بقدر ما كانت وحدة الأمة مهمة بقدر ما كان أى جهد فردى على بساطته له تأثيره فى الوصول إلى الوحدة المنشودة و بالتالى فإن قصة الفتاة الدمشقية ميسون وما صاحبها من ردود أفعال لدى الآخرين لهو من أفضل الأمثلة على ذلك ونسال الله العلى القدير أن يوفقنا إلى ما فيه رضاه و صلاح الأمة بأسرها .
أسرة صلاح الدين من دوين إلى تكريت .
لعل ما سبق من أجزاء هذه السلسلة تكون قد ألقت الضوء على الأحوال العامة للأمة والملابسات الفردية لبعض الأشخاص المؤثرين فى مستقبل الأحداث فى الفترة التى سبقت مولد صلاح الدين وبدءا بهذا الفصل تتحول بؤرة الإهتمام إلى صلاح الدين نفسه للحديث عن نشأته ونضوجه والعوامل التي أدت إلى تكوين شخصية صلاح الدين الأيوبى ذائعة الصيت .
يرجع أصل أسرة صلاح الدين إلى بلدة دوين التى ما زالت موجودة فى إقليم أران بمنطقة كردستان فى أقصى حدود أزربيجان الغربية وبالطبع تخضع تطورات سيرة صلاح الدين إلى الأحداث القدرية التى لا يعلم مغزاها حال حدوثها إلا الله سبحانه وتعالى وليس لأحد أن يقدم على أمر من الأمور إلا أن يكون قد قدره الله له ولذلك فإن بذرة البداية فى سيرة صلاح الدين قد ارتبطت بجده شاذى بن مروان الذى اتخذ من مجاهد الدين بهروس صديقا حميما له و قد فكر الصديقان شاذى و مجاهد الدين فى الإرتحال إلى بغداد سعيا وراء حياة أفضل ولم يكن شاذى بطبعه يميل إلى المغامرة بعكس صديقه مجاهد الدين الذى دفعته طموحاته إلى الإنتقال إلى بغداد مخلفا وراءه شاذى بن مروان مؤقتا وفى بغداد تدرج مجاهد الدين فى المناصب حتى صار مدير أمن بغداد ثم حاكمها الرئيسى متمتعا بالنفوذ الواسع الذى وفرته له تلك المناصب وعندها تذكر صديق عمره شاذى بن مروان وأرسل اليه ليستحضره إلى بغداد وقد لبى شاذى نداء مجاهد الدين وانتقل بأسرته إلى بغداد فرحب به حاكمها وولاه على قلعة تكريت الواقعة على يمين نهر دجلة وهى البلدة التى صارت معروفة إعلاميا فى هذه الأيام بعد الأحداث الأخيرة التى ألمت بالعراق ولتلك القلعة أهميتها الإستراتيجية عسكريا واستخبراتيا وبذلك يكون شاذى قد ارتقى من إنسان عادى يرعى الغنم فى بلدة دوين إلى حاكم لقلعة من أكبر قلاع العراق وبعد وفاة شاذى خلفه ابنه الأكبر نجم الدين أيوب فى تولى حكم قلعة تكريت وبطبيعة الحال كان لأخيه أسد الدين شيركوه دوره المهم بالقلعة .
