الخميس، 30 أكتوبر 2008

ما قبل حطين

لقد طالعتنا الأحداث التاريخية بمدى تأثرها بحالتى الوحدة والفرقة وأخبرتنا بما جنيناه من عزة نتيجة لتوحدنا وبما عانيناه بسبب فرقتنا ولعل كل منا قد عمل على نبذ أى خلاف مع إخوته فى الدين وحاول أن يقرب المسافات بينه وبينهم حتى يأتى اليوم الذى تكون فيه الأمة وحدة واحدة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب .

وإذا كان هذا الجزء يخص بالذكر ما جرى من استعدادات قبل معركة حطين فذلك لأن تلك المعركة وما سبقها وما تلاها تعد جميعها مبعثا على العزة و الأمل فى إعادة وضعنا إلى ما كان عليه بعد الانتصار فى تلك المعركة وكذلك فإن ذكر ماجرى بموقعة " حطين " يؤكد أنه سيأتى اليوم الذى نحقق فيه انتصارا مثل الذى حققناه من قبل ونتخلص فيه من كل الغاصبين لأرض الإسلام وفى هذا السياق أذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " . رواه مسلم، والغرقد هو الذى يهتم اليهود الآن بزراعته بآلاف الأعداد داخل ما يسمونه " دولتهم " ، إذن فإن نوعية الانتصار الذى حدث فى " حطين " لايقتصر حدوثه على ذلك اليوم ولا على ذلك الموقع إنما هو النوع الذى أنبأنا نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلم بضرورة حدوثه فى لحظة مستقبلية قبل قيام الساعة ولكن الأسئلة المهمة تطرح نفسها " ماذا سيكون موقفك من المعركة المنتظرة ؟ هل أنت على استعداد للمشاركة فيها بالأسلوب المتاح لك ؟ أم ستقعد مع القاعدين ؟ وعن الإعداد السليم لأى معركة حربية يخوضها المسلم ضد أعداء الدين يقول الله تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم " ] الأنفال 8 : 60 ] .

وعند التدقيق فى الألفاظ التى حوتها الآية الكريمة نجد أن الإعداد للمعركة لا يكون بتوفير ما تيسر من القوى المادية فقط وإنما هو إعداد إيمانى فى المقام الأول يصحبه إستحضار لأسباب الإنتصار وأحد هذه الأسباب هو مواجهة العدو بجسارة بحيث تقع فيه الرهبة من المؤمنين وهذا هو " الإرهاب " الذى رخصه الله تعالى لعباده المواجهين لأعداء الدين أما ما يفعله المجرمون والمأجورون والمرتزقة فهذا ليس له أية علاقة بالإسلام ولا بهذه الآية إنما كانت الآية القرآنية نبراسا لصلاح الدين بعد أن استعد واستتب له الأمر فأراد أن يواجه الصليبيين فى معركة واحدة فاصلة لا تقوم لهم قائمة بعدها وبالفعل بعد انتصار " حطين " لم يقو الصليبيون على مواجهة المسلمين طالما كان المنهج الإيمانى الذى انتهجه صلاح الدين يعمل به .

كان المرض الشديد الذى قد تعرض له صلاح الدين سببا فى أن تتم المعاهدة بينه وبين سيف الدين غازى وكان هذا الحدث دليلا على سماحة صلاح الدين ونبل أخلاقه التى جعلته يتصالح مع ذلك الأمير المسلم الذى ظل معاديا لفكرة التوحد لفترة طويلة ولما شاء المولى عز وجل أن يشفى صلاح الدين من المرض الذى كاد أن يودى بحياته كان ذلك له وقع سلبى على سيف الدين غازى الذى كان يطمع فى خلافة صلاح الدين ولكن لم يكن له أن يتراجع عن شروط المعاهدة التى كان قد أبرمها مع سلطان مصر والشام .

وقد إتصف صلاح الدين بالوفاء بالعهود وعدم نقضها ولكن الوضع إختلف عندما أقبل الأمير الصليبى أرناط على إحدى غدراته بتعرضه لقوافل الحجيج فى نفس السنة التى وقعت بها موقعة " حطين " إذ كانت لا علاقة له بالفروسية ولا الإنسانية ولم يكن يحترم أى عهد أو ميثاق وبالفعل سطى أرناط على قافلة للحجيج العزل وما كان ذلك بجديد عليه ولا على كل سفاح فى كل زمان ومكان وبالنسبة لصلاح الدين كان ذلك الحدث الإجرامى نقضا للعهد المبرم بينه وبين الصليبيين فتحرك صلاح الدين فورا على رأس إثنى عشر ألف جندى إلى قلعة الكرك وبدأ يدق أسوارها بالمنجنيق ليل نهار ولكن مناعتها حالت دون سقوطها فى يده .

