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) رواه مالك والبخاري ومسلم والترمذي وغيرهم .
فهل من المعقول إذن أن يسأل رب العزة هذه الأسئلة والفرد منا يظل نائما أو يضيع وقته عبثا ؟ إذن فالإنسان الذى يصلح فعلا للقيادة هو الذى يشعر برحمة الله عليه ويسعى فى طلبها ولا يتخلى عنها أبدا وكذلك فالقرب من الله هو المعيار الحقيقى الذى ينبغى أن يتخذ عند الحكم على مدى صلاحية شخص ما للقيادة ولذا فإن الإنسان الفطن هو الذى لا يدع الليل يفوته دون أن يتضرع إلى الله عز و جل سائلا إياه التوبة والمغفرة وتظل الرحمات تتنزل بصفة خاصة حتى تطلع الشمس .
بدون مبالغة يعد درس قيام الليل الأهم على الإطلاق فى التركيبة النفسية والإيمانية لشخصية صلاح الدين الأيوبى ولكن كيف أصبح قيام الليل جزءا من حياة صلاح الدين ؟ .
إن التاريخ يروى أن صلاح الدين انتقل إلى دمشق وعاش فى قصر نور الدين محمود الذى كان له بمثابة الأب الروحى له ولذا كان من الطبيعى أن يشعر صلاح الدين بقيمة قيام الليل عندما يرى نور الدين حريص عليه أشد الحرص وهكذا واظب صلاح الدين على قيام الليل حتى أن ابن الأثير يقول : " فكان لصلاح الدين ركعات من الليل يسجدها فى كل ليلة فإن فاته الليل قام بعد شروق الشمس مصليا ما كان عليه من ليل " ، وليس هذا بغريب على صلاح الدين .
يتضح مما سبق أن النجاح الذى صادفه صلاح الدين فى حياته لم يكن عبارة عن أسطورة تناولتها الألسن على مر الزمان وهذا واقع يبعث على الفخر و العزة ما كان له أن يتحقق لولا صفات صلاح الدين التى اكتسبها من المحيطين به والمؤثرين فيه .
" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " [ سورة محمد : 7 ] .
بعد فتح إمارة الرها على يد عماد الدين زنكى نشأت فى أوروبا حركة كبيرة بهدف القضاء عليه وأخذ الصليبيون يعدون حملة جديدة لتحقيق مأربهم و لكن كانت يد الغدر أسبق من يد العدو إلى اغتيال عماد الدين زنكى وبعد وفاة ذلك القائد المجاهد فى سبيل ربه تحركت الحملة إلى الشرق ووصلت أنباؤها إلى نور الدين محمود الذى كان فى وضع أصعب من وضع والده حيث لم يكن قد ثبت أقدامه بعد فى البلاد وكانت الأخبار تشير إلى أن أوروبا أعدت جيوشا قوامها ثمانمائة ألف مقاتل بل إن من دواعى الحسرة أن يتخاذل جميع الأمراء المسلمين ويمتنعوا عن مؤازرته فى مواجهة عدو الإسلام ولكن سبق وأن قدمنا لأسباب الإنتصار التى تتلخص فى الآيات التالية إذ يقول الله عز وجل :
" إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا " ] غافر 40 : 51 [ .
" وما النصر إلا من عند الله " ] الأنفال 8 : 10 [ .
" كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله " ] البقرة 2 : 249 [ .
والغريب أن بعض المحيطين بنور الدين محمود أشفقوا عليه من مواجهة الحملة الصليبية الثانية وأثنوه عن التصدى للجيش الجرار الذى أعده الصليبيون للقدوم به معتقدين أنه لا يستطيع أى قائد حتى عماد الدين زنكى نفسه لو كان حيا أن يصمد أمامه ولكن نور الدين كان على يقين راسخ بآيات القرآن الكريم السابقة التى تخبر بنصر الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بغض النظر عن الشواهد الدنيوية من عدد وعدة حيث أن الله على كل شئ قدير ولعباده نصير وعندما علم نور الدين بأن السفن الصليبية قد رست على شواطئ عكا وقف على أسوار دمشق يطلب من معين الدين أنر ومجير الدين وأمراء دمشق فى ذلك الوقت بعدم السماح لقوات الحملة الصليبية الثانية بالمرور بأراضيهم ولكن للأسف رفض معين الدين طلب نور الدين متعللا بالمعاهدة التى كان قد أبرمها مع الصليبيين والتى تتيح لهم المرور بأراضيه وقتما شاءوا ورغم ذلك أخذ نور الدين فى تجميع قواته التى كانت تتألف من ثمانية ألف مقاتل ، فيا ترى ماذا كانت نتيجة مواجهة هؤلاء المؤمنين للجيوش المؤلفة من ثمانمائة ألف صليبي ؟ .