واستمرت الأمور على ذلك الوضع حتى جاء موعد ميلاد صلاح الدين ومن مقدرات الله سبحانه وتعالى وحكمه التى لا يعلمها إلا هو أن فى ذات الليلة التى حضرت لأم صلاح الدين آلام الوضع جاء أمر من مجاهد الدين بهروس بعزل نجم الدين أيوب وأخيه أسد الدين شيركوه وهما والد وعم صلاح الدين وطردهم من القلعة وكان فجر اليوم التالى هو الموعد الذى حدده مجاهد الدين لتنفيذ أوامره بطرد ابنى شاذى بن مروان وعائلتيهما وإلا اقتحمت قوات مجاهد الدين القلعة عنوة ووضع الأخوين فى السجن لحين يبت مجاهد الدين فى أمرهما ولقد تشائم نجم الدين من ميلاد ابنه صلاح الدين فى هذه الظروف القاسية لا سيما وأن الصدمة جاءت مفجعة نظرا للحياة الرغدة التى كان عاشها الأخوان فى تكريت وقد بلغ التشاؤم مداه بنجم الدين حتى أنه غادر القلعة باكيا فذكره خادمه بعدم جواز التشاؤم فى الإسلام و ذلك من خلال كلمات رقيقة تحمل معانى الإيمان الراسخ بالله عز وجل والرضا بالقضاء والقدر إذ يقول له : " يا مولاى نجم الدين لا تدع للشيطان مدخلا إليك فعسى الله أن يجعل لهذا المولود شأنا تسعد به أنت وآل بيتك بل تسعد به الأمة كلها وإنى أذكر نفسى وأذكرك بقول الله عز و جل : " فعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا " ] النساء 4: 9[1 .
وقد أرجع البعض تشاؤم نجم الدين محمود بميلاد ابنه صلاح الدين إلى أن الوالد كان من الناس الألوفين للمكان لذلك فكان يعز عليه أن يرحل من القلعة مصداقا لقول الشاعر الذى يخبر بأنه إذا عاد إلى شبابه سيكون فراقه لبياض شعره أمرا شاقا على نفسه :
خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصبا
لفارقت شيبتى موجع القلب باكيا
لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
وبالعودة إلى الأحداث التى سبقت عزل نجم الدين وأسد الدين وطردهما من قلعة تكريت نجد أن الأسباب الرئيسية لذلك العزل تكمن فى ثلاثة أسباب قبل العزل ببضعة سنين وأثناء مجاهدة عماد الدين زنكى للصليبيين وزلزلته لهم أخذ هؤلاء فى إعداد حملة جديدة للقضاء عليه وفى نفس الوقت نشب قتال بين عماد الدين ومجاهد الدين الذى كتب له فيه الغلبة على عماد الدين ويا ليت غلبته كانت على أعداء الإسلام وليس على مسلمين مثله ولو أن قوات المسلمين اتحدت لكتب لها النصر فى مطلع الأمر وعلى أثر هزيمة عماد الدين من مجاهد الدين حدثت مفاجأة كبرى تمثلت فى فتح نجم الدين لباب القلعة حتى يدخلها عماد الدين وجنوده ولم يكتف نجم الدين بذلك بل أنه حرص على تمريض عماد الدين لمدة ثلاثة أسابيع ثم أوصله إلى الموصل آمنا وإن كان مثل هذا التصرف يشكك فى ولاء نجم الدين لمجاهد الدين لكنه لا يشكك فى ولائه وحبه للإسلام ورغبته فى نصرة دين الله حتى أن الحوار التالى دار بين الأخوين أسد الدين ونجم الدين حول ذلك الأمر :
ترى يا نجم الدين لماذا ساعدت عماد الدين زنكى وجنوده رغم أن ولاءك لمجاهد الدين بهروس ؟ .
يا أسد الدين إننى حقا وليت قيادة قلعة تكريت تحت إمرة مجاهد الدين وله على حق السمع والطاعة إلا فيما يغضب الله و إنى لأرى فى عماد الدين زنكى إخلاصا فى العزم على القضاء على هؤلاء الصليبيين وكسر شوكتهم فلإن كتب الله النصر له كانت نصرة لدينى وإنى لأرانى مدفوعا إلى مساندته ليس كقائد يعلم ما للرجل من حنكة وصدق عزم فى الجهاد بل كمسلم ألمس فيه إخلاصا لدين الله ورغبة منه فى نصرة هذه الأمة ورفعة رايتها .