الحرب خدعة .

وفى الواقع لم يكن صلاح الدين قد عقد العزم على الإستيلاء على تلك القلعة وإنما أراد بمهاجمتها أن يصرف أعين الصليبيين عن جموع المقاتلين الذين بدأوا يتجمعون فى دمشق حاضرين من الحجاز واليمن ومصر وتونس حيث كان الإعلان العام للجهاد فى سبيل الله قد أشيع فى شرق البلاد وغربها و كان الأفضل بن صلاح الدين الأيوبى منتظرا لهذه الجموع فى دمشق فأخذ ينظمها ويحرص على تدريبها انتظارا لعودة صلاح الدين إلى دمشق ونظرا للخبرات العسكرية التى كان صلاح الدين قد إكتسبها من عمه أسد الدين شيركوه ومن قائده نور الدين محمود فى الشام ومصر فقد حرص هذا القائد المحنك على إخفاء وجهته الحقيقية للمعركة الفاصلة حتى لا يأخذ الصليبيون إحتياطاتهم ومن أجل هذا السبب كان صلاح الدين قد توجه إلى الكرك بينما كان الأسطول المصرى يهاجم عسقلان وذلك ليوحى لأعدائه بأنه يرغب فى فتح عسقلان ودخول بيت المقدس عن طريق البحر وإمعانا فى التمويه ينسحب الأسطول المصرى بقيادة حسام الدين لؤلؤ من أمام عسقلان ويتجه إلى الشمال لضرب عكا وبالفعل تحركت فرقة تتألف من خمسمائة فارس بقيادة مظفر الدين كوكبري وكانت مهمتهم شبه إنتحارية إذ كلفوا بضرب أمنع الحصون الصليبية على الإطلاق وهى عكا التى كان بها أفضل جند الأعداء من الداوية والإسبتارية وكان صلاح الدين يهدف بذلك الهجوم على عكا زعزعة نفوس جندها بشكل مؤثر وخاض مظفر الدين كوكبري موقعة من أشرس المواقع التى حدثت قبل " حطين " فقد فيها ثلثمائة مقاتل من خيرة مقاتلى الشام مقابل موت ألف وخمسمائة صليبى من فرسان الداوية و الإسبتارية وبذلك إعتقد الصليبيون إعتقادا راسخا أن صلاح الدين يهدف إلى الإستيلاء على عكا فأخذت قواتهم تتجمع فى عكا فجاء جايل من بيت المقدس وبوهيموند من أنطاكيا وريموند وأرناط بعد أن فك صلاح الدين الحصار الذى كان قد فرضه على الكرك وتجمعت القوات الصليبية بالفعل فى مكان قريب من عكا اسمه " صافورية " وهو يبعد ستة عشر ميلا عن هضبة حطين .

وعاد صلاح الدين إلى دمشق وأخذ يتفقد الجموع القادمة فى سرية كاملة وبإعداد توافق نفسى وتنسيق بين الكتائب القادمة من كل البقاع الإسلامية حرصا على تحقيق الإنتصار فى المعركة المنتظرة وكان قد جاء من مصر خمسة عشر ألف جندى أرسلهم العادل أخو صلاح الدين ونفس العدد أيضا جاءوا من دمشق ليتجمع لأول مرة مع صلاح الدين خمسين ألف مقاتل من خيرة فرسان الأمة الإسلامية .

ولكن الجدير بالذكر أن نوعية الجند الذين تجمعوا لم تكن على شاكلة الجند الذين واجهوا الحملتين الصليبيتين الأولى والثانية فلقد كان هناك إختلافا كبيرا بين الفئتين حيث أن الجند المعدون لخوض معركة " حطين " كانوا قد خضعوا منذ صغرهم لتربية إسلامية صحيحة ووصلوا لدرجة كبيرة من اليقين بعد سنين طويلة إذ كان معظمهم من خيرة شباب مصر ودمشق وحلب وحمص ومعرة النعمان وديار بكر والموصل وبغداد وبذلك يكون صلاح الدين قد نجح فى تكوين توليفة من المقاتلين يصعب قهرهم .

وتواجد كل هؤلاء الجند المسلمون فى دمشق بينما كان قرنائهم من الأعداء متجمعون فى صافورية وشرع صلاح الدين فى ضرب عمق بيروت بضرب خاطف بغية إرباك الصليبيين وتمويههم عن مقصده الحقيقى من موقع المعركة التى يخطط لمواجهتهم فيها .