ببساطة النتيجة كانت تصديقا للآيات القرآنية السابقة حيث يروى ابن كثير فى كتابه " البداية والنهاية " ما حدث للسفن الصليبية وكيف انتهت المواجهة بين القوتين فيقول : " شاهدت بعينى أسطولا مهولا شاهدنا سفنا لا يحصى لها عدد حتى أننا لم نستطع أن نرى مياه البحر التى غطتها السفن وكل من فى الشام كان يتحدث عن هذا الجيش المعجزة وعما سيحدثه فى أرض الشام ودياره ودنوه من البر وزاغت الأبصار وبلغت قلوبنا الحناجر وفجأة تلبدت السماء بالغيوم وأمطرت وأرعدت وصارت السفن تتلاطم كالأمواج وما نشاهده ليس أمواجا بل حطام السفن يضرب بعضه البعض وبعد أيام من تغيير البحر لم نجد من الناجين من جيش كان مقداره ثمانمائة ألف مقاتل إلا ألفين فقط " و صدق الله العظيم إذ يقول فى محكم التنزيل : " وما يعلم جنود ربك إلا هو " ]المدثر 74 : 31[ .
لقد أيد الله تبارك وتعالى نور الدين ومن معه وآزرهم بجنود ونصر من عنده والسؤال المطروح " ما دخل نور الدين فى ذلك التأييد الإلهي ؟ .
لقد روى التاريخ أن نور الدين عندما وصلته الأخبار بوصول السفن المعادية ورسوها سجد فى خيمته سجدة بكى فيها قائلا: " اللهم إنا عبادك خرجنا من أجلك لم نخرج شرا ولا بطرا خرجنا من أجل نصرة دينك اللهم إنا جمعنا كل ما نستطيع ولم يعد فى أيدينا حيلة ولم يبق غير الإخلاد إليك والركون إليك اللهم انصرعبادك ليس لكون محمود بينهم فأنا الكلب فيما بينهم " إذن فإن تلك الكلمات الصادقة والخالصة لوجه الله تعالى هى التى جلبت رحمة المولى العلى القدير ونصره لمن لجأ إليه خالصا مخلصا لقد أرجع نورالدين الأمر لله وحقّر نفسه وتنكر لها أمام خالقها فاستحق المؤازرة وأنقذه الله من الذل لأعدائه " اللهم إنى من بينهم الكلب اللهم انصرهم بالضعفاء ممن يدعونك اللهم انصرهم بمن خرج فى سبيلك اللهم إنا عبيدك وهم أعداؤك فانصر عبيدك على أعدائك " فشخصية نور الدين الربانية كانت بمثابة السلاح الإستراتيجى السرى الذى استخدمه ضد أعدائه وهو السلاح الذى نستخدمه كلما حلت بنا مصيبة أو استعصى علينا حل مشكلة من المشاكل ألا وهو التضرع إلى الله بإخلاص ويقين بالإجابة إن شاء الله ، فهل هناك ما يعيب ركوع نور الدين بين يدى خالقه وبارئه ؟ ... لا والله فليس لمسلم أو لقائد النجاة والنجاح إلا بلجوئه إلى الله وتواضعه أشد ما يكون التواضع لله عز وجل .
أمر المسلم كله لوجه الله تعالى حتى الزواج .
هناك مدخل آخر إلى حياة نورالدين محمود لا يقل أهمية عن المداخل السابقة وهو عبارة عن زواجه من عصمة الدين خاتون ابنة معين الدين أنر وإلي دمشق فما هو الأساس الذى جعله يختارها ؟ ولماذا أصر على الزواج منها بصفة خاصة ؟ .
وفى الواقع إن الإجابة على هذه الأسئلة تستحق من كل شاب وفتاة مقبلين على الزواج أن يفتحوا عقولهم قبل قلوبهم لعلهم يصيبون خيرا عند اختيارهم لشريك الحياة الزوجية .