ومن ذلك الحوار يتضح أن نجم الدين أيوب كانت لديه الرغبة فى نصرة الدين حتى لو أدى ذلك إلى فقدانه لمنصبه وسلطته ومكانته وإنما كان كل همه أن يدعم الأشخاص الذين يستطيعون الدفاع عن الدين ولعل نجم الدين يكون بدعمه لعماد الدين قد تحاشى الوقوع فى معصية الله تبارك وتعالى الذى يقول فى كتابه الكريم : [ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ] (24) سورة التوبة .
وكثيرا ما يواجه الإنسان مواقف لابد له فيها أن يختار إما أن ينصر الدين أو أن يتمسك بما لديه دون التضحية بأى شئ ولكن الإختيار الصحيح هو الدين لأن الأغلى على الإطلاق هو نصرة الدين وتقديم ما بالإمكان رغم ما يمكن مواجهته من مشقة من جراء ذلك تماما مثل ما حدث مع نجم الدين أيوب و ربما يكون ما فعله هذا الرجل الصادق مع الله والمخلص لدينه أحد الأسباب الرئيسية التى أدت إلى عزله و طرده من قلعة تكريت .
أما السبب الثانى الذى استثار غضب مجاهد الدين على نجم الدين هو ازدياد سلطة ونفوذ الأخير فى القلعة وتعاظم حب الناس له ولذلك خاف مجاهد الدين أن يستأثر نجم الدين بالقلعة فقرر طرده منها .
والأمر الثالث الذى أغضب مجاهد الدين كان بسبب ما فعله أسد الدين ويقال إن أسد الدين قتل مقدم العسكر بالقلعة والذى كان مقربا من مجاهد الدين وقد فعل أسد الدين ذلك لأن المقدم كان قد اعتدى على امرأة داخل القلعة فاستنجدت بأسد الدين الذى قتل قائد العسكر .
تلك كانت الأسباب الأساسية التى من أجلها قام مجاهد الدين بهروس بعزل وطرد نجم الدين أيوب وأسد الدين شيركوه من القلعة .
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .
عند خروجهما من قلعة تكريت لم يكن أمام نجم الدين وأسد الدين سوى الإنضمام إلى عماد الدين زنكى وخرجت قافلتهما حتى وصلت إلى مدينة الموصل فى شمال العراق حيث استقبلهم عماد الدين استقبالا حسنا وعين نجم الدين وزيرا فى السياسة بينما جعل أسد الدين قائدا عاما لقواته وبذلك يكون عماد الدين قد برهن على صفة أخرى من صفاته الحميدة وهى المتمثلة فى العرفان بالجميل تجاه نجم الدين وكان ذلك أيضا دليلا على حسن اختيار عماد الدين للأشخاص الذين يمكنه أن يثق فى أهدافهم وأن يعتمد عليهم وقد قدر لصلاح الدين أن يبقى مع أسرته بالموصل لمدة عامين وعندما فتح عماد الدين زنكى مدينة بعلبك التابعه لإمارة دمشق عين نجم الدين حاكما لها .
التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر .
من الجدير بالذكر أن صلاح الدين ظل سنتين بالموصل ثم انتقلت أسرته إلى بعلبك ومكثوا بها سبع سنوات ثم وصلوا إلى دمشق وهكذا اكتسب صلاح الدين القدرة على التكيف مع الظروف المختلفة للزمان والمكان مما أتاح له فيما بعد أن يظل سبعا وعشرين سنة على ظهر جواده دون أن يمل أو يكل فمهما واجه من مصاعب تغلب عليها ولكن كثرة الأنتقال فى الصبا أدت إلى اضعاف صحته وإصابته المتكررة بالأمراض .
ومما يدعو للدهشة أن نجم الدين أيوب اصطحب ابنه صلاح الدين وهو فى السابعة من عمره إلى قلعة الرها أبان فتحه لها وقف صلاح الدين مع والدته ليشاهدا سويا أباه وهو يقاتل لفتح تلك القلعة بما فى ذلك من أكبر الأثر على تشكيل شخصية صلاح الدين وهو فى هذه السن المبكرة .