وبدأت اللحظة الحاسمة بوصول القوات الإسلامية إلى موقع المعركة فى 16 ربيع الثانى من عام 583 هجرية وكان الجند قد وصلوا إلى منطقة الإقحوانة بعد عبورهم نهر الأردن إلى الجنوب من بحيرة طبرية ووصل بالفعل صلاح الدين الأيوبى إلى الإقحوانة دون أن يتأكد أحدا من أعدائه إذا كان ينوى التوجه إلى صافورية للقتال أم للبقاء فى ذلك الموقع لاسيما أنهم كانوا فى أشد القلق من تنامى قوته العسكرية وكان الأمراء الصليبيون يتساءلون إذا كان الأنسب لهم أن ينتظروا هجوم صلاح الدين أم أن يبادروا هم بالهجوم قبل أن يكون قد جمع قواته ومن هنا جاء الخلاف بينهم فبينما كان جايل و ريموند يفضلان عدم التحرك من صافورية خالفهما أرناط كالعادة نظرا لغطرسته وأصر على شن هجوم مباغت على صلاح الدين ورغم أن الأميران الصليبيان الآخران أخذا يحذرانه من عدد وعدة صلاح الدين إلا أنه كان يرد عليهما بغرور ووصف الجند المسلمون بالحطب إذ قال : " إن الحطب الكثير تشتعل فيه النيران أكثر " وإن دلت سخرية أرناط على شيئ إنما تدل على غروره الذى سيدفع ثمنه حياته وهزيمة قواته شر هزيمة حتى أن المؤرخون حينما يشيرون إلى موقعة " حطين " فإنهم لا يصفونها بالمعركة الحربية وإنما " الزلزال " ، فقد كانت هزيمة الصليبيين فى حطين زلزالا بالفعل زلزل كيان أوروبا كلها .

صلاح الدهاء والحيلة .

وفى صباح اليوم التالى حرك صلاح الدين قواته من " الإقحوانة " إلى منطقة اسمها " تل كفر سبت " وكان على صلاح الدين أن يتخذ موقفا لاستفزاز القادة الصليبيين فوصل إلى قلعة " طبرية " و فتحها ولم يمكث فيها طويلا بل تركها لأن زوجة ريموند كانت موجودة بالقلعة وكانت خطة صلاح الدين هى إستثارة ريموند نفسيا حتى يتبع أرناط من " صافورية " إلى المنطقة التى يستهدفها سلطان المسلمين والمسماة " تل حطين " كموقع للمعركة الفاصلة ضد الصليبيين وطلب أرناط بشدة من ريموند وجايل اللحاق به إلى " حطين " وبالفعل تحركت قواتهم إلى هناك ولكن صلاح الدين كان قد أعد مفاجأة لأعدائه عندما قام بردم آبار المياه كلها على طول الستة عشر ميل من " صافورية " إلى " حطين " وبذلك يكون السلطان المسلم قد حرم أعدائه من مصادر المياه واستفزهم على مواجهته عسكريا فى طقس حار من شهر يوليو وأرهقهم بالتنقل من موقع إلى آخر وهم محملين بقدر كبير من الأثقال نظرا للباس الحربى والمعدات العسكرية التى تعود الجندى الصليبى على حملها وبالطبع أدى كل ذلك إلى إنهاك الجيش الصليبى عند وصوله إلى " تل حطين " .

وهكذا وجد مائة وعشرون ألفا من الجند الصليبيون أنفسهم فوق هذا التل وهم على وشك الحرمان من المياه بعد نفاذ صهاريج الماء التى أحضروها معهم كمصدر إحتياطى وكان ذلك هو اليوم الذى أذاقهم فيه صلاح الدين مرارة العذاب البدنى والنفسى التى طالما جرعوا المسلمين من كؤوسها وعلى الجانب الآخر كان المسلمون فى شوق إلى اللحظة المنتظرة منذ واحد وتسعين عاما لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى الذى كان هؤلاء الصليبيون قد حولوه إلى زريبة للخنازير وإمعانا فى إحاكم خطته العسكرية أرسل صلاح الدين ثمانية آلاف مقاتل بقيادة فروخ شاه خلف مؤخرة الجيش الصليبى لقطع خط الرجعة عليهم ومنعهم من الهروب إلى " صافورية " أو " بيت المقدس " أو " أنطاكيا " أو " طرابلس " وبالفعل حدث صدام بين المؤخرة الصليبية والمقاتلون المسلمون فعرف الصليبيون أن لا ملجأ لهم إلا سهل " حطين " وبالإضافة إلى ذلك أمر صلاح الدين بإشعال النيران فى الغابات والمناطق العشبية المحيطة بالصليبيين وما كانت نتيجة كل ذلك الإحكام والدهاء العسكريين إلا أن إنسحب أحد القادة الصليبيون ووصل إلى خيمة صلاح الدين قائلا له : " فيم إنتظارك أقبل علينا لتنهى هذه المهزلة نحن فى إنتظار الموت " واستسلم ساعتها هذا القائد لجيش المسلمين .