وتذكر الحقائق التاريخية أن نور الدين محمود كان قد طلب أكثر من المرة من معين الدين أنر أن يقف فى صفه ضد الصليبيين ولكن دون أدنى جدوى و لما كان نور الدين يدرك أهمية الوحدة بينه وبين معين الدين حتى ينتصر الإسلام على أعدائه فأخذ يفكر فى وسيلة تقربه من معين الدين وتجعله حليفا له على الصليبيين وهداه تفكيره إلى طلب الزواج من عصمة الدين خاتون ابنة معين الدين أنر ومع ذلك لم يكن التحالف مع معين الدين أنر هو الغرض الوحيد من التقدم للزواج من عصمة الدين خاتون وإنما السمعة الطيبة التى كانت تحظى بها كان الأساس فى ذلك الطلب فالإختيار الأمثل الذى يقبله المسلم لزوجته هو الصلاح وتحرى تقوى الله عز وجل بما ينتج عن ذلك من حب ووفاء للزوج من جانب زوجته وصيانتها لنفسها وأولادها .
ولأول وهلة بينه وبين نفسه رفض معين الدين تزويج ابنته لنور الدين وراح يحدثها بالطلب والفرض فدار بينهما الحديث التالى :
(معين الدين) : تخيلى يا ابنتى أن نور الدين محمود عدونا اللدود جاء يخطبك منى .
(عصمة الدين): وأنا قبلت الزواج منه .
(معين الدين) : هل ذلك معقول ؟ هل قبلت بالفعل أن تكونى زوجته ؟ .
(عصمة الدين): ولم لا أقبل اليد الوحيدة الممدودة فى المنطقة لتحرير بيت المقدس ؟ .
وتزوجت عصمة الدين خاتون من نور الدين محمود وقد كان زواجهما فيه قدر كبير من الهدوء والسعادة نظرا لتشابه طباعهما واشتراكهما فى حب التقرب إلى الله جل شأنه وفى وضوح أهدافهما وقد حدث ذات مرة أن استيقظت عصمة الدين خاتون فى حالة ضيق شديد وكان نور الدين يستعد لأداء صلاة الفجر فعرف منها انزعاجها لعدم استيقاظها من قبل لقيام الليل ورغم ما يشغل بال نور الدين محمود كحاكم لدولة إسلامية وكقائد عسكرى إلا أنه عز عليه أن يترك زوجته فى حالة الضيق خاصة بعد أن أظهرت مدى حرصها على التقرب من الله عز وجل فما كان منه إلا أن أمر بتصنيع داخل قلعة دمشق ما يسمى بالطبلخانة وهى عبارة عن دائرة مسطحة كبيرة من النحاس يضرب عليها أحد الجند بمطرقة فتصدر ضجيجا عظيما ساعة السحر قبل الفجر بساعة حتى توقظ من يريد قيام الليل وكان نور الدين يشعر بأهمية هذا الأمر فأخذ يجذل العطاء لمن يطرق على الطبلخانة .
نخرج من ذلك الموقف بين الزوج وزوجته بعبرة للزوجات فى مدى حرص المرأة على تواصلها مع الله جل علاه وعظة للأزواج فى مدى حرص الرجل على اللطف مع زوجته ومعاونتها على طاعة الله وقد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قال : ( من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ) رواه ابو داود وغيره .
هكذا كان حال بيت نور الدين محمود بيت قيادة ، بيت له قيمة بيت حقيقى ولذلك فنحن فى أمس الحاجة إلى الإسترشاد بهذه النوعية من التراحم الأسرى الذى أثر بلا شك فى أسلوب تنشئة صلاح الدين الأيوبى وإذا أراد الواحد منا أن يكون متصلا بالله تبارك وتعالى وأن يعمل لدينه فعليه أن يصحح قلبه و نواياه وأن يقوم الليل وبالفعل مهما كان لدى الإنسان من سلطة أو مال أو أبناء أو توجه لغير الله العلى القدير فإنه لا يعدل ركعتين يهب الله فيهما لعبده أو أمته فتوحات تسعد حياتهم فى الدنيا وتطفئ عنهم نار جهنم فى الآخرة حتى يكونوا من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله " رجل فاضت عيناه " وكان نور الدين محمود كثير البكاء وشديد الإهتمام بأمر المسلمين .
فى هذا الموضع لا أجد ما أختم به هذا الجزء خير من توجيه الدعوة لكل مسلم ومسلمة إلى الإقبال على قيام الليل فإذا حل المساء وجاء وقت النوم فما أتقى وأطيب أن يتوضأ الفرد منا ويصلى ما تيسر له من ركعات طويلة كانت أو قصيرة يملؤها الإخلاص والصفاء للمولى عز وجل فإذا جاء العبد منا بيدين متضرعتين وقلب سليم كان أهلا للرحمة والغفران والعفو والرضا من الله العلى القدير .
هذا تلخيص لأحد دروس الدكتور ياسر نصر
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
إتحفني برأيك