كما كان أيضا للنظام الأسرى الذى نشأ صلاح الدين فى كنفه تأثيرا عظيما على اكتسابه للتوازن فى الشخصية فإذا نظرنا مثلا لما يجرى الآن داخل محيط الأسرة نفاجأ بإزدواجية فى أسلوب التعامل حيث يحرص الفرد على الإلتزام خارج المنزل لكنه يطلق العنان لنفسه حين يتواجد فى محيط الأسرة و لذلك ينتقد الأبناء فى بعض الأحيان آباءهم وأمهاتهم بسبب هذا الإزدواج فى الشخصية الظاهر فى الود الذى يعاملون به الناس خارج المنزل وضيق الصدر عند التعامل مع أهل المنزل أما صلاح الدين فكان أسلوب تعامله داخل المنزل هو نفسه الأسلوب الذى يعامل به الناس خارجه كما كانت اهتماماته داخل وخارج المنزل لا تختلفان إذ كانت تنصب فى الإنقسامات التى كانت تعانى منها الأمة والضعف المتفشى فى أوصالها وليس فى هموم المأكل و الملبس كما هو الحال فى معظم بيوتنا حاليا .
لم لا يهتم الآباء والأمهات بمشاكل الأمة ومحاولة التفاعل معها إيجابيا حتى يتأسى الأبناء بهم إذ أن الأطفال يتأثرون بالمناخ المحيط بهم مثل قطعة الإسفنج التى تمتص ما حولها وعند عصرها يخرج منها ما تكون قد امتصت ؟ ويقوم ألأب والأم عبر السنين الممتدة بتشكيل أطفالهما كما نشكل قطعة من الصلصال بالزيادة فى أمر ما والنقصان فى آخر حتى تخرج شخصية الطفل كما أردنا لها .
ولذلك تجدر الإشارة إلى أن شخصية صلاح الدين الأيوبى لم تنشأ عفويا وإنما تطلبت نشأتها الكثير من حسن التوجيه من والده ووالدته وعلى نفس النهج مطلوب منا بدلا من أن نكون سببا فى إخراج شخصيات مهزوزة أن نعمل على تكوين شخصيات سوية لشباب مستقر المعانى وواضح الأهداف قادر على فهم أبعاد كثيرة وبالطبع لن يكون ذلك ممكنا إلا إذا كنا نعى ما هو مطلوب منا بالتحديد .
وبالنسبة لصلاح الدين فإن أكثر ما أثر فيه خلال الأربع سنوات الأولى من عمره هم ضيوف أبيه الذين يأتونه للتباحث معه فى الأحوال القائمة بين المسلمين والصليبيين وأراضى المسلمين المغتصبة ومساعدة الآخرين ونجدة الإسلام والمسلمين .
أطفال صالحون .
ولنا أن نتخيل مدى التأثير الذى يقع على الطفل عند تنشأته النشأة التى نشأها صلاح الدين فى ذلك المحيط وبتلك الإهتمامات لابد أن كل ذلك سوف يشكل عنده أولويات تفكير وفقا للذى نشأ عليه ولذا أسوق إليكم قصتين لطفلين معاصرين فى إحدى المدارس التى تهتم بغرس القيم فى نفوس الأطفال مثل الإيثار و التقوى .