وفى تلك اللحظة إنطلقت فرقة من المصريين لتتسلل خلف خطوط العدو بغرض إحداث فتحات كبيرة فى الصهاريج لإخلائها من المياه وإزاء هذا المأزق المفاجئ توجهت كتيبة صليبية من فرسان " الداوية " و " الإسبتارية " إلى بحيرة " طبرية " من أجل الحصول على الماء وكان فى إنتظارهم تقى الدين عمر وقواته الذين أبادوهم عن بكرة أبيهم .

إزدياد الايمان ليلة الامتحان .

ويتضح من كل ما سبق أن أسباب نجاح المسلمين كانت قد حضرت المسلمين قبل بدء المعركة وبالطبع كان ذلك نتيجة توجه صلاح الدين ومن أعدهم من الجند المسلمين إلى الله عز و جل ثم إلى حسن الإعداد الخططى لصلاح الدين عبر السنوات الطوال إلى جانب توفر المهرة من القادة من أمثال تقى الدين عمر وفروخ شاه والأفضل بن صلاح الدين ومظفر الدين كوكبري وآخرين من أبناء الجيل الذى كان قد عمل صلاح الدين على تنشأته النشأة الصالحة .

أما عن الإستعداد الإيمانى فحدّث ولا حرج فمن ضمن ما كان ليلة المعركة أخذ أحد الجند يبتهل إلى الله جل شانه قائلا : " الحمد لله الذى إختارنى لأشارك فى المعركة الفاصلة ، اللهم أسألك الشهادة فيها وأن تبر بقسمى بفتح المسلمين لبيت المقدس بعدها " ، ولنتأمل كذلك الحوار التإلى بين جنديين أحدهما يتحسس ملابس أخيه :

(الجندى الأول) : ما هذا الذى ترتديه ؟ .
(الجندى الثانى) : إنه الدرع الذى يقينى سيوف ورماح الصليبيين .
(الجندى الأول) : والله ما هذا لباس من يريد أن يقاتل فى سبيل الله .

وما كان من الجندى الثانى إلا أن خلع الدرع واحتضن المقاتلان على أن يلتقيا فى جنات الفردوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضى الله عنهم وهذا طبعا بالإضافة إلى الأعداد الغفيرة التى قامت الليل بسورتى الأنفال والتوبة مرددة الآيات التالية :

" إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله " ] الأنفال 8 : 9 /10 [ .
" وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " ] الأنفال 8 : 17 [ .

وكانت المشاهد تحدث بأن معركة " حطين " سوف تصبح مثل المعارك المباركة التى خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وسوف يتحقق فيها النصر كما تحقق فى " بدر " أو " الخندق " أو " فتح مكة " إذن فإن إحساس المقاتلين أنفسهم كان مختلفا عن إحساسهم عشية المعارك السابقة لإرتباطهم بالله تبارك وتعالى .

أما الشخصية الأهم على الإطلاق فى مثل هذه المواقف هى شخصية القائد صلاح الدين الأيوبى الذى لم ينم لثلاثة أيام ولياليها قبل المعركة إرضاءا لوجه الله العلى القدير فهو يبتهل إلى الله تعالى قائلا : " اللهم لقد انقطعت أسبابى لنصرة دينك ولم يبق لى غير الإخلال إليك والتوكل عليك والاحتساب إليك فحسبى الله ونعم الوكيل " وبعد صلاة الفجر أخذ صلاح الدين يعد قواته ويرتبهم ميمنة وميسرة .

وبناءا على ما سبق فالمطلوب من كل منا أن يأخذ بالأسباب فى أى أمر من أمور الحياة ثم يتوكل على الله الرحمن الرحيم والأخذ بالأسباب لابد وأن تصاحبه مظاهر الجد والتنفيذ العملى ومتى أقبلنا على بذل الجهد والتضرع إلى خالقنا البارئ المصور البديع الكريم أصبح النجاح والفلاح حليف كل فرد فى أمتنا الغراء .

هذا تلخيص لأحد دروس الدكتور ياسر نصر

أقول قولي هذا اوستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إتحفني برأيك