كعادة الأطفال أخذ الغلام يجرى ويلعب داخل المنزل ثم شعر بضرورة قضاء الحاجة وكان طفلا آخرا قد سبقه إلى دورة المياة فلم يجد الغلام بد من الذهاب إلى دورة المياة الخاصة بجدته ولكنه كان يعلم أن الجدة كبيرة السن ولا تحب أن يقوم شخص آخر باستخدام الأغراض الخاصة بها فتردد الغلام قليلا ولكن الحاجة دعته إلى أن يقدم على مجازفة طلب الإذن من الجدة باستخدام دورة المياة الخاصة بها وبمشاعر الجدة نحو حفيدها أجابته إلى طلبه و لكن الصبى كان يشعر بأن جدته لا تميل إلى أن يستخدم الآخرون أغراضها فخرج قبل أن يقضى حاجته رغم ما يشعر به من أذى و قال لجدته: " أقسم بالله أن لديك إيثارا عندك القدرة على اعطاء ما تحبينه لغيرك " لقد شعر الصبى بتلك القيمة لإنها كانت قد غرست فى قلبه فكان من الطبيعى أن يتعرف عليها عند مواجهتها .
وطفل آخر داومت والدته على إعطائه تفاحة أو برتقالة عند ذهابه إلى المدرسة صباح كل يوم وكان الطفل مازال بالحضانة فشعر بالملل من تناول كل يوم الفاكهة التى تعطيها له والدته فوضعها أمامه على مكتبه الصغير فى الفصل وعند مرور المعلمة دار بينهما الحوار التالى :
- ماذا بك يا بنى؟ تبدو غير راض
- ليس لدى رغبة فى أكل هذه البرتقالة
- إذن لا تأكلها
- ولكن والدتى أمرتنى بأكلها فماذا أفعل ؟
- الأمر بسيط للغاية أعطها لأحد زملائك
- كيف أفعل ذلك وأنا عندى تقوى ؟ إن الله يرانى فكيف أعطى البرتقالة لشخص آخر و أقول لأمى أنى أكلتها ؟ .
لقد تحرى ذلك الطفل الصغير تقوى الله سبحانه و تعالى وهو لم يتعد الخامسة من عمره بعد ولذا فإنى أسوق هذا المثال للآباء والأمهات الذين يظنون أن صغر سن الأطفال ليس مناسبا لبدء إلزامهم بسلوك معين ولكن الحقيقة على العكس من ذلك إذ يمكن غرس القيم فى الأطفال من سن ثلاث إلى سبع سنوات وهى أهم فترة فى حياة الإنسان ولهذا السبب يمكن غرس الإهتمامات وتنمية المهارات والقدرات والتفكير الإيجابى فى تلك السن المبكرة وبدلا من أن تهتم المدارس بإعداد المدرس الكفء للمراحل الدراسية من الإبتدائي إلى الثانوى فالأجدر أن تكون معلمات الحضانة على وعى و إدراك يتيحان لهن غرس هذه القيم لدى الأطفال .
صلاح نشأة صلاح الدين الأيوبى .
فى الواقع هذه المعانى التى يحتاجها أطفالنا فى وقتنا الحالى هى نفسها التى غرست فى نفس صلاح الدين وهو فى محيط أسرته حتى نشأ وهو مدرك لمقومات السلوك القويم والمدهش أنه حتى الوقت الذى كان يمضيه صلاح الدين فى اللعب كان له هدف يفيده فى المستقبل فقد كان يتخيل فى لعبه كيف تكون المواجهة بين المسلمين والصليبيين .
وبالتالى فإن البيئة المحيطة بالطفل تلعب دورا كبيرا فى تشكيل تركيبته فهل الآباء و الأمهات على دراية بالخمسة أمور التى تقوم عليها التربية السليمة ؟.
ما هى تلك المقاييس التى تتيح للأب والأم تقييم ابنهم ومعرفة ما إذا كان سويا أم لا ؟ والغريب أن هذه المعايير لا تتضمن الأخلاق ولا المحافظة على الصلاة وإنما تشمل عناصر أخرى كثيرة .
وبالعودة إلى ظروف نشأة صلاح الدين نفاجأ بأنه بدأ يتعلم الفروسية وهو فى الثالثة من عمره وكان عمه أسد الدين شيركوه هو أول من وضعه على ظهر جواد ولما ظهر القلق على أم صلاح الدين ذكّرها أسد الدين بأن ابنها ولد على ظهر جواد إذ أنهم رحلوا عن قلعة تكريت و انتقلوا إلى الموصل فى يوم ميلاد صلاح الدين وطمأنها بأن ابنها سيكون له شأن كبير لو نشأ على الشجاعة .
ورغم مشاعر الأب والأم وصعوبة تقبلهم تعريض إبنهم للمخاطر فى سن مبكرة إلا أن المفاهيم الصحيحة تؤكد أن إعداد البطل الأوليمبى يبدأ وهو فى الرابعة من عمره ولذا ينبغى أن يتم إعداد البطل القادم لرفع راية الإسلام وهو فى أولى سنوات عمره .
فاظفر بذات الدين تربت يداك .
وعند الحديث عن أهمية التنشئة الصالحة فلا بد إذن الإهتمام بدور الأم ولذا فعلى أى رجل مقبل على الزواج أن يحسن اختيار الزوجة الصالحة التى يجد فيها القدرة على التربية السليمة وغرس القيم فى الأولاد فإن رعاية الأبناء من جانب الأم لا يقتصر على اهتمامها بمأكلهم وملبسهم ودراستهم إنما التربية السليمة هى عبارة عن إضافة صفة حميدة للطفل أو اصلاح سلوك غير سوى وعلى سبيل المثال كان لأم صلاح الدين دور كبير فى غرس المعانى السامية فى نفسية ابنها ولقد غرست فيه القدوة من خلال القصة التى كانت ترويها له كل ليلة قبل النوم فكانت تروى له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم وعن السلف الصالح رحمهم الله ولقد روت أم صلاح الدين لإبنها قصة أمراء بنى أرطق الذين ظلوا ثلاثون عاما يقاتلون الصليبيين قبل ظهور عماد الدين زنكى فماذا كان تأثير ذلك على صلاح الدين ؟ وهل هناك سيرة أفضل من سيرة كل من عمل على رفع راية الإسلام حتى ترويها الأم لإبنها فى السن المبكرة ؟ .
لو علمتم الغيب لأخترتم الواقع .
ويعد الإيمان بقضاء الله وقدره والرضا به خيره وشره من الأمور التى تعرضنا لها فى هذا الفصل ولذا فالمطلوب أن نزيد من شعورنا بهذا الجانب الإيمانى فى حياتنا ولنا العبرة فى نجم الدين أيوب الذى تشاءم لمولد ابنه يوم عزل الأب وطرده من قلعة تكريت ثم أصبح ذلك الولد… صلاح الدين الأيوبى .
هذا تلخيص لأحد دروس الدكتور ياسر نصر
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يارب اكتب لي ان انجب ابنًا كـ صلاح الدين الأيوبي ..
ردحذفدعووووولي بالزوج الصالح المجاهد
إن شاء الله يكون لك ما أردت.
ردحذفالي ( الفارس !. الذي لم يولد بعد !! )) والى : نجم الدين أيوب ..
ردحذف................ ..........
يـا الصنديد !. يـا التريس !. يـا الفارس !.
يا صحرة العرب والمسلمين والآســــــــلام غارس !.
يا شــــــوق !. يا وجم !. يا مكتوب علي بياض العظم !.
يا نطفة في علم غيب العارف !.
يا ســـــــعد ي : هـيــــــه !. قـوم !. بلكي أتجيبا !. غير يا شـــــمعة وين ؟ وطاة نارك !. بعيــــــــد ا ..
طريقك مســارب .. وبلادك والعه .. و غريقا !.
والبـعل ألي نيـــرانه هذيبا .. و أوطانه ركيزا !.
مو داريبا !.
بالله عليكم .. دزوله رديــــدا !.
قولولا : (( أيحوم عليها !. أيحارس !. ))
all_thebest37@yahoo.com
ليبيا